الكنائس تبدأ الاحتفال بـ«عيد الميلاد»: «نُصلى لله كى تتوقف الحروب»
تدق أجراس الكنائس الغربية فى التاسعة من مساء الأحد، إيذانًا ببدء قداس عيد الميلاد المجيد وفقًا للتقويم الغربى، على رأسها كنائس الأقباط الكاثوليك، والأرمن الكاثوليك، والروم الأرثوذكس، والكلدان، والكنيسة الأنجليكانية الأسقفية.
وتستعد هذه الكنائس للاحتفال بعيد الميلاد المجيد، بعد غدٍ الإثنين الموافق ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٣، على أن يترأس قادتها صلوات القداس الإلهى مساء غد الأحد الموافق ٢٤ من الشهر نفسه. وحرصت الكنائس التابعة للتقويم الغربى على تعليق زينة وأضواء عيد الميلاد فى مداخلها وباحاتها الداخلية والخارجية، إلى جانب وضع «نموذج» لـ«مذود البقر»، الذى ولد فيه السيد المسيح بمدينة «بيت لحم»، بالإضافة إلى مجسمات وتماثيل أخرى تروى قصة الميلاد. وكثفت وزارة الداخلية من استعداداتها الأمنية لتأمين الاحتفالات، عبر تركيب حواجز حديدية أمام مقار الكنائس التى يقام فيها قداس الغد، لمنع مرور السيارات فى محيطها، مع السماح للمارة بالدخول مترجلين عبر بوابات إلكترونية، واستخدام كواشف معادن، علاوة على الاستعانة بالشرطة النسائية لتفتيش السيدات.
«الكاثوليكية»: احتفال فى كاتدرائية مدينة نصر وانتظار لتهنئة البابا تواضروس
يترأس الأنبا إبراهيم إسحق، بطريرك الأقباط الكاثوليك، مساء غدٍ الأحد، قداس عيد الميلاد المجيد، فى كاتدرائية «السيدة العذراء مريم» بمدينة نصر، بحضور مطارنة الكنيسة الكاثوليكية، من بينهم الأنبا باسيليوس، مطران سوهاج، والأنبا بطرس، مطران المنيا، والأنبا باخوم، المعاون البطريركى، والأنبا توماس، مطران الجيزة، والأنبا دانيال لطفى، مطران أسيوط. وينتظر أن يرأس البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية بطريك الكرازة المرقسية، وفدًا من الكنيسة الأرثوذكسية، لتقديم التهنئة بعيد الميلاد المجيد للكنيسة الكاثيوليكية، صباح بعد غد الإثنين. يُشارك فى حضور قداس الأحد، لتقديم التهنئة للكنيسة الكاثولكية، مندوب من رئاسة الجمهورية، ومندوب عن وزارة الداخلية، وعدد من أعضاء مجلسى النواب والشيوخ، على أن يستقبلهم بطريرك الأقباط الكاثوليك قبيل بدء صلوات العيد. وتنطلق بعدها صلوات العيد فى الكنيسة الرئيسية بكاتدرائية «العذراء مريم» فى مدينة نصر، حيث تدق أجراسها معلنة عن بدء قداس عيد الميلاد، الذى يدخل خلاله البطريرك إبراهيم إسحق، وخلفه مطارنة الكنيسة الكاثوليكية وكهنتها والشماسة، وهم يرتدون الملابس الكهنوتية، الأبيض والتاج الذهبى للبطريرك، والأبيض بالشرائط الحمراء والذهبية للآخرين، ثم تُرتل الألحان الخاصة بالعيد، مثل ألحان بشارة الملاك للعذراء، وملاك المسيح فى بيت لحم، وألحان فترة الميلاد.
وقال الأنبا باخوم، المعاون البطريركى: «تنهال علينا العديد من الأخبار يوميًا، كل ساعة خبر جديد.. العديد منها مقلق، والقليل يحثنا على الفرح والرجاء.. وسط هذا تنتظر الكنيسة إعلان الملائكة بصوت رقيق خبرًا مختلفًا، بمانشيت مختلف، بكلمات مختلفة، بمحتوى مختلف: ميلاد طفل سيدعى يسوع».
