ما بعد معرض الكتاب| نيويورك – فلوريدا .. رحلة مصرية جدا
"يُقال إنك كي تذهب لعملك، كل صباح، في مدينة نيويورك فإنك ستصطدم بـ 20 شخصًا من جنسيات مختلفة على الأقل، وإذا كان عملك بمنهاتن أو بروكلين فلربما اصطدمت في طريقك بـ 50 شخصًا من كل قارات العالم".
في تقديمه لكتاب الصحفي المصري المقيم في الولايات المتحدة محمد ماهر، يشير الكاتب الصحفي والأكاديمي الكبير الدكتور عبد المنعم سعيد إلى أن كتاب "نيويورك – فلوريدا" لا ينتمي إلى أدب الرحلات، ولا يحاول أن يرسم صورة للولايات المتحدة.
يقول عن الكاتب: "هو صحفي أولًا وآخرًا يبحث ويستقصي ويتحاور ويصور في أماكن بالغة التعقيد. من يعرف نيويورك سوف يجدها مدينة غير عادية؛ هي ليست مدينة "دون كورنيولي" في "الأب الروحي" وإنما هي مجمع من شعوب العالم، جاءت لكي تلتقي عند قدم تمثال الحرية. هنا تجد الصحفي المصري يبحث عن مصر، كما لو كان باحثًا عن أمه، فيصل إلى "مصر الصغيرة" بكل ما فيها من انغلاق ذاتي، ينظر إلى نيويورك من داخل القوقعة المصرية، وطبق "الكشري".
من اللقطات التي سجلها ماهر في كتابه الصادر عن دار "المحرر" للنشر، حول هذا الانغلاق الذاتي عندما كتب: "من المعروف أن المصريين في الخارج يحاولون دائمًا الاحتفاظ ببعض عاداتهم وأفكارهم، بل وأكلاتهم المفضلة، ولطالما اشتهرت بعض الأماكن بعينها، سواء في أمريكا أو أوروبا، بتجمعات للمصريين والعرب، لكن أن يتحول الأمر لـ "ممبار ومحشي" في محال نيويورك، فهذا ما لم يكن في الحسبان".
يضم الكتاب المشاهدات الكثيرة التي ضمتها تنقلات الصحفي المصري الشاب، تارة يتحدث عن المعالم الشهيرة أو الخفية للمدن التي زارها، وأخرى ينتقل إلى طباع الناس. ليتضح شيئا من خمس سنوات هي عمر تجربته كمراسل صحفي في الولايات المتحدة.
كما يتطرق للتجمعات العربية وأبرز المعالم البرية هناك، بالإضافة إلى أشهر التجمعات الروحية والدينية ومظاهر التسامح الديني في نيويورك، فضلا عن جولة مثيرة في بيت الأب الروحي لروايات الرعب، إدجار آلان بو، وجولة أخرى في أروقة البنتاجون.
أما في فلوريدا، فقدم ماهر نظرة عميقة على المعالم الروحية والدينية وأبرز الأحداث السياسية، مثل الانتخابات الأمريكية 2020 في "ولاية الشمس المشرقة". ثم يعود مع قارئه للتجول في أروقة وكالة ناسا وعالم الفضاء.