تكلفة الموت في 2024.. شبح الغلاء يطارد المصريين في مثواهم الأخير.. المقبرة بـ 340 ألف جنيه والكفن بـ 600 جنيه
حتى الانتقال إلى عالمك الآخر لم يصبح سهلًا فقبل أن تغمض عيناك لتنزل فى المحطة الأخيرة من قطار الحياة، عليك أن تفكر أولًا كيف ستؤمن تكلفة الانتقال إلى مثواك الأخير.
شبح الغلاء يخيم على كل شئ.. الموت أزمة جديدة تلاحق المصريين إلى القبور، بارتفاع صادم فى أسعار شراء المقابر والأكفان منذ مطلع أول العام الجديد.
أسعار المقابر في مصر
يبدأ محمد ربيع أحد تجار المقابر حديثه قائلا:" أسعار المدافن دلوقتي مش زي زمان زادت الضعف، لأن المقبرة على طريق الفيوم بمساحة ٤٠ مترا تصل إلى ٣٤٠ ألف جنيه، بينما مدفن ٢٠ مترا يبلغ سعره ٢١٥ ألف جنيه مصري".
Advertisements
في حين يصل سعر المقبرة البالغ حجمها ٢٠ مترا على طريق العين السخنة إلى ٢٨٠ ألفا، ويبلغ تكلفة المدفن ٤٠ مترا ٢٨٠ ألف جنيه مصري".
وعن مقارنة سعر المقابر العام الماضي بالعام الجاري يستكمل حديثه فيقول: “ فيه فرق كبير جدا بين السنة اللي فاتت والعام ده في الأسعار”، لافتًا إلى أن ٩٠ ألف جنيه فقط كان ثمن المقبرة بمساحة ٢٠ مترا.
أسعار الأكفان في مصر
بالنسبة لسماسرة الكفن فإن استعدادات دفن المتوفى، لا علاقة له بالأعمال الصالحة أو نطق الشهادة بل يعني ارتدائه " الزي الرسمي" كما يطلقون عليه ممارسي هذه المهنة الذين أخرجوه من مجرد " كفن " إلى "ثوب " يحتاج دفع مبلغ ليس بالقليل مقابل الحصول عليه.
يبدأ حسن مصطفى صاحب محل لبيع الأكفان بالقاهرة حديثه فيقول:"أسعار الكفن ارتفعت بنسبة بسيطة لزيادة سعر القماش، فأصبح سعرها الرسمي في المحلات والجمعيات ٢٥٠ جنيها لكن بعض أصحاب المحلات استغلوا وجودهم بجانب المستشفيات، التي يقع فيها وفيات بشكل يومي فأصبحوا يبيعون الواحد منهم بسعر ٥٠٠ جنيه أو ٦٠٠ جنيه".
أنواع الكفن، فيتو
وعن الأكفان المجانية يقول حسن:"فيه أكفان بالمجان للفقراء على مستوى الجمهورية، والدولة هي المسئولة عن توفيرها بالإضافة لوجود جمعيات خيرية".
تجار الموت وسماسرة الغسل
في وقت أصبح فيه الموت سلعة تجارية مربحة يستغلها أصحاب المحلات والمغسلين ليحققوا من وراها مكاسب مادية، مازال البعض يحتفظ بإنسانيته فيقول حسن :" أنا من السنة اللي فاتت للسنة دي مزودتش الأسعار خالص، لوجود فئات تمنعها ظروف الاقتصادية من القدرة على شراء مثل هذه الأمور”.
إحساس الحزن والصدمة بجانب مشاعر الفقد التي يمر بها أهل المتوفى تجعلهم بلا شك يقعون فريسة سهلة للاستغلال من جانب أي شخص يقوم بتجهيزات المتوفي التي غالبا لا يعرفوا عنها كثيرا وعلى استعداد لدفع أي مبلغ مالي مقابل سرعة وسهولة الدفن.
ويحكي ن.ع الذي يعمل مغسل أموات ورفض ذكر اسمه عن مايسمى بـ"سبوبة الغسل"كما يطلق عليها قائلا ". في ناس شغالة بس انها تاخد من أهل المتوفى فلوس لمساعدتهم في إيجاد من يغسل ذويهم كما تحصل على مبلغ مالي من المغسل مقابل القيام بذلك ".
من المؤسف أن الإنسان يقضي حياته بحثا عن المال وسعيا وراء الثراء، حتى يموت فيكتشف أن وفاته جزء من متاعب الحياة.
و