من شطا إلى زكي نجيب محمود.. تعرف على رحلة الدمايطة من النضال للفلسفة
سميت بدمطيو في المصرية القديمة، وتدعى تمياتس باللغة القبطية وكانت المقاطعة السابعة عشرة في عهد المصريين القدماء، أما عن اسمها العربي فهو دمياط بكسر الميم وهى موطن الماء والخضرة والوجه الحسن.
تاريخها الفكري والأدبي الثقافي والسياسي قديم قدم وجودها، فعلى أرضها ولد فتاها شطا ابن البامرك، الذي استشهد، وسميت احدى قراها باسمه، وعلى ارضها رحل القائد العسكري المملوكي جمال الدين شيحة الذي قاوم الصليبين، ورمز لجهاده بني له ضريح باسمه على ارضها. تاريخ دمياط ومؤثر في كل المجالات الفكرية والثقافية والسياسي، ولا يخلو مجال من تلك المجالات الا وتجد الدمايطه سياسين وصحفيين وومفكرين يتصدرون المشهد فمن شطا إلى عبد الرحمن بدوي ومن عائشة عبد الرحمن الى زكي نجيب محمود، في التقرير التالي تعرف على شخصيات من دمياط اثرت في التاريخ الفكري والثقافي والسياسي عند المصريين.
عائشة عبد الرحمن "بنت الشاطىء"
ولدت عائشة عبد الرحمن في مدينة دمياط منتصف نوفمبر 1912 وكان والدها مدرسا بالمعهد الديني بدمياط، وجدها لأمها كان شيخا بالأزهر وقد تلقت تعليمها الأولى في كتاب القرية فحفظت القرآن الكريم ثم أرادت الالتحاق بالمدرسة عندما كانت في السابعة من العمر؛ لكن رفض ذلك؛ فتلقت تعليمها بالمنزل وقد بدأ يظهر تفوقها ونبوغها في تلك المرحلة عندما كانت تتفوق على قريناتها في الامتحانات بالرغم من أنها كانت تدرس بالمنزل وقريناتها بالمدرسة.
ومن بعد التحقت بجامعة القاهرة كلية الآداب قسم اللغة العربية لتتخرج 1939 ثم تنال درجة الماجستير بمرتبة الشرف 1941، ومن بعد تتزوج من أستاذها أمين الخولي.
عائشة عبد الرحمن لم تكن مجرد أمرأة اختارت ان تكمل تعليمها في وقت مبكر من تاريخ كان فيه المصريين يرفضون رافضا قاطعا وواضحا ادخال بناتهن للمدارس، بل ما فعلته كان أكبر من هذا في ان تكون واحدة من العلامات البارزة في تاريخ المرأة المصرية والعربية، كان لتمردها وانقلابها الأبيض الذي جاء نتيجة لتفوقها الدراسي، ان تكمل تعليمها ووتتحصل على الماجستير ومن بعد الدكتوراه.
سيرة ومسيرة صبرى موسى فى ضيافة منتدى ثقافة وإبداع..اليوم
عبد الرحمن بدوي
ولد عبد الرحمن بقرية شرباص - دمياط، وكان الخامس عشر من بين 21 شقيقا وشقيقة. وأنهى شهادته الابتدائية في 1929 من مدرسة فارسكور ثم شهادته في الكفاءة عام 1932 من المدرسة السعيدية في الجيزة. وفي عام 1934 أنهى دراسة البكالوريا، حيث حصل على الترتيب الثاني على مستوى مصر، من مدرسة السعيدية. التحق بعدها بجامعة القاهرة، كلية الآداب، قسم الفلسفة، سنة 1934.
في عام 1937 سافر الى المانيا وايطاليا في بعثة لمدة اربعة شهور في بعثة وذلك لاتقان الايطالية والالمانية وبنصيحة من طه حسين، وعاد ليحصل على ليسانس الفلسفة بدرجة امتياز عام 193.
علق عليه طه حسين اثناء مناقشتها لرسالة الدكتوراه 1944، والتي جاءت بعنوان "الزمن الوجودي " والتيناقش بها بدوي مشكلة الموت في الفلسفة الوجودية والزمان الوجودي "لأول مرة نشاهد فيلسوفًا مصريًا» وناقش بها بدوي مشكلة الموت في الفلسفة الوجودية والزمان الوجودي.
زكي نجيب محمود
ولد زكي نجيب محمود في قرية ميت الخولي التابعة لمركز الزرقا، لقب بأديب الفلاسفة لاشتغاله بالأدب والفلسفة في نفس الوقت.
ترك الفيلسوف زكي نجيب محمود أكثر من 40 كتابا في ميادين مختلقة من الفكر والأدب والفلسفة، في مقدمتها: حياة الفكر في العالم الجديد، برتراند راسل، وديفيد هيوم، والشرق الفنان، وقشور ولباب، وتجديد الفكر العربي، المعقول واللامعقول في تراثنا الفكري، ورؤية إسلامية، وجنة العبيط. وإلى جانب ذلك ترجم إلى العربية عددا من عيون الفكر الغربي مثل: محاورات أفلاطون، وتاريخ الفلسفة الغربية، والمنطق "نظرية بحث".