رحل منذ 45 عامًا.. قصة الحب والكفاح بين نجيب سرور وزوجته ألكسندرا كورساكوفا
فى مثل هذا اليوم 24 أكتوبر من عام من عام 1978م، رحل عن عالمنا أحد أيقونات الثقافة ليس في مصر فحسب بل في العالم العربى ككل، هو الأديب نجيب سرور، الشاعر والمسرحى الكبير، بعد أن أثرى المكتبة العربية بإبداعاته الشعرية المتميزة، نتاج مشواره الأدبى الذى استمر سنوات.
اهتم نجيب سرور بالمسرح كثيرًا، ليترك دراسته الجامعية فى كلية الحقوق قبل التخرج بقليل، حتى يلتحق بالمعهد العالى للفنون المسرحية، وهو المكان الذى تعرف فيه على ألكسندرا كورساكوفا التي أحبها كثيرًا وأصبحت زوجته فيما بعد.
نجيب سرور الذى ولد يوم 1 يونيو من عام 1932م، بدأت قصة الحب بينه وبين ألكسندرا كورساكوفا، عام 1958 أثناء دراسته الإخراج المسرحى بموسكو، وهى طالبة آداب وأبدى إعجابه بها وتزوجها وأنجب منها فى ذلك الوقت ابنهما شهدى، لكنه لم يستمر هناك كثيرًا، ففور وصول "سرور" إلى موسكو بدأ ميله إلى الفكر الماركسى ما جعل زملاءه يكتبون تقارير ضده حتى تم سحب منحة الدراسة فى موسكو منه.
وبناء على ذلك هرب نجيب سرور فى تلك الوقت إلى المجر وتحديداً إلى بودابست عