اليوم.. الكنيسة الملكية تحتفل بالقديس «الصعيدي»
تحتفل كنيسة الروم الملكيين اليوم بذكرى القديس البار بولس الصعيدي، وتنسّك القدّيس بولس الصعيدي في الصعيد المصري، وكان قبلًا تلميذًا للقدّيس أنطونيوس الكبير.
كما تحيي الكنيسة تذكار يوحنّا الكوخي، وعاش القدّيس يوحنّا الملقّب بالكوخي في القرن الخامس راهبًا مثالًا للزُهد وإماتة الجسد. ثم غادر ديره وعاد فعاش في بيت أبيه متنكرًا داخل كوخ ابتناه بمثابة صومعة.
وفي هذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: قبل موته بسنتين، كان الطوباوي فرنسيس مريضًا جدًّا، ومتألّمًا خاصّة من عينيه.. خلال أكثر من خمسين يومًا، لم يستطع تحمّل نور الشمس في النهار، أو وهج النار في الليل. كان يمكث طيلة الوقت في الظلمة داخل غرفته في المنزل... ذات ليلة، بينما كان يفكّر في كلّ المحن التي يتحمّلها، أشفق على نفسه وقال في قلبه: "ساعدني يا ربّ في عجزي، لكي تكون لديّ القوّة لتحمّله بصبر!" وفجأة سمع صوتًا في روحه: "قل لي يا أخي: إذا أعطيت مقابل آلامك ومحنك كنزًا كبيرًا وثمينًا.. ألن تفرح؟... افرح وكن مسرورًا وسط عجزك ومحنك: منذ الآن، عِشْ بسلام كما لو كنت تشاركني ملكوتي".
في اليوم التالي، قال لرفاقه: "منحني الله نعمة وبركة كبيرتين، ونتيجة رحمته الفائقة، تكرّم عليّ، أنا الخادم الفقير وغير الجدير الذي ما زال يعيش على هذه الأرض، وسمح لي بمشاركته الملكوت. لذلك، لمجده ولتعزيتي، ولبنيان القريب، أريد تأليف "مديح جديد للربّ" من أجل مخلوقاته. ففي كلّ يوم، تلبّي هذه المخلوقات حاجاتنا، ولا نستطيع العيش بدونها، ومن خلالها يسيء الجنس البشري كثيرًا إلى الخالق. في كلّ يوم أيضًا، نتنكّر لنعمة كبيرة حين لا نمدح كما يجب الخالق ومانح كلّ هذه الهبات"...
إنّ "مدائح الربّ" التي تبدأ بـ"أيّها الخالق، العليّ القدير، أيّها الربّ الصالح"، أطلق عليها اسم "نشيد أختي الشمس". فهي بالفعل أجمل المخلوقات، ويمكننا مقارنتها بالله أكثر من المخلوقات الأخرى. وكان يقول: "عند شروق الشمس، يجب على كلّ إنسان أن يسبّح الله لخلقه هذا الكوكب الذي يعطي العيون نورها في النهار؛ وفي المساء، عندما يخيّم الليل، يجب على كلّ إنسان أن يسبّح الله على هذا المخلوق الآخر، أختنا النار التي تتيح لعيوننا أن ترى بوضوح وسط الظلمة. نحن كلّنا كالمكفوفين؛ ومن خلال هذين المخلوقين، أعطانا الله النور. لذلك، لهذين المخلوقين، ولبقيّة المخلوقات التي تخدمنا كلّ يوم، يجب أن نسبّح بشكل خاص خالقها العظيم".
كان يفعل ذلك بنفسه من كلّ قلبه، مريضًا كان أو معافى، وكان يدعو الآخرين بكلّ سرور إلى تمجيد الربّ. عندما أرهقه المرض، غالباً ما كان يبدأ بتلاوة هذا النشيد وكان يجعل رفاقه يكملونه؛ بهذه الطريقة، ومن خلال التأمّل بمجد الربّ، كان ينسى آلامه وأوجاعه المبرحة. واستمرّ على هذا النحو حتّى يوم وفاته.