وأضاف الأنبا باخوم، فى تصريحات، لـ«الدستور»: «ميلاد يشجعنا على أن ننظر للغد بتفاؤل، على المستوى الشخصى والكنسى، وأيضًا المجتمع ككل.. فمع فترة رئاسية جديدة للرئيس عبدالفتاح السيسى، نتمنى الأفضل لوطننا وللمواطنين.. الكنيسة تصلى من أجل القيادات، ومن أجل كل شعبنا الحبيب.. عيد ميلاد مجيد».
«السريانية»: فرح وسط أحزان العالم الكئيب ورجاء فى أجواء من اليأس
يترأس الربان فيلبس عيسى، راعى الكنيسة «السريانية» فى مصر، قداس عيد الميلاد المجيد، فى الثامنة من مساء غدٍ الأحد، فى مقر الكنيسة بمنطقة غمرة. ومن المقرر أن يستقبل الربان فيلبس، فى ليلة العيد، عددًا من كبار الزوار والموفدين من الدولة والأزهر الشريف، الذين سيحضرون للتهنئة بعيد الميلاد، وسط أجواء احتفالية تملؤها الفرحة بين المصلين.
ووصف راعى الكنيسة «السريانية»، فى حديثه، لـ«الدستور»، عيد الميلاد المجديد بقوله: «يعود إلينا العيد السعيد، عيد الميلاد، حاملًا معه أضواء الفرح والرجاء والتجديد، الفرح وسط أحزان العالم الكئيب، والرجاء فى أجواء يسودها اليأس، والتجديد مع الشيخوخة التى أصابت نفوسنا».
وأضاف: «تعود الأعياد المجيدة مجددًا تبث فينا روح البهجة، والرؤية الجديدة والثقة بما فعله المسيح منذ أكثر من ألفى سنة.. نور المغارة أشرق فى ليل حالك شديد البرودة وملىء بالمخاوف والاضطرابات، إشراقة جديدة فى حياة البشرية بعثت الحب والسلام والبهجة والخلاص». وواصل: «مع هذا القدوم الرهيب، نحتفل اليوم ككنيسة بفرحة كبيرة تملأ قلوب المؤمنين، بولادة الحياة الذى ظهر بالجسد، تولد الكنيسة ولادتها الروحية وتتجدد يومًا بعد يوم بتهليل الملائكة صارخة قائلة: هلم تعال أيها المخلص العظيم، يا رجاء كل الأمم، وفرح كل الحزانى، وخلاص كل المتعبين، أشعل برودة إيماننا وأطفئ نار حروبنا، وازرع سلامة وأمنك المسكونة كلها، نحن بأشد الحاجة إليك اليوم أكثر من كل يوم». وأكمل: «نحتفل اليوم وأيدينا مرفوعة إلى السماء العالية، وقلوبنا منهمكة من ثقل الحياة، لكن بك نترجى السلام الذى يفوق العقل ومنك نطلب الراحة والهدوء لكل الناس، وعليك نتكل ونستند وكلنا ثقة كبيرة بالاستجابة السريعة». وأتم بقوله: «فى الاحتفال الخاص بعيد الميلاد المجيد، يسلط الضوء الكثيف على سلام واستقرار الأماكن التى ترزح تحت نيران الحروب، أدعيتنا وصلواتنا وطلباتنا مثقلة بالدموع الحارة حتى تتوقف كل هذه الشرور والأوجاع، بسبب ويلات الحرب ويعود العالم إلى الهدوء والطمأنينة».
«الأرمن الكاثوليك»: تجهيز «مذود العيد» لإسعاد الأطفال
بحضور عدد كبير من أبناء كنيسة «الأرمن الكاثوليك»، يترأس المطران كريكور أوغسطينوس كوسا، أسقف الإسكندرية لـ«الأرمن الكاثوليك»، قداس العيد، فى كنيسة «القديسة تريزا الطفل يسوع» بمصر الجديدة. وقال مطران «الأرمن الكاثوليك» إنه تم تجهيز «مذود عيد الميلاد»، لإدخال فرحة الميلاد إلى قلوب الجميع، خاصة إلى قلوب الأطفال، مضيفًا: «كما تتخلل القداس رسالة رعوية عن العيد، لكى نعيش كلمة الله مع الكنيسة».
