مستشار وكالة «أونروا»: آلاف «النازحين» في العراء.. ولا مكان آمن في قطاع غزة
قال عدنان أبوحسنة، المستشار السياسى والإعلامى لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا»، فى قطاع غزة، إن عدد النازحين فى جميع أنحاء غزة وصل إلى نحو 1.8 مليون شخص منذ بداية الحرب.. وإلى نص الحوار:
ما خدمات أونروا» للنازحين؟
- لدينا فى قطاع غزة 156 مركز إيواء يقيم فيها نحو 1٫8 مليون نازح من شمال غزة إلى جنوبها، كما لدينا 135 وحدة لتقديم العلاج والاستشارات الطبية داخل تلك المراكز، إضافة إلى 9 عيادات مركزية خارج الأماكن المخصصة للنازحين فى جنوب قطاع غزة وتحديداً فى مدينتى خان يونس ورفح، كما أننا نقوم بتقديم الدعم النفسى للأهالى الذين استشهد أو أصيب أو فقد ذووهم، أما فيما يتعلق بالمساعدات المادية فنحن نقوم بتوفير بعض المساعدات الغذائية وبعض مياه الشرب والطحين، بالإضافة إلى الخيام والأغطية فى مخيم خان يونس ورفح للنازحين القادمين من شمال القطاع.
هناك اتهامات لـ أونروا» بأنها لا تقدم إلا القليل من المساعدات ومقومات الحياة.
- فى الحقيقة نحن نبذل كل ما نستطيع من جهود لتوفير الاحتياجات الأساسية للنازحين، وجهزنا وأعددنا آلاف الخيام، ولكن طاقتنا الاستيعابية لا تستطيع استقبال المزيد، لأن المساعدات التى يتم دخولها من معبر رفح قليلة جداً، ولا تكفى ولا تغطى احتياجات سكان القطاع، كما أننا كمؤسسة تابعة للأمم المتحدة فإننا مسئولون عن كل شىء فى غزة، وبالتالى أى تقصير يتم اتهامنا به، كما أنّه لا بد من ذكر أنّ مجموع الشاحنات المحملة بالمساعدات التى دخلت للقطاع منذ بداية العدوان الإسرائيلى قبل ما يزيد على شهر ونصف بلغ 1400 شاحنة فقط، بينما فى الأيام التى سبقت الحرب كان القطاع يستقبل 500 شاحنة مساعدات يومياً، وبالتالى هنا أساس الأزمة وما يترتب عليها من شح فى توزيع المساعدات على الفلسطينيين الذين أُجبروا على النزوح من ديارهم فى الشمال والوسط نحو جنوب القطاع، وهنا تظهر معضلة وأزمة أخرى، وهى الاستهدافات المتعمدة من قبَل طيران الاحتلال لمبانى الوكالة ومخازنها، حيث أصيب ما يقرب من 70 منشأة ما أدى إلى استشهاد نحو 132 من العاملين.
هناك مئات الآلاف في الشوارع ولا مكان لهم للإيواء.. وعدد شهداء الوكالة وصل إلى 132
هل هناك خطط لحماية النازحين من البرد القارس والأمطار؟
- نعم لدينا خطط ومحاولات لتوفير الدفء والحماية للنازحين من برد الشتاء القارس، خاصة من يقيمون فى المخيمات بخان يونس ورفح جنوبى القطاع، وذلك من خلال الحصول على أكبر عدد من قطع الفراش والبطانيات وتوزيعها على النازحين، إلاّ أنّ المخزون الذى كان لدينا فى بداية العدوان قد نفد، وطلبنا إحضار المزيد بكميات ضخمة من الأغطية، ولكن دخول المساعدات بكميات محدودة هو ما يقف عائقاً أمامنا حالياً، وذلك ليس فقط فيما يتعلق بتوفير الملابس وغيرها، ولكن الأمر يمتد إلى انعدام غاز الطبخ، بالإضافة إلى النقص الشديد فى الماء، ما يدفع عدداً كبيراً من المواطنين إلى شرب المياه الملوثة، ما يتسبب فى إصابتهم بأمراض مختلفة، كما يلجأ البعض إلى الوقوف فى طوابير طويلة تتكون من مئات المواطنين للحصول على رغيف خبز أو زجاجة مياه، وقد يعودون أدراجهم فى النهاية دون الحصول على مرادهم.
هل هناك نازحون فى جنوب القطاع بلا خيام؟ وكيف يجرى استغلال الهدنة؟
- نعم هناك نازحون يبيتون فى العراء، ويقدَّر عددهم بمئات الآلاف، بسبب النقص فى عدد الخيام، حيث قام بعضهم بإقامة خيام لأنفسهم من الأقمشة الخفيفة والنايلون، والتى لا تحميهم من البرد أو مياه الأمطار، وهو ما شاهدناه من غرق لأمتعتهم وأغراضهم الشخصية، ونطالب بوقف إطلاق النار للتمكن من إدخال وتوفير الغاز والوقود، لنتمكن من التوسع فى عدد الخيام من خلال توفير الخامات لذلك، إضافة إلى تشغيل وعودة محطات تحلية المياه للعمل، والطهى وتوفير الغذاء، ما يسهم فى التخفيف بشكل كبير من معاناة النازحين المهددين بشتاء شديد البرودة.
آليات الوكالة
هناك أولويات وترتيبات فيما يتعلق بعملية توزيع المساعدات الإغاثية على النازحين، ولدينا 5000 شخص من العاملين فى أونروا» يتولون التوزيع، ويعتمد الأمر فى الأساس على عدد أفراد الأسرة لتوزيع المعلبات والخبز والطحين الذى بدأنا فى إعطائه للنازحين مؤخراً بعد التمكن من الحصول على كميات محدودة منه، وبالتأكيد المساعدات التى نتحدث عن توزيعها تكون فى مناطق ومدن ومخيمات جنوب القطاع فقط، وليس هناك أى تواصل مع السكان فى شمال غزة، وبالتالى لا نستطيع أن نمدهم بأى مواد إغاثية، وأوضاعهم كارثية ومزرية للغاية، ونناشد بضرورة الوصول إلى حلول لإنقاذهم من الموت.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1694518953288-0'); });