هدف
الخميس 21 نوفمبر 2024 مـ 10:57 صـ 20 جمادى أول 1446 هـ
موقع هدف
رئيس مجلس الأمناء مجدي صادقرئيس التحرير محمود معروفأمين الصندوق عادل حسين
الواحي: حكم المحكمة الدستورية بالغاء تثبيت الايجار القديم نقطة تحول هامة بن غاطي” تضيء أهرامات مصر مع إطلاق مشروعها الجديد ”سكاي رايز” بقيمة 5 مليار درهم دكتور محمود محيي الدين: تخفيف الانبعاثات بحلول 2050 يستلزم نشر الطاقة المتجددة ورفع كفاءتها وإيجاد حوافز لعملية نزع الكربون بن غاطي سكاي رايز يسجل انطلاقة استثنائية ببيع 50% من وحداته خلال 24 ساعة فقط فرج عبد الظاهر: التعديلات الضريبية الجديدة تشجع على نمو الشركات بن غاطي تطرح مشروع ”بن غاطي سكاي رايز” في الخليج التجاري بقيمة استثمارية 5 مليار درهم حوادث الطرق .. الأسباب والحلول سمر نديم تشعل مواقع التواصل الاجتماعي أثناء تأدية مناسك العمرة بن غاطي للتطوير: تستهدف مضاعفة محفظة مشاريعها العقارية إلى 100 مليار درهم خلال 18 شهرًا الدكتور محمود محيي الدين يوجه الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي والحكومة بمناسبة انتهاء عمله بصندوق النقد الدولي إبراهيم نداي يشكو الزمالك في الاتحاد الدولي ”فيفا” تعاون بين معهد الاتصالات وزيرو سبلويت في التدريب العملي والوظيفي

هانى محمود: الإخوان طالبوا السيسى بإلغاء منع تملك الأجانب فى سيناء فانفعل عليهم وقال: «القرار لن يلغى»

الدكتور هانى محمود، وزير الاتصالات الأسبق
الدكتور هانى محمود، وزير الاتصالات الأسبق

أكد الدكتور هانى محمود، وزير الاتصالات الأسبق، أن ثورة ٣٠ يونيو أنقذت مصر من حرب أهلية حقيقية، وأنقذته شخصيًا من تهديدات الجماعة الإرهابية، بعد أن منعه الرئيس الإخوانى محمد مرسى من الظهور فى الإعلام عقب استقالته من حكومة رئيس الوزراء هشام قنديل، بعد ٥ أشهر فقط، موضحًا أن قيادات الجماعة كانوا بلا خبرة أو كفاءة وغير أذكياء، لكنهم كانوا نشيطين ولديهم نهم كبير للسلطة.

وأشار، خلال حديثه لبرنامج «الشاهد»، الذى يقدمه الإعلامى الدكتور محمد الباز، على فضائية إكسترا نيوز، إلى أن حكومة رئيس الوزراء الدكتور حازم الببلاوى، التى شغل فيها منصب وزير التنمية الإدارية، حاولت بكل الطرق أن يكون فض اعتصام الإخوان فى رابعة العدوية سلميًا، لكن الجماعة رفضت التفاوض ودعت الأمريكان لاحتلال مصر، معتبرًا أن دولة ٣٠ يونيو كانت سيئة الحظ، لأنها حققت الكثير من الإنجازات والتنمية فى ظل ظروف وتحديات صعبة، عمقت من الأزمة الاقتصادية وأظهرتها بشكل أكبر من حقيقتها.

■ خرجت من حكومة الإخوان بعد أقل من ٥ أشهر على تشكيلها.. فما الذى دفعك للاستقالة من حكومة هشام قنديل؟

- قبلت تولى الوزارة مع الإخوان على أمل أن يكون هناك تجديد بعد ٣٠ عامًا من حكم الرئيس الأسبق حسنى مبارك، ولكن اكتشفنا أن هذه الحكومة كانت دون صلاحيات فى ظل وجود مكتب الإرشاد، وكانت قيادتها تتم من خلال خيرت الشاطر ومرشد الإخوان، وقد قال الدكتور هشام قنديل فى أحد الاجتماعات إن هذه الحكومة هى حكومة تكنوقراط وليست لها علاقة بالسياسة.

السبب الثانى هو صدور الإعلان الدستورى فى نوفمبر ٢٠١٢، وعبره أخذ محمد مرسى كل الصلاحيات دون رقابة.

