نحو تفسير جديد.. حديث متواصل بين الباز ود.سالم أبوعاصى
منذ سنوات بعيدة وهذه الفكرة تطاردنى.
جمعت فى مكتبتى منذ سنوات قراءاتى الأولى كل ما أعرف من تفاسير للقرآن الكريم جديدها وحديثها، طرقت بابها بتقدير كبير، عشت مع أصحابها، ليس فيما يقولون فقط، ولكن فى حياتهم وما الذى دفعهم إلى أن يكتبوا فى التفسير، وكنت أسأل نفسى دائمًا كلما تعمقت فى القراءة: هل هذه التفاسير كافية؟
كنت أعتقد أننا فى حاجة إلى تفسير جديد، يشتبك مع قضايانا المعاصرة، تفسير يقوم به أحد ممن يعيشون بين الناس، يعرف ما يعانون منه، ما يشغلهم من قضايا وهموم، يتجاوب مع ما يريدونه من كتاب الله، وليس مع ما أراده السابقون.
أعرف، كما تعرفون، أن هناك محاولات كثيرة بذلها مفسرون محدثون، بذلوا جهدًا كبيرًا فى تطويع عطاءاتهم مع حاجات الناس، لكنها ليست محاولات مكتملة، ثم إن من قاموا به استسلموا للقديم فنقلوا عنه، وحاولوا أن يكسروا عنق الواقع لما قاله السابقون، رغم أن العكس هو ما يجب أن يحدث.
قبل سنوات التقيت الأستاذ الدكتور محمد سالم أبوعاصى، أستاذ التفسير، عميد كلية الدراسات العليا السابق بجامعة الأزهر، فوجدته مختلفًا فى كل شىء.. فى طريقة حديثه، وفى أدائه العام فى الحياة، فهو ابن هذا العصر، درس فى الأزهر، وخُبر جيدًا ما جاء فى كتب السابقين، هضمها جيدًا، اشتبك معها، ثم قرر أن يخلص لما يعيشه ويراه فى حياة الناس.
التقيته فى عدد من حلقات برنامجى «آخر النهار»، وكان رد الفعل على ما يقوله فى تفسيره لآيات القرآن الكريم عظيمًا، بل وجدت من يريدنى أن أخصص له حلقة أسبوعية، فلا يكفى أن نلتقى على فترات متباعدة، وعندما سجلت شهادته على العقل المصرى ضمن برنامجى «الشاهد»، وتحدثت معه عن تفاسير القرآن المختلفة، وجدت لديه رؤية متكاملة لتفسير حديث وعصرى للقرآن الكريم، فقررت أن يكون ضيفى فى برنامج كامل نخصصه لهذه الرؤية التى أعتقد أنها جديدة فى كل شىء.
هنا سيمتد بيننا الحديث، فمن خلال ثلاثين لقاءً، قال الدكتور محمد سالم أبوعاصى ما لم يقله سابقوه، وأعتقد أنه يستحق أن نوّثق هذه الرؤية، التى يمكن أن تستعيدوها أكثر من مرة عبر حلقاتها التليفزيونية.
لن أفعل أكثر من نشر النص الحرفى لحديثى معه، وأسأل الله أن ينفع به الجميع.