تسبب الانفصام والغباء وتبلد المشاعر
أمراض السوشيال ميديا بدون علاج!
استشارى نفسى: التربية القويمة أساس التوازن النفسى
تحولت منصات التواصل الاجتماعى ومستخدميها مثل التوائم الملتصقة الذين لم يفترفوا بأى شكل من الأشكال، فكل شخص لا يمكنه الابتعاد عن هاتفه الذكى لبضع دقائق، فإذا نظرنا لتجمع الأصدقاء والأقارب فنجد أن كل شخص ممسك بهاتفه أو التابلت الخاص به لمتابعة مستجدات الأخبار العالمية والمحلية وعدم الاندماج مع غيره فى المناقشات، مما جعلنا ننسى التواصل الحسي، بالإضافة إلى أنها تسببت بالإصابة بعدد من الأمراض النفسية القاتلة مثل: عدم الرضا عن الحالة الخاصة للشخص لمقارنته دائما بغيره، والنقم على أوضاعه وفى نهاية المطاف يكتشف أن كل هذه المنصات ما هى إلا تصنع لغير الحقيقة لمجرد فرض المظاهر فقط.
وكانت آخر إحصائيات للأمراض الناتجة عن استخدام السوشيال ميديا وفقًا لمنظمة الصحة العالمية WHO، فإن حالات الصحة العقلية آخذة فى الارتفاع.. فتظهر البيانات ذلك حول20٪ من الأطفال والمراهقين فى جميع أنحاء العالم يعانون من حالة صحية عقلية.. علاوة على ذلك ، فإن الانتحار هو السبب الرئيسى الثانى للوفاة بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 29 عاما.
وفى إحصائية أخرى نشرتها «ديلى ميل البريطانية» والتى أكدت أن فيسبوك من الممكن أن يصيب المستخدمين بضعف الشخصية ، كما أنه يعتبر بيئة خصبة لنشر الشائعات، كما أن تويتر من الممكن أن يسبب الغباء بسبب كثرة المعلومات وتناقضها ورقاقة لغة الحديث عليه ، وتطرقت الدراسة إلى منصة تبادل الصور والفيديوهات «إنستجرام» والتى من الممكن أن تؤجج مشاعر الحقد والمقارنات وغيره ، علاوة على منصة «تيك توك» والتى تحولت إلى منصة إباحية مقننة وفق الكثير من خبراء تكنولوجيا المعلومات، وغيرها من منصات التواصل الاجتماعى التى تسلبنا حياتنا وتجعلنا مرضى نفسيين.
بلادة المشاعر
وفى هذا الصدد قال الدكتور «وليد هندي» استشارى علم الصحة النفسية: إن نسبة ٧٥ ٪ من الشباب الذين يخرجون من الكشف الطبى للكليات العسكرية يكون بسبب ضعف البصر وتشوه فى القوام نتيجة الاستخدام الدائم والخاطئ للسوشيال ميديا، والتى ينتج عنها الشعور الدائم بالأرق وآلام فى الظهر وضياع هيام الوجه والخمول الذى أصبح مرئياً فى الحوادث العامة ، حيث إن الشباب أصبحوا ليس لديهم القدرة على المساعدة للآخرين نتيجة الكسل والخمول.
وأضاف هندي: أنه فى الآونة الأخيرة تركيبة الإنسان العقلية والنفسية والاجتماعية والوجدانية اختلفت فى عصر السوشيال ميديا فهناك حالة من الانشغال العقلى الدائم بمن يتحدث اليهم على وسائل التواصل الاجتماعي، حتى وصلت إلى ارتفاع نسبة حوادث السير نتيجة الانشغال بكتابة الرسائل، حيث قامت السوشيال ميديا بإصابة الكثير من الأشخاص بحالة من الانفصام عن الواقع والتوجه إلى العالم الافتراضي، مما أدى الى انتشار امراض الخوف النفسى وعدم القدرة على مواجهة المجهول وبالتالى لم يتمكن من التفاعل مع الواقع بصورة إيجابية، ويجعل الناس أقل اندماجاً مع الواقع بكل ما فيه، وتسببت أيضاً فى فقد البعض لمشاعر الإنسانية والبلادة الحسية ، فالسوشيال ميديا قتلت المشاعر لدى الكثير منا فأصبحوا لا يملكون الرد الفعل الإنسانى الطبيعى وانعدام التفكير المنظم الحر فرد الفعل أصبح بطيئاً نحو الكوارث، بالإضافة إلى الأشخاص الذين يلعبون الألعاب الإلكترونية «فيديو جيم» أصبحوا يعيشون فى بيئة جافة غير داعمة لا تملك النفس والروح تجاه المواقف .
وأكد استشارى الصحة النفسية، أن من الآثار السلبية للسوشيال ميديا أنها اغتالت النشاط الذهنى الواعى للإنسان الذى وُلد عليه بالفطرة، حيث أصبحت السوشيال ميديا إسقاطاً لكل النوازع السلبية للنفوس المريضة التى تريد جذب الانتباه والثراء السريع من وراء الشهرة واللايكات والشير ، لتعويض النقص النفسى التى تعانى منها .. وقامت أيضا السوشيال ميديا بإظهار الفراغ الروحى والنفسى لهؤلاء الأشخاص، ومن هنا نجد أن الحل لكل هذه الأمراض النفسية هى التربية من جديد وتواجد الأم والأب بجانب أولادهم وغرس القيم والمبادئ بداخلهم وتهذيب النفس لمحاربة التبلد الذى وصلنا له من خلف الشاشات الإلكترونية.