«الروم الأرثوذكس»: نشعر بآلام المهجرين من أراضيهم فى غزة
يترأس البابا ثيؤدوروس الثانى، بطريرك «الروم الأرثوذكس» بالإسكندرية وعموم إفريقيا، قداس العيد، فى التاسعة والنصف صباح بعد غد الإثنين، فى كاتدرائية «القديس نيقولاوس» بمنطقة الأزهر.
وقال البابا ثيؤدوروس الثانى، فى رسالته بمناسبة عيد الميلاد: «يغمرنا الفرح والابتهاج بهذا اليوم العظيم، يوم ميلاد المسيح، فنحن نهتف قائلين: المجد لله فى الأعالى وعلى الأرض السلام وفى الناس المسرة، إن الملائكة والقديسين الذين ظهروا ليلة ميلاد الرب العلى، فوق مغارة بيت لحم منذ عقود يسبحونه ويمجدونه حتى اليوم».
وأضاف: «الطلب العالمى الخالد والمتفق عليه، والنابع من قلوبنا منذ قرون عديدة، ومع أمنيات عيد الميلاد المجيد، بأن يعم العالم السلام والسعادة، هنا تأتى سخرية القدر، حيث ينتشر الآن الخوف والقلق والرعب فى جميع أنحاء العالم، بعد تصاعد حدة الأحداث المأساوية فى الشرق الأوسط».
وواصل: «عندما يقتلع عدد لا يحصى من الأشخاص من أوطانهم، ويزج بهم فى طريق اللجوء المرير دون التفكير برحمة أو إنسانية فى عواقب مثل هذه الأفعال، فإننا نتألم حقًا وبشكل لا يمكن وصفه أو التعبير عنه، خاصة ونحن نتأمل عبارة على الأرض السلام، غير المطبقة فى ظل هذه الظروف الصعبة».
وأكمل: «على مدار ٢١ قرنًا، تلك الفترة التى تفصلنا زمنيًا عن هذا الحدث الجليل، وهو يوم التجسد الإلهى لربنا يسوع المسيح، الذى لم يتكرر مرة أخرى، نتذكر ملايين الأشخاص الذين ضحوا بأنفسهم، وزج بهم فى حروب عديدة، وأريقت أطنان من الدماء فى ساحات القتال، فصفحات التاريخ لا تعد ولا تحصى بتلك الأحداث الدموية المؤسفة، التى يخجل البشر من سردها على مر العصور».
«المارونية»: أطيب التمنيات للرئيس فى ولايته الجديدة
تنظم كاتدرائية «القديس يوسف» المارونية، مساء غدٍ الأحد، احتفالية خاصة بمناسبة عيد الميلاد المجيد، تبدأ بالقداس الذى يترأسه المطران جورج شيحان، مطران القاهرة لمصر والسودان والزائر الرسولى لشمال إفريقيا.
ووجه مطران المارونيين أطيب التمنيات بالأعياد المباركة لمصر، والرئيس عبدالفتاح السيسى فى المرحلة الجديدة من توليه رئاسة البلاد، كما توجه بأطيب التمنيات للكنيسة ورعاتها وشعبها، ولكل «إنسان يعمل ليختبر علاقة جديدة مع الرب». وأضاف: «عيد الميلاد هو يوم للفرح، لا مكان للحزن فيه، لأنه يوم تولد فيه الحياة وتبيد خوف الموت»، مشددًا على أن «هناك علامات كثيرة لحضور الله فى حياة كل إنسان، تكشف عن مجده وعن سره فى كل يوم خلال الأحداث التى تمر فى الحياة الطبيعية، لكن المشكلة تكمن فى أن الإنسان يريد علامات باهرة وخوارق فائقة الطبيعة». وواصل: «مَن منا يستطيع أن يقرأ هذه العلامات وحده؟ الذى يستطيع أن يرى حضور الرب المتجسد فى هذه الأحداث المأساوية هو من يتخطى المنظور ويرى بعين الإيمان.. مَن يبقى على مستوى ما يراه، وعلى مستوى المنطق البشرى فقط، لن يفهم شيئًا من هذا الإيمان».
