«عمرو» يوثق تجديد أول مسجد في الإسلام: أقرِّب الصورة لمن لا يستطيعون الزيارة
في منظر يسر الناظرين اختلطت فيه السحب بأشعة الشمس الحمراء الخافتة وقت الغروب على المدينة المنورة، وأضاءت أنوار مسجد قباء المنطقة المحيطة به، وسط تجمع كبير من المواطنين السعوديين وقاصدي السياحة الدينية، التقط المهندس عمرو جبل صورة يوثق بها مسجد قباء في أول زيارة له بعد تجديده، لما يمثله من أهمية لدى المسلمين إذ يعد أول مسجد في الإسلام وأكبر مسجد بالمدينة المنورة بعد المسجد النبوي، وهو أول مكان استقرت فيه ناقة رسول الله بعد هجرته من مكة.
تطوير مسجد قباء
منذ عدة أعوام، يعمل عمرو جبل، مهندس ديكور بالمملكة العربية السعودية، ويقيم بمدينة جدة، ويتردد دائما على المساجد والأماكن المقدسة بها، وفي أول زيارة للمدينة المنورة بعد انقطاع عام لطبيعة عمله وثق التجديد الذي شهده مسجد قباء، «انبهرت بالتطوير حاجة في منتهى الجمال» موضحاً أنه جرى إنشاء طريق بطول 3 كيلو مترات يصل مسجد قباء بالمسجد النبوي، والذي يطلق عليه ممشى أهل السنة ويتوسطه مسجد الجمعة ويوجد به العديد من الخدمات والمطاعم، كما توجد سيارات لمن لا يفضل المشي.
«جبل» يركز على تصوير العمارة الإسلامية
يحب «جبل» السفر وتوثيق عادات العباد والبلاد بكاميرته، إذ يهوى التصوير منذ 15 عاما، وصوَّر العديد من الأماكن حول العالم، خلال زياراته للعديد من الدول العربية والأجنبية، قائلاً في حديثه لـ«الوطن»: «سافرت الصين وتايلاند وماليزيا ولبنان إيطاليا والكويت والإمارات السعودية والهند» ويعمل توصيات سفر وسياحة، ويجيد موهبة الرسم بالقهوة، ومؤخراً اتجه إلى التصوير فيديو.
يركز مهندس الديكور المصري على التصوير المعماري وخاصة المقدسات الدينية والإسلامية بالتحديد لإبراز جمالها وتفاصيلها، سواء في مصر أو خارجها، وهو ما يجعل السعودية مكانا محبباً له، وأبرز العديد من معالمها الإسلامية ولا سيما الحرمين والمساجد القديمة والحديثة سواء في موسم الحج أو غيره من أيام العام، قائلاً: «في ناس كتير بيتمنوا يزوروا الأماكن المقدسة ومش بيقدروا يروحوا فبقرب لهم الصورة»، بالإضافة إلى توثيق معالم السياحة الدينية وأجوائها.
أول مسجد بُني في الإسلام
يقع مسجد قباء في الجنوب الغربي من المدينة المنوّرة، على بعد خمسة كيلو مترات من المسجد النبويّ الشريف، وهو أول مسجد بُني في الإسلام، فعندما وصل الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- إلى المدينة المنورة، عقب هجرته من مكة، حطّت راحلته في قباء، فاختاره موقعاً لبناء المسجد، وكان فيه بئرٌ للصحابي الجليل أبي أيوب الأنصاري، ووضع رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أول حجر في البناء، ثم وضع أبو بكرٍ الصدّيق حجراً آخر، ثمّ عمر بن الخطّاب، فشرع النّاس بعدهم في البناء حتى أكملوا المسجد.