الشيخ الشعراوي يوضح معنى الكفر في القرآن الكريم (فيديو)
معنى الكفر، يوضح الشيخ محمد متولي الشعراوي في خواطره معنى الكفر وكيف يكون الكفر بالشيء والكفر بآثار الشيء، وتطرق إلى أن الأرزاق في الكون ثابتة لا تزيد ولا تنقص.
الشيخ محمد متولي الشعراوي
الشيخ محمد متولي الشعراوي، ولد في 15 أبريل عام 1911 بقرية دقادوس مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية، حفظ القرآن الكريم في الحادية عشرة من عمره، في عام 1916 م، وهو فقيه وداعية ومن أشهر مفسري القرآن الكريم في العصر الحديث وملقب بإمام الدعاة، اشتهر بتفسير القرآن والمسائل الدينية بأسلوب بسيط يصل إلى قلب المتلقي في سلاسة ويسر، كما أن له مجهودات كبيرة وعظيمة في مجال الدعوة الإسلامية، وتوفي الشيخ عن عمر يناهز 87، في 22 صفر 1419هـ، الموافق 17 يونيو 1998م.
Advertisements
الشيخ الشعراوي يوضح معنى الكفر
قال الشيخ محمد متولي الشعراوي: ما هو الكفر؟ فالكفر معناه الستر، لكن إذا ما نظرت إلى الستر تجد ستر حقيقة، وستر آثار حقيقة، فمعنى لستر للكفر يقتضي مستورًا، فماذا ستر الكفر؟، فأجاب الشيخ: ستر الكفر الإيمان، وما دام الإيمان مستورا، إذن فكان له الأسبقية في الوجود ولكن جاء الكفر فستره، إذن فكلمة الكفر أول دليل على الإيمان، لأن الإيمان شيء فطري.
الكفر بآثار الشيء
وأكمل الشيخ الشعراوي: هناك كفر ليس لذات الشيء وإنما لآثار الشيء، واستشهد الشيخ الشعراوي بقول الله تعالى في سورة النحل: «وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ» (الآية: 112).
وتابع الشعراوي: فـ (كفرت بأنعم الله) غير (كفرت بالله)، فكفرهم بأنعم الله جاء من أنهم إما أن يكسبوا فلا يستنبطون نعم الله من كون الله، لأن الله خلقنا في عالم الأسباب، فأعطانا أرضا إن زرعنا فيها تُنبِت، فهذه أسباب، فكفر بالنعمة أي سَتَرها ولم يبحث عنها.
كمية الأرزاق في الكون لا تزيد ولا تنقص
وتطرق الشعراوي إلى قول الله تعالى في سورة فصلت: «قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ۚ ذَٰلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ * وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِّلسَّائِلِينَ» (الآيتين: 9-10)، إذن فأي شيء في هذا الكون مثل الماء أو الهواء لم يزد شيئا، فضرب الشيخ مثالا بالماء وقال: كم يشرب الإنسان من الماء في حياته؟، فأجاب: مثلا 20 طنًا، فهل زاد وزن الإنسان وأصبح 20 طنًا، لا بل ظل كما هو، إنما خرج هذا الماء على عدة صور مثل العرق والبول والغائط ومخاط الأنف وهكذا، وعندما يموت الإنسان يجف ويتبخر الماء، وكأنه لم يأخذ شيئا من الماء.
وعندما يجد الإنسان وردة فيقطفها ويخرج ماؤها، ليتبخر ويعود مرة أخرى، إذن فكمية الأرزاق في الكون لا تزيد ولا تنقص، ولكنها عملية كيميائية.
و