مصر والهند.. تعاون رقمى
فى نيودلهى، اجتمع الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أمس الثلاثاء، مع شرى أشوينى فايشناو، الوزير الفيدرالى للسكك الحديدية والاتصالات والإلكترونيات وتكنولوجيا المعلومات الهندى، لبحث سبل التعاون بين البلدين فى عدد من مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، خاصة تلك المتعلقة بمجالات التحول الرقمى، والبنية المعلوماتية الدولية، وبناء القدرات وتنمية المهارات.
مجالات التعاون المقترحة بين البلدين تشمل الاستخدامات التكنولوجية فى قطاع الاتصالات وتقديم الأنظمة المتكاملة، وتبادل الخبرات فى مجال المنصات الرقمية، ودعم الابتكار وريادة الأعمال، و... و... وخلال زيارته العاصمة الهندية، التى بدأت أمس الأول الإثنين وستنتهى بعد غدٍ الجمعة، من المقرر أن تتواصل اجتماعات وزير الاتصالات، والوفد المرافق له، مع المسئولين الحكوميين ورؤساء كبرى الشركات الهندية، لعرض الفرص الاستثمارية والمزايا التنافسية التى يزخر بها قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصرى، وبحث إقامة شراكات قوية بين الشركات المصرية العاملة فى هذا القطاع ونظيرتها الهندية.
فى هذا السياق، أكد الدكتور عمرو طلعت، خلال لقائه نظيره الهندى، عمق العلاقات الاستراتيجية التى تجمع بين مصر والهند، معربًا عن تطلعه إلى فتح آفاق التعاون بين البلدين فى ضوء توافر الكفاءات البشرية ومزايا مصر التنافسية، لافتًا إلى أن نحو ٩٠٪ من البيانات بين الشرق والغرب تمر عبر الأراضى والمياه الإقليمية المصرية. ومن جانبه، رحب الوزير الهندى بالتعاون بين البلدين فى بناء القدرات، مشيرًا إلى أن جهود القطاعين الحكومى والخاص فى بلاده تمكنت من تنمية المهارات الرقمية لنحو ٥٠ مليون مستفيد.
الإشارة هنا قد تكون مهمة إلى أن حجم التبادل التجارى بين مصر والهند قفز إلى ٦.٣ مليار دولار، خلال سنة ٢٠٢١، بحسب تقديرات الاتحاد العام للغرف التجارية المصرية، أو إلى ٧.٢٦ مليار دولار، طبقًا للتقرير الصادر عن السفارة الهندية بالقاهرة، منتصف أغسطس الماضى. وبغض النظر عن الفارق الكبير بين الرقمين، فإن البلدين يستهدفان الوصول بحجم التبادل التجارى بينهما إلى ١٢ مليار دولار خلال السنوات الخمس المقبلة.
المهم هو أن محاور استراتيجية مصر الرقمية استعرضها وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، خلال لقائه نظيره الهندى، وفى اجتماعين عقدهما، أمس الأول الإثنين، أحدهما مع عدد من أعضاء «اتحاد الصناعات الهندية»، CII، والآخر مع رانجيت جوسامى، رئيس الشراكات الدولية بشركة «TCS» المتخصصة فى خدمات تكنولوجيا المعلومات، والتابعة لمجموعة Tata، التى تعمل فى ٤٦ دولة، وتعد ثانى أكبر شركة فى الهند من حيث القيمة السوقية. أما اتحاد الصناعات الهندية، CII، فيزيد عدد أعضائه على ٩ آلاف، من القطاعين العام والخاص، إضافة إلى أكثر من ٣٠٠ ألف عضوية غير مباشرة لشركات تملكها هيئات الصناعة القطاعية الوطنية والإقليمية.
خلال هذين الاجتماع، جرى استعراض أبرز المشروعات التى يتم تنفيذها فى مصر لتحقيق التحول الرقمى، وتطوير البنية التحتية للاتصالات المحلية والدولية؛ كمشروع مد كابلات الألياف الضوئية فى كل قرى الجمهورية، الذى تنفذه مبادرة حياة كريمة. كما تناول وزير الاتصالات الحوافز التى تقدمها الحكومة المصرية لجذب الاستثمارات ومضاعفة حجم الصادرات الرقمية، والجهود المبذولة لتنمية صناعة التعهيد، وإعداد قاعدة عريضة من المهارات الرقمية، من خلال مبادرات وبرامج تستهدف كل المراحل العمرية، كتلك المقدمة لطلاب المدارس والجامعات، أو التى تقدمها «جامعة مصر للمعلوماتية»، مشيرًا إلى إمكانية إقامة شراكات بين المعاهد التدريبية التابعة لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ونظيرتها الهندية.
.. وتبقى الإشارة إلى أن الدورة الخامسة لـ«اللجنة التجارية المصرية الهندية المشتركة» ناقشت فى القاهرة، أواخر يوليو الماضى، مختلف أوجه ومجالات التعاون بين البلدين، قبل أن نحتفل معًا، فى أكتوبر، باليوبيل الماسى لبداية العلاقات الدبلوماسية بين مصر ودولة الهند الصديقة، التى أزاحت بريطانيا خطوة إلى الوراء، واحتلت مكانها فى قائمة أكبر اقتصادات العالم، بحسب أرقام الناتج المحلى الإجمالى الصادرة عن صندوق النقد الدولى، التى أظهرت أن المستعمرة البريطانية السابقة أصبحت خامس أكبر اقتصاد فى العالم.