وقبل ذلك، وجدنا الإخوان يتولون مناصب قيادية فى كل الوزارات، ويتم لهم كل أنواع الترقيات والتوصيات والدعم، حتى إن قيادات حزب «الحرية والعدالة» جاءوا لوزارة الاتصالات وطلبوا منى أن يأخذوا منصب مساعد الوزير أو أحد أعضاء المكتب الفنى، ورفضت ذلك، وكان الإخوان وقتها يتسللون لكل المناصب.

وللحقيقة، عندما نقلت الموضوع لهشام قنديل أعجب بردى على الإخوان، وقال لى: «برافو عليك.. هما بيحاولوا فى كل الوزارات»، وكان الإخوان يتسللون لكل الوزارات حتى تسير استراتيجية الحزب مع الوزارة.

أما السبب الثالث فهو الكذب، وأذكر أننا جلسنا مع «مرسى» للحديث عن قانون الضرائب، وقد وافق على القانون ووقع عليه، وبعدها أعلن عن أن الوزارة تريد أن «يقع الرئيس»، وأنه لا يعلم شيئًا عن هذا القانون الذى تم تجميده، وكان الكذب فى كل القرارات.

وقد ظهر هذا عندما ذهب «مرسى» للسودان، وقال للرئيس السودانى وقتها عمر البشير: «إذا كانت حلايب وشلاتين هتزعل السودان من مصر فمصر هاتديها للسودان»، و«البشير» نفسه قال هذا الكلام، ونقل هذا وزير مصرى كان موجودًا فى اجتماع «مرسى» مع «البشير»، وهذه كذبة فى قضية على مستوى أمن قومى، وقد رفضت أن أكون جزءًا من هذا التشكيل العجيب، ثم نزلت بعدها للمشاركة فى ٣٠ يونيو، رغم أنى لم أشارك فى ٢٥ يناير، لأنى كنت قد توليت حديثًا حقيبة البريد.

■ كيف كانت الأمور بعد أن عدت من العمل فى مؤسسات دولية لتولى حقيبة حكومية فى مصر فى ٢٠١١؟

- لم تكن هناك مقارنة، فهناك عملية «بسترة» تتم لأى مسئول حكومى جديد، وكان أول منصب حكومى لى هو رئيس مجلس إدارة الهيئة القومية للبريد المصرى، فى ١٩ يناير ٢٠١١، وكان من المقرر أن أتسلم مهامى يوم ٣٠ يناير، لكن قامت الثورة، وأكبر مشكلة واجهتها فى العمل الفساد وضعف القدرات الإدارية عند القيادات، وكانت هذه مشكلة متوارثة فى مصر، وهى أبرز مشكلات حكومة الإخوان.

وأذكر بعد يناير أن الجميع كان يرفض تسليم المعاشات، لعدم وجود الأمن وغياب التأمين الكافى، وهناك ثورة وغضب فى الشارع، ولكن كان الجهاز الإدارى للدولة يعمل، وهذه ميزة الجهاز الإدارى فى مصر، ونقلت الأمر للمجلس العسكرى وقلت إن البلد ستقوم به ثورة أخرى إذا لم نقم بتسليم المعاشات للمواطنين، وتدخل المجلس العسكرى وسلمنا المعاشات ولم نتأخر يومًا واحد.

والأمر كان مختلفًا قبل الثورة، فالسيارة التى توزع الأموال على مكاتب البريد كانت تحمل ما يقرب من ٣٠ مليون جنيه يوميًا، وتمر على ٥ أو ٦ مكاتب بريد، وتخرج يوميًا ومعها سيارة من شرطة البريد، لكن فى هذا الوقت بعد الثورة لم تكن هناك شرطة لتأمين نقل الأموال، ومع ذلك لم تحدث أى حادثة سرقة، وهذا هو الشعب المصرى الجبار الذى لم ينتهز الفرصة لسرقة الأموال فى ظل غياب الشرطة.

■ كيف رصدت ظهور الإخوان أثناء تولى رئاسة البريد وبعدها.. وهل حدثت لقاءات مباشرة لك مع قيادات الجماعة؟

- عندما تركت رئاسة البريد توليت مركز المعلومات واتخاذ القرار فى مجلس الوزراء، وطلب منى المجلس العسكرى حينها أن أتولى تنظيم الانتخابات التى جاءت ببرلمان الإخوان الذى تم حله بعد ذلك، وفى الحقيقة قيادات الإخوان كانوا فى منتهى النشاط، ويسعون حتى تكون هناك انتخابات.