وأكمل: «لنكن متيقظين، لأن الله يعطينا علامات كثيرة فى حياتنا، فلننظر إليها بإيمان، متسلحين بكلمة الله فى الإنجيل، فنختبر تجسده، ونصبح بذلك مبشرين وشهودًا لحضور الله فى وسط شعبه».
«الأسقفية»: ترجمة فورية للغة الإشارة للصم وضعاف السمع
فى الثامنة مساء غدٍ الأحد، يترأس المطران سامى فوزى، رئيس أساقفة «الكنيسة الأسقفية» فى مصر وشمال إفريقيا والقرن الإفريقى، قداس عيد الميلاد، فى كاتدرائية «جميع القديسين الأسقفية» بالزمالك. يحضر القداس عدد من الشخصيات العامة والدبلوماسية، وتوفر الكنيسة، خلال قداس العيد، خدمة الترجمة الفورية للغة الإشارة، وتخصص ركنًا للصم وضعاف السمع داخل الكاتدرائية، إضافة إلى شاشات لعرض وبث القداس.
رفع الحالة الأمنية للدرجة القصوى
أكد مصدر أمنى رفيع المستوى بوزارة الداخلية تفعيل جميع الإجراءات والتدابير الأمنية اللازمة، تزامنًا مع بدء العام الجديد، وأعياد الإخوة المسيحيين، ورأس السنة الميلادية. وأوضح المصدر أن اللواء محمود توفيق، وزير الداخلية، تابع مع القيادات الأمنية بمختلف مديريات الأمن استعدادات الأجهزة الأمنية، وخطط التأمين وانتشار القوات. ووجه وزير الداخلية برفع الحالة الأمنية للدرجة القصوى، خلال الفترة المقبلة، واتخاذ أعلى درجات الحذر، واليقظة ومضاعفة الجهود المبذولة، لتأمين المنشآت المهمة والحيوية ودور العبادة والمنشآت السياحية، وتفعيل إجراءات إحكام الرقابة على الطرق المؤدية إلى تلك المنشآت، من خلال عدد من الدوائر الأمنية.
ووجه وزير الداخلية أيضًا بضرورة أن تتحلى العناصر القائمة على تأمين المنشآت بالجاهزية التامة والكفاءة العالية، بما يمكنها من التعامل مع مختلف المواقف المحتملة، مع نشر الدوريات الأمنية فى كل الطرق والمحاور، بما يسهم فى سرعة الانتقال واحتواء أى مواقف طارئة. وشدد اللواء محمود توفيق على حسن معاملة المواطنين، واحترام حقوق الإنسان ومراعاة البعد الإنسانى، أثناء تنفيذ بنود الخطة الأمنية.
«الكلدان»: ندعو الله أن يعم السلام فى المنطقة
يترأس الأب بولس ساتى، المدبر البطريركى لطائفة «الكلدان الكاثوليك» فى مصر، قداس عيد الميلاد المجيد، مساء غدٍ الأحد، فى كاتدرائية «سانت فاتيما» بمصر الجديدة، ثم يتلقى التهانى بالعيد صباح بعد غدٍ الإثنين.
وقال الأب بولس ساتى، فى رسالته بمناسبة عيد الميلاد: «أهنئ الجميع باحتفالات عيد الميلاد المجيد، ونطلب من رب السلام وسيد السلام أن يحمى العالم، وعلى الخصوص أن يعم السلام على بلدنا مصر، وعلى بلاد الشرق الأوسط، ونشكر الله على النعمة التى أعطاها لبلادنا مصر، ونطلب منه أنه يديم هذه النعمة».