«السيدة نفيسة».. أحبها المصريون فأقاموا لها مسجدا ومقاما ومولدا
أحبت العلم وسعت في دروبه، طلبته من المهد إلى اللحد، ظلت تتردد على مجالس الذكر في المسجد النبوي الشريف، حتى حق لها أن تلقب بـ أم العلوم»، أحبها المصريون واستقبلوها بفرحة العاشقين ولهفة المشتاقين.
القدوم إلى مصر والاحتفال
السيدة نفيسة بنت الحسن»، من كنف آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، كان حضورها إلى القاهرة يوم عيد، اختلط نهاره بليله فأصبح مشرقا، لم تخلو ساحة منزلها من مريديها، فبنوا لها في حياتها مسجدا مهيبا، وبعد موتها مقاما عظيما، تحلق المواطنون داخل ساحات الجامع الذي حمل اسمها، وخضعت مسامعهم لعلمها، ومع ازدياد أعدادهم، انشغلت حفيدة الإمام علي بن أبي طالب عما اعتادت عليه من عبادات، لتقول مقولتها الشهيرة: كنتُ قد اعتزمت المقام عندكم، غير أني امرأة ضعيفة، وقد تكاثر حولي الناس فشغلوني عن أورادي، وجمع زاد معادي، وقد زاد حنيني إلى روضة جدي المصطفى».
مرضها ووفاتها
وقع الكلمات على المحبين كان كالسهم الذي غرس في قلوبهم، ففزعوا لقولها، ورفضوا رحيلها، أقسموا عليها بالبقاء، وتملك المصريين الحزن، حتى وصل الخبر إلى الوالي الذي وضع خطة وحلولاً لثنيها عن قرارها، فخصص لها دارا وحدد ميعاداً لطلبتها، فسرت ومكثت في قاهرة المعز، معززة مكرمة، حتى أصابها المرض، وظل يشتد عليها حتى توفيت في رمضان سنة 208 هـ، فبكاها أهل مصر، وحزنوا لموتها حزنًا شديدًا، وكان يوم دفنها مشهودًا، ازدحم فيه الناس لتشييعها وجلسوا أياماً إلى جوار قبرها.