وقد نظمت حينها لجنة إعداد الانتخابات، وكنت أتعامل مع اللجنة القضائية العليا للانتخابات ومجموعة من المستشارين من الذين تم تشكيلهم من وزارات مختلفة، وقلت إنه لا بد من أن تكون هناك سيدة فى كل لجنة للكشف عن المنتقبات، وحاول الإخوان تعطيل هذا المطلب لكن تم تنفيذه فى النهاية.

والإخوان ليسوا أذكياء، ولو كانوا أذكياء لاستمروا فى الحكم حتى الآن، لكنهم كان لديهم نهم للسلطة، جعلهم يتصرفون تصرفات غير عقلانية، حتى خرج الشعب ضدهم فى ٣٠ يونيو.

■ هل كانت هناك مواقف واضحة لتحكم مكتب الإرشاد وخيرت الشاطر فى الحكومة؟

- كان هناك موقفان قانونيان، أولهما هو قانون تسليح شركات الأمن الخاصة بالإخوان، واللواء أحمد جمال الدين، وزير الداخلية حينها، تصدى لهذا القانون، لمنع تكوين ميليشيات خاصة للجماعة، وتم رفضه من مجلس الوزراء مرتين، وعندما تم رفضه تم توبيخ قيادات مجلس الوزراء، وقال وزير الداخلية إنه سيترك الوزارة إذا تمت الموافقة على هذا القانون.

الثانى هو قانون حماية الثورة، وكان عبارة عن محاولة لخلق نائب عام آخر موازٍ لقضايا الثورة، بعدما فشل الإخوان فى خلع المستشار عبدالمجيد محمود من منصب النائب العام، وقالوا وقتها إن كل الثورات قامت بذلك لتسريع الحكم فى القضايا.

وكل هذه الوقائع دعتنى لتقديم استقالتى من حكومة الإخوان، ولكن كان هناك موقف آخر شخصى تمثل فى مكالمة من أحد قيادات الإخوان أثناء أحداث الاتحادية فى ديسمبر ٢٠١٣، لأنى رفضت أن يتم قطع الاتصالات عن منطقة الاتحادية.

■ لماذا منعك «مرسى» من الظهور فى الإعلام بعد «مليونية الاتحادية الأولى»؟

- فى يوم ٥ ديسمبر ٢٠١٣، وتحديدًا عقب المليونية الأولى التى تمت حول قصر الاتحادية احتجاجًا على حكم الإخوان، كانت القنوات التليفزيونية تتواصل معى وتسألنى حول تعمد الوزارة قطع الإرسال فى منطقة الاتحادية بتعليمات من الرئاسة، وكنت أنفى ذلك تمامًا، وشرحت أن هذه المنطقة كانت تتحمل نحو ١٥٠ ألف مكالمة فى نفس الوقت، ولكن كان لدينا فى ذلك التوقيت ٧٠٠ ألف مكالمة، لذا لم نستطع إعدادها.

ولم يكن من المتوقع أن يشهد ذلك اليوم وجود هذا العدد الكبير من المواطنين، والإعلام كتب حينها على لسانى بأن وزير الاتصالات صرح بوجود ٧٠٠ ألف متظاهر حول الاتحادية، رغم أننى كنت أتحدث وقتها فقط من الجانب الفنى، ولكن الإعلام ترجم ذلك الحديث إلى أرقام حول المتظاهرين.

بعدها، تواصل معى إحدى أذرع خيرت الشاطر فى قصر الاتحادية بطريقة لم تعجبنى إطلاقًا، وحذرنى هذا الشخص حينها من الظهور فى الإعلام مرة أخرى أو الإدلاء بأى تصريحات أو أرقام، وقال لى إن تلك هى تعليمات محمد مرسى، فقلت له أن يبلغ «مرسى» بأنى أحميه قبل أن أحمى نفسى؛ لأن ما صرحت به فى الإعلام هو من أوقف الحديث عن انقطاع الاتصالات بأوامر من الرئيس، لكن بدأ هذا الشخص فى رفع صوته خلال المكالمة بطريقة منفعلة للغاية، حتى أغلقت الهاتف معه.

وفى الصباح، تواصل معى هشام قنديل وسألنى عما حدث مع هذا الشخص، وأبلغته بأننى سأتقدم باستقالتى فى صباح اليوم التالى؛ لأننى لم أعد أتحمل تلك التجاوزات.

