أسطورة كولونيا 555.. هل تعيد حملات المقاطعة منتجات الشبراويشي لصدارة العطور؟
كولونيا 555.. عطر برائحة الماضي وما به من ذكريات في كافة المنازل المصرية، إحدى منتجات مصنع الشبراويشي العلامة الأولى في صناعة العطور في منتصف القرن الماضي، تمكنت أزمة كورونا من إعادتها إلى دائرة الأضواء من جديد في عام 2020، ولكن هل تعيدها حملات مقاطعة المنتجات التابعة للدول الداعمة للاحتلال الإسرائيلي إلى الصدارة مرة أخرى؟
ومنذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة في 7 أكتوبر الماضي، وتأكيد العديد من الدول وعلى رأسها أمريكا دعمها الكامل لإسرائيل، حاول العرب وجميع الداعمين للقضية الفلسطينية، اللجوء إلى جميع الطرق التي تنصف القضية وتغيث ضحايا القصف الفلسطيني، ولو بأبسط الأشياء، للقضاء على شعورهم بالعجز وقلة الحيلة، ومن أهم تلك الطرق مقاطعة جميع المنتجات التابعة للدول الداعمة للكيان الصهيوني، أو الشركات التي أعلن بعض وكلاؤها المحليون دعم إسرائيل بشكل واضح.
وبالفعل، تمكنت تلك المقاطعة من تقليل أرباح العديد من الشركات المحلية العاملة بنظام الفرانشيز، كما أعادت تلك المقاطعة العديد من المنتجات المصرية إلى الساحة مرة أخرى بعدما استحوذت السلع المستوردة على السوق لسنوات طويلة، لتصبح حملات المقاطعة بمثابة فرصة ذهبية للعديد من الصناعات المصرية.
ولم تكن شركات الأغذية والمشروبات والملابس المحلية فقط التي ظلت رائدة بالسوق المصرية لسنوات عديدة، بل أيضًا شركات العطور ومستحضرات التجميل.
وعند ذكر منتجات العطور ومستحضرات التجميل العريقة، سرعان ما يأتي إلى الأذهان كولونيا 555 التي برزت في عالم العطور منذ القرن الماضي، لتصبح من الأكثر تفضيلًا عند الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
وتمكن حمزة الشبراويشي ابن قرية شبرويش بالدقهلية، من صنع اسم عاش طويلًا، والذي لم يكن يعلم أن المحل الصغير في منطقة الحسين سيتحول إلى أكبر مصانع للعطور المفضلة لدى الجميع، لتصبح منتجات الشبراويشي رائدة في السوق المصرية.
وفي عام 1965، تعرض الشبراويشي إلى وعكة صحية شديد دفعته للذهاب إلى سويسرا لتلقي العلاج، ولكن لم ينتهي به الأمر إلى العودة إلى أرض الوطن، ولكن عاد إلى بيروت وافتتح مصنعه الصغير، حيث أنه لم يكن يعلم أن جمال عبد الناصر كان سيستبعده من قرارات التأميم، وعقب أنباء عودته إلى لبنان ليصفي أعماله بمصر، قرر عبد الناصر إقامة الحراسة على ممتلكات الشبراويشي وطرحها للبيع البيع، وبالفعل اشترتها شركة السكر والتقطير بمبلغ لم يتجاوز 165 ألف جنيه، وفقًا للكاتب عمر طاهر في كتابه صنايعية مصر.
أزمات تعيد الشركات المصرية إلى النور
وعقب مرور العديد من السنوات، أعادت أزمة كورونا في عام 2020 منتجات شركة الشبراويشي وعلى رأسها كولونيا 555 والكحول إلى دائرة الضوء من جديد، لتتخطى مبيعات الكولونيا نسبة مليون بالمئة، حيث أنه كانت تصدر حصة ثابتة يوميًا لجميع مؤسسات الدولة، حسب مصدر مسؤول بشركة الشبراويشي لـ القاهرة 24.
وبطبيعة الأمر لم تستمر تلك الطفرة بالمبيعات عقب تلاشي أزمة كورونا، وتراجع إقبال المواطنين على منتجات التعقيم بأنواعها المختلفة، ولكن مع عودة أزمة جديدة، ومقاطعة المنتجات المستوردة، هل تعود منتجات شركة الشبراويشي إلى دائرة الضوء مرة أخرى؟
كولونيا 3 خمسات.. هل تعيد حملات المقاطعة منتجات الخمسينيات؟
وفي حديث القاهرة 24 مع إحدى مسؤولي مصانع قسمة والشبراويشي، إحدى مصانع شركة السكر والصناعات التكاملية المصرية، تبين أن مبيعات منتجات الشركة وعلى رأسها كولونيا 555 لم تتأثر بشكل ملحوظ بحملات مقاطعة المنتجات المستوردة، ولكن المخازن تتحمل أي قفزة في البيع.
وأكد المسؤول في مصنع قسمة والشبراويشي، أن خطط التطوير دائمة لتلبية احتياجات المستهلكين، والحفاظ على رضاء المواطنين، بهدف تقديم منتجات على أعلى مستوى، مشيرًا إلى أن حجم المبيعات خلال الفترة الراهنة يُعد فوق الجيد.
ووفقًا للكاتب عمر طاهر، كان يقدم الملك فاروق جائزة لأفضل حديقة منزل سنويًا، وكان منزل الشبراويشي بالمعادي يقتنص تلك الجائزة كل عام، وفي عيد الأم يقيم نافورة في أرض المعارض تنشر رائحة الكولونيا طوال اليوم.
ودشن مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي حملات المقاطعة لمنتجات الدول الداعمة لإسرائيل، بعدما دُون على جدران التاريخ يوم 7 أكتوبر الماضي مالم ينُسى أبدًا في ذاكرة العالم أجمع، وتحديدًا، الكيان الصهيوني، بعدما تمكن الفلسطينيون، الذين لا يعرفون للاستسلام طريق، وبإمكانيات بسيطة، إظهار الخوف والرعب في عيون من حاولوا إخفاء جبنهم أمام العالم بل والادعاء بأن قوات الاحتلال الصهيوني من أقوى قوات العالم، ولكن بطبيعة الحال، باءت تلك المحاولة بالفشل، من خلال الشعب الفلسطيني الذي يمتلك أهم قوة على مر التاريخ، وهي قوة الإيمان.
وفي محاولة لإظهار القوة المزيفة، والحقيقة المضللة، ردت إسرائيل على معركة طرفان الأقصى بأبشع الطرق، التي لا تمت للإنسانية بصلة، ضاربة بعرض الحائط جميع معاني الرحمة، مؤكدة على سير الجبن في عروقها بممارسة القوة والعنف على العزل والأطفال والمدنيين، الأمر الذي أشعل النيران بداخل العديد من المواطنين ودفعهم إلى مقاطعة المنتجات التابعة للدول الداعمة لإسرائيل.