أداة للإعدام تحولت لمخدر..«الفينتانيل» يغزو العالم.. وخبراء: «أقوى 50 مرة من الهيروين»
«كميات من مخدر جديد تكفي لقتل سكان الولايات المتحدة».. بتلك الكلمات أعلنت هيئة مكافحة المخدرات الأميركية عام 2022، عن ضبط كميات كبيرة من مخدر يدعى "الفنتانيل"، لافتة إلى أنه أصبح المخدّر الأكثر خطورة على الحياة في الولايات المتحدة.
وأظهرت الإحصاءات الرسمية أن مادة "الفنتانيل" هي السبب الرئيسي لأكثر من 107 آاف حالة وفاة بجرعة زائدة في الولايات المتحدة ما بين يوليو 2021 و يونيو 2022.
أداة للإعدام تحولت إلى مخدر
الدكتور محمد كمال غنيم، الخبير الدولي في مكافحة المنشطات، أكد لـ"للدستور" أن "الفينتانيل" هو عقار حديث تم تخليقه في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1960 وهو من عائلة الأفيونات التي ينبثق منها على سبيل المثال “الهيروين والترامادول وغيرها من أنواع المخدرات”.
وتابع: “هذا العقار أقوى في تأثيره 50 مرة من مخدر الهيروين و100 مرة من المورفين، وبالتالي فهو يستخدم في الأساس كعلاج قاتل للألم، وذلك لمرضى الأورام السرطانية، وفي بعض حالات التخدير”.
وأضاف أن جرعة 2 مل جرام من عقار "الفينتانيل" كافيين لقتل الشخص، بينما الجرعة الطبيعية التي توصف للأغراض الطبية من 2 إلى 4 نانو جرام، وفي بعض الحالات التي تحتاج إلى تخدير بشكل قوي تصل فقط إلى 10 نانو جرام، لذا فأي جرعة تزيد عن ذلك تعد جرعة قاتلة بالتأكيد.
وأردف الخبير الدولي في مكافحة المنشطات، أن العقار يوجد إما على شكل أقراص، أو لاصقات، موضحًا أنها تنتشر في الولايات المتحدة بكثرة، إذ تستخدمها السلطات كأداة لتنفيذ الإعدام على المحبوسين بدلًا من الكرسي الكهربائي الذي يعتبره الأمريكيون أداة تعذيب.
4 دقائق كافية لقتل المتعاطي
من جانبها، قالت الدكتورة نهلة عبد الوهاب استشاري المناعة، إن مخدر "الفينتانيل" يستخدم كعقار طبي، ولكن في حال استخدامه بصورة خاطئة فهو قادر على إيقاف التنفس بشكل كامل في خلال 3 أو أربع دقائق، ومن ثم القتل.
وأوضحت لـ“الدستور” أن المخدر شأنه كباقي المخدرات التي تخلق جيلًا غير قادر على العمل، وتؤدي إلى أعراض انسحابية خطيرة للغاية لذا يراعي إشراف أطباء متخصصين حال الرغبة في علاج الإدمان منه.
مدرج على جدول المخدرات
وأكد الصيدلي معتز أحمد، أن العقار ضمن الأدوية المدرجة على “جدول المخدرات” ولا يتوافر إلا داخل عدد قليل من الصيدليات الحكومية فقط، وصيدليات مستشفيات الأورام في مصر، كما لا يصرف إلا بروشتة وببطابقة المريض.
وأوضح أنه يستخدم بصورة كبيرة لعلاج مرضى السرطان سواء كانوا كبار أو صغار إذ أن منه تركيزات تتناسب وسن الصغير وحالته.
ولفت إلى أنه في مصر هناك رقابة كبيرة على الصيدليات التي تبيعه وكذلك لا يتم وصفه من قبل الأطباء إلا بدقة وحرص شديدين، ولفت إلى أنه انتشر في الولايات المتحدة بكثرة في سوق المخدرات غير المشروعة نظراً إلى سعره المنخفض وسهولة تصنيعه.
يُذكر أنه في خلال عام واحد، توفي أكثر من 100 ألف شخص نتيجة الجرعات الزائدة من المخدرات في الولايات المتحدة، وفقا للمراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها (سي دي سي)، ويقول باحثون متخصصون بدراسات حول المخدرات، إنها "أكبر زيادة على الإطلاق" في عدد الوفيات بالولايات المتحدة.
وفي يوليو 2014 قامت وكالة الأدوية ومنتجات العناية الصحية (MHRA) بإصدار تحذيرات حول الأذى المهدد للحياة والذي قد يتسبب به التعرض غير المقصود للصقات الفينتانيل وخاصة للأطفال، ونصحت أيضا بلفها بجعل الجزء اللاصق بمواجهة الداخل قبل التخلص منها.
كما أوضحت هيئة مكافحة المخدرات أنها صادرت خلال السنة الجارية 50.6 مليون حبة دواء مزيفة تحتوي على الفنتانيل أعطيت بموجب وصفات طبية، و4.5 أطنان من مسحوق الفنتانيل، مشيرة إلى أن هذه الكمية تعادل "أكثر من 379 مليون جرعة قاتلة".
وشددت على أن هذه "المادة الأفيونية الاصطناعية تسبب الإدمان بشكل كبير، وهي أقوى 50 مرة من الهيرويين". ونبّهت إلى أن "مليغرامين اثنين فحسب من الفنتانيل ، أي ما يوازي الكمية الصغيرة التي يمكن وضعها على طرف قلم، تعتبر جرعة قاتلة".
