كيف تستعد كنائس المحروسة لأعياد الميلاد المجيد؟
تستعد الكنائس المصرية بمختلف مذاهبها للاحتفال بأعياد رأس السنة الميلادية، وعيد الميلاد المجيد، وذلك في الفترة المنحصرة بين (25 ديسمبر – 7 يناير).
الجديد في 2024
وتشهد احتفالات الكنيسة بالعيد في 2024، مفارقات تسبب بها ما يُعرف بـ«السنة الكبيسة» التي تحل مرة واحدة كل 4 أعوام، وتسببت السنة الكبيسة في ابتداء الصوم بشكر متأخر يومًا واحدًا عن ما هو مُتبع سنويًا، إذ ابتدأه الأقباط يوم 26 وليس 25 نوفمبر.
بذلك تتقلص مدة الصوم إلى 42 يومًا بدلًا من 43 أيضًا، كنتيجة طبيعية، إذ يحل العيد في 7 يناير بشكل طبيعي وذلك بسبب الثقافة الشعبية التي اعتادت على حلول عيد الميلاد يوم 7 يناير، على الرُغم أنه كان من المفترض ان يحتفل به الأقباط يوم 8 يناير.
وتعالج الكنيسة هذه المعضلة كل أربعة أعوام، بسيناريو طقسي إذ تحتفل الكنيسة طقسيًا بالعيد على مدار يومين، 7 و8 يناير، إذ تُقرأ القراءات ذاتها وتُتلى الألحان بنفس المراسم على مدار اليومين.
كيف تستعد الكنائس له؟
مينا رويس، المسؤول عن خدمة «اخوة الرب» في أحد كنائس جنوب القاهرة الذي طلب عدم ذكر إسم كنيسته او الإيبارشية، قال في تصريح خاص إنه يعتبر عيد الميلاد المجيد، من الاحداث التي لها شان خاص داخل الكنيسة نظرأ لاقترابه مع احتفالات رأس السنة الميلادية ودخوله مع موسم (حلول الشتاء)، وهو ما يعرف شعوبيًا بمواسم (الكريسماس).
لذا تحرص الكنيسة على انتقاء الملابس الجيدة والجديدة التي ستُهدى إلى الفقراء والمساكين والمعروفون في الكنيسة بمصطلح (اخوة الرب)، الذين لا يقدرون على شراء ملابس العيد، على ان تكون ذات خامات جيدة لتقدر ان يستكمل بها المهدى له بقية موسم الشتاء.
في ظل ظروف الغلاء العالمية، تعتمد الكنيسة على اكثر من مورد لتدبير هذه الحاجيات أولها العشور والبكور، وهما مبلغان مطلوبان من كل قبطي بموجب وصية كتابية، إذ يمنح المواطن القبطي الكنسي بكر مرتبه، كعطية شكر لله، اذ قال الله "قدس لي كل بكر، كل فاتح رحم.. من الناس ومن البهائم. إنه لي" (خر 13:2).
وأيضًا عُشر المرتب بشكل شهري، اذ قال الله "هَاتُوا جَمِيعَ الْعُشُورِ إِلَى الْخَزْنَةِ لِيَكُونَ فِي بَيْتِي طَعَامٌ، وَجَرِّبُونِي بِهذَا، قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ، إِنْ كُنْتُ لاَ أَفْتَحُ لَكُمْ كُوَى السَّمَاوَاتِ، وَأَفِيضُ عَلَيْكُمْ بَرَكَةً حَتَّى لاَ تُوسَعَ." (ملا 3: 10)، وهو ما يعد اول المصادر التي تستخدم في الكنيسة لتدبير حاجيات اخوة الرب.
بينما المصدر الثاني هو النذور، وهو وعد قطعه الفرد المؤمن لله، بما يفيد منح الكنيسة تبرع مالي في حال حدوث خطب ما، وبحدوثه يكون الفرد ملزما بتحقيق نذره اذ قال الله "«إِذَا نَذَرْتَ نَذْرًا لِلرَّبِّ إِلهِكَ فَلاَ تُؤَخِّرْ وَفَاءَهُ، لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكَ يَطْلُبُهُ مِنْكَ فَتَكُونُ عَلَيْكَ خَطِيَّةٌ." (تث 23: 21).
والمصدر الثالث والاخير هو الهبات او التبرعات غير المشروطة، أي ان أحد المتيسرين يمنح الكنيسة جزءًا ماليًا فقط لتدبير هذه الحاجيات تزمنًا مع تدبيرها تجهيزًا للعيد.
مدام ميرا.. مسؤولة نفس العمل الخدمي في إحدى كنائس الجيزة، قالت في تصريح خاص أيضًا أن هناك سياسة للتعامل مع اخوة الرب في مثل هذه المناسبات لعدم إحراجهم، فلا يجوز أن تعطى لهم الملابس بشكل موحد، حتى لا يعرفون من قبل الناس انهم فقراء وملابسهم قد اهديت لهم من الكنيسة، مما يتسبب لهم في أزمات نفسية كبرى.
الا ان الكنائس تتبع سياسات مختلفة ولعل اشهرها هو التعاقد مع محل معين، يُرسل اليه أخوة الرب من قبل الكنيسة بموجب كارت يسمح لهم بالشراء، أو التعاقد مع ترزي لتفصيل الملابس بشكل عصري ولائق.
واشارت الى ان قداسة البابا تواضروس الثاني يولي اهتماما خاصا بأخوة الرب إذ قد عين لهم 30% حد أدني من ميزانية الكنائس.