وبالفعل، كتبت الاستقالة بنفسى وسلّمتها للضابط الذى كان يرافقنى، وطلبت منه تقديمها لمكتب رئيس الوزراء، وكتبت عليها: «لا يُفتح إلا بمعرفة رئيس الوزراء»، ثم تواصل معى «قنديل» مرة أخرى بعد رؤيتها وطلب منى التراجع عن الاستقالة، لكنى رفضت ذلك وأعلنت الأمر أمام الجميع.

■ على المستويين الشخصى والمهنى.. هل كنت تشعر بأن الإخوان ينتمون إلى رجالات الدولة المصرية؟

- قيادات جماعة الإخوان لم تنتم يومًا إلى مواصفات رجال الدولة؛ لأن لديهم مشكلة كبيرة وواضحة للغاية وهى نقص الكفاءات.

على سبيل المثال، كان وزير الشباب والرياضة أسامة ياسين لا يملك أى قدرات أو خبرات إدارية أو سياسية، لكنه كان قائدًا مهمًا فى الجماعة؛ لكونه كان يعد الميليشيات الخاصة بهم.

وفى إحدى المرات، قال وزير إخوانى لوزير آخر لا ينتمى للجماعة أثناء الحديث عن أسباب عدم أخونة الحكومة بالكامل، إنه لولا نقص الكفاءات لدى الإخوان لكانت الجماعة قد استغنت عن خدمات الوزراء غير المنتمين للجماعة، وهذا اعتراف منهم بنقص الخبرات والكفاءات لديهم.

والإخوان فشلوا فشلًا ذريعًا، ولم يكن هناك أى احتمال لنجاحهم، لأنه لم يكن لديهم فكر ولا كفاءات، كما أنهم لا يثقون إلا فى الإخوان، وبالتالى فأى شخص، مهما كانت قوته أو علمه، طالما أنه ليس من الإخوان، فهو لا ينتمى لهم.

■ ما كواليس مشاركتك فى ثورة ٣٠ يونيو؟

- حين استقلت من الوزارة، جاءتنى رسالة تحذير من قيادات الإخوان تقول: «طالما مش عايز تكمل معانا.. خليك فى حالك»، وفى الحقيقة كنت أريد أن أبتعد عن أى إزعاج، وأبلغتهم حينها بأن الرسالة وصلت وأنى لن أظهر فى أى برامج حوارية ضدهم، وكنت حينها أكتفى فقط برصد ما يحدث فى الشارع المصرى.

وظل الوضع هكذا حتى منتصف شهر يونيو ٢٠١٣، أى الوقت الذى ظهر فيه محمد مرسى فى الاحتفالية الخاصة بدعم سوريا، وحذر حينها أحد الشيوخ التابعين للإخوان من النزول فى ٣٠ يونيو، وكان دخول الاحتفالية يتم بكارنيه حزب «الحرية والعدالة» فقط، وكان الأمر واضحًا أمام الجميع، وقد تواصلت معى جريدة «الوطن» بشأن إعداد ملف صحفى عن الوزراء الذين استقالوا من حكومة الإخوان، وقررت فى ذلك اليوم أن أتحدث لأول مرة عن كل التفاصيل.

وبعد حديثى الصحفى حول إدارة الوزارات دون احترافية فى عهد الإخوان، تواصل معى قيادات الإخوان وهددونى بشكل صريح، لذا كنت أرى أن ثورة ٣٠ يونيو هى إنقاذ لى مما كانوا سيفعلونه معى.

وحين شاركت فى الثورة كنت فى غاية السعادة بالشعب المصرى، وكنت لا أريد مغادرة الميدان إلا بعد زوال حكم الإخوان، وفى يوم ٣ يوليو ٢٠١٣ كنت أتابع البيان الشهير حول انتهاء حقبة الإخوان من الإسكندرية، وكنت أشعر بقلق شديد من رد فعل هذه الجماعة الإرهابية واحتمالات حدوث حرب أهلية.

■ عندما كنت فى وزارة «قنديل» كان وقتها الفريق أول عبدالفتاح السيسى وزيرًا للدفاع ثم أصبح أيضًا نائبًا لرئيس الوزراء فى وزارة «الببلاوى».. فماذا فعل فى مجلس الوزراء أيام الإخوان وبعد ٣٠ يونيو؟

- الرئيس السيسى عندما كان عضوًا فى حكومة الإخوان كان فى منتهى الهدوء، لكنه كان يقف وقفة من حديد ضد بعض القوانين، مثل قانونى تسليح الشركات الخاصة وقانون حماية الثورة، ووقوفه هو واللواء أحمد جمال الدين هو ما جعلنا لا نخشى أن نقف بكل قوة مع رفض هذه القوانين.

وعندما أصدر، بصفته وزير الدفاع، قرارًا بمنع تملك الأجانب الأراضى أو البيوت فى سيناء لمنع الإرهاب اعترض عليه الإخوان، لكنه وقف وقتها وقفة من حديد، و«كانت أول مرة أشوفه وهو بيزعق ويضرب على الترابيزة مع الإخوان».

والإخوان وقتها قالوا: «كيف لوزير الدفاع أن يصدر قرارًا مثل هذا دون أن يُعرض على الرئيس أو رئيس مجلس الوزراء؟»، لكن «السيسى» تركهم يتحدثون ثم ضرب لهم على الطاولة وقال لهم: «هذه مسئولية الجيش.. مع احترامى للسيد الرئيس ورئيس مجلس الوزراء.. وهذا القرار لن يُلغى»، فسكت الجميع.

أما فى حكومة الدكتور حازم الببلاوى فقد كان الاهتمام الغالب على الفريق أول عبدالفتاح السيسى هو الأسر الأولى بالرعاية.

وأتذكر موقفًا لا يُنسى أبدًا، عندما جاء وزير المالية ليأخذ موافقة مجلس الوزراء على زيادة المعاشات بنسبة ١٠٪، فسأله وزير الدفاع عن متوسط المعاش، فقال له إنه بين ١٠٠٠ و١٢٠٠ جنيه، فسأله: «أنت عامل كل ده عشان تدى ١٠٠ جنيه زيادة؟! طيب خليها ٢٠٪»، فقال له وزير المالية إنه لا يمتلك ميزانية لذلك، فقال «السيسى» إنه سيعطيه الـ١٠٪ الزيادة من وزارة الدفاع، كما أن الرئيس السيسى هو من كان وراء قرار زيادة الحدين الأدنى والأقصى للأجور.

■ حكومة «الببلاوى» كان لديها مواجهتان كبيرتان مع الجماعة، الأولى عندما صنّفتها بأنها جماعة إرهابية والثانية عندما اتخذت قرارًا بفض اعتصام رابعة.. فما كواليس ذلك؟

- الدكتور حازم الببلاوى شكّل لجنة، برئاسة وزير الداخلية لهذا الموضوع، وقد كنت عضوًا فيها، وقد حاولنا كل المحاولات لأجل أن يكون الفض سلميًا، لأننا لم نكن نريد الصراع ولا الدماء.

وقبل الفض، كانت كل البرامج تنعتنا بأننا حكومة مرتعشة غير قادرة على اتخاذ قرار، ومن ثم جاء علينا شهر رمضان، وقلنا: «لا.. لا يجوز أن نفض فى رمضان»، وانتظرنا إلى إجازة العيد، وهى التى حدث بها الفض.

وحتى فى يوم الفض وبعد صلاة الفجر كانت القوات الموجودة تعطى إنذارًا وتوجه الناس نحو الممرات الآمنة، وهناك كثيرون خرجوا من الممرات الآمنة ولم يعترضهم أحد، لكن كان الإخوان يريدون عودة «مرسى» للرئاسة ثم بعد ذلك يبدأون التفاوض، وكان هذا أمرًا مستحيلًا، وكانوا معتمدين على دعم أمريكا، وأنها لن تتركهم، وكان من الواضح أن هناك اتفاقًا لأجل مخطط «الشرق الأوسط الجديد».

■ هل حدث تواصل بين الحكومة المصرية والأمريكان أثناء الفض؟

- لم أكن ضمن المطلعين على هذه المسألة، ولا أستطيع أن أتحدث عن شىء لا أعرفه، لكن ما أعرفه هو أنه حدثت اتصالات أكثر من مرة، ومنها مرة حدث فيها تهديد من وزير الدفاع عندما وجد الأمريكان قد بدأوا فى تحريك قوات.

والإدارة الأمريكية كانت توفر الدعم الكامل للإخوان بشكل غير طبيعى، ومن وجهة نظرى- وليس لدىّ معلومة- أن ذلك كان لأنهم يقبلون فكرة «الشرق الأوسط الجديد» ودخول الفلسطينيين إلى سيناء، وما زلت أتذكر الهتاف الذى كانوا يرددونه فى «رابعة»، وهو «بعد بكرة العصر أمريكا هتدخل مصر»، أى أنهم كانوا يدعون لاحتلال البلد، فهل يوجد إنسان مصرى يهتف بهذا الكلام؟!.

■ مرت ١٢ سنة على خروجك من حكومة الإخوان و١١ سنة على إسقاطهم.. فهل يمكن أن تضع لنا تصورًا مجملًا عن دور ثورة ٣٠ يونيو فى إنقاذ مصر؟

- ٣٠ يونيو أنقذت مصر من حرب أهلية، ومن إرهاب لا نعرف مداه، لأن سيناء كانت محتلة من قِبل الإرهابيين، وقد كانت هذه أكبر المخاطر التى تهدد مصر، ومع العلم نحن ما زلنا محاطين ببلاد ما زالت تعانى من الحرب الأهلية منذ ذلك الحين حتى اليوم، وبالتالى فإن هذا السيناريو لم يكن خياليًا، والدليل أنه تكرر فى دولتين بالمنطقة، وما زالت الحروب الأهلية شغالة.

■ بدأت مصر البناء ومحاربة الإرهاب منذ بداية حكومة الدكتور حازم الببلاوى فى ٢٠١٣، وهناك مَن يرى أن ٣٠ يونيو حدثت لكن المشاكل الاقتصادية ما زالت موجودة.. فكيف ترى ذلك؟

- من وجهة نظرى أننا حققنا تنمية كبيرة، لكن الشىء الذى تم التقصير فيه هو ملف دعم الصناعة للتصدير، لكن يوجد حاليًا تركيز كبير على هذا الملف.

أما بالنسبة للتنمية، فقد حققنا الكثير من الإنجازات، مثل التقدم فى كفاءة الطرق لنحتل المركز الـ١٨ على مستوى العالم فى جودة الطرق، بالإضافة إلى المدن الجديدة التى تم إنشاؤها، وبالتالى يوجد الكثير من الإنجازات التى تحققت، فضلًا عن رفع الحد الأدنى للأجور، الذى زاد من ٩٠٠ جنيه حتى وصل إلى ٦٠٠٠ جنيه.

ودولة ٣٠ يونيو عملت فى ظل معادلة صعبة جدًا، وحققت الكثير من الإنجازات لكن واجهتها تحديات أكثر، بالإضافة إلى سوء الحظ، خاصة أننا واجهنا أزمة كورونا ومن بعدها الحرب الروسية الأوكرانية، وأثرت سلبًا على توافر العملة الصعبة، ما جعل الأزمة الاقتصادية تظهر أكبر من حجمها.

ونتمنى أن نشهد فى الفترة المقبلة أوضاعًا أفضل، وأن نتدارك الأمور ونعبر الأزمة الاقتصادية، حتى نستطيع أن نستكمل التنمية الشاملة، خاصة لأجل الأسر الأولى بالرعاية حتى يستطيعوا أن يحظوا بحياة إنسانية.

وما أريد قوله فى هذه النقطة هو أن لدينا حاليًا القدرة على دعم ملف الصناعة للتصدير، فكلما انخفضت قيمة عملتنا، رغم أن هذا شىء غير صحى، كان التصدير أسهل بالنسبة لنا لأن تكلفة المنتج تقل، حتى إن هناك بلادًا تخفض قيمة عملتها لتكون منتجاتها منافسة، ونحن حاليًا لدينا فرصة ذهبية فى تصدير كم ضخم من المنتجات، وهذا ما نحتاج أن نركز عليه فى الفترة المقبلة.

ما كواليس عودتك للحكومة بعد انتهاء عصر الإخوان؟

- بعد ثورة ٣٠ يونيو، تواصل معى الدكتور حازم الببلاوى، وطلب منى الانضمام إلى الوزارة الجديدة، وتخيلت حينها أنى سأشغل منصب وزير الاتصالات مرة أخرى، لكنه أخبرنى بأننى سأشغل منصب وزير التنمية الإدارية، وقلت له إننى حلفت يمينًا حول عدم العودة إلى الحكومة مرة أخرى، ورد علىّ حينها بطريقة كوميدية وقال: «يا سيدى صوم ٣ أيام».

وفى اليوم التالى، تشاورت مع زوجتى بشأن عودتى إلى الحكومة، وكانت لديها رؤية واضحة حول الأمر، وقالت لى حينها: «أنا لو منك أقبل، عشان تمحى الفترة اللى مسكت فيها الوزارة فى فترة الإخوان»، وبالفعل اقتنعت برأيها، وتواصلت مع الدكتور «الببلاوى» لأبلغه بجاهزيتى لتولى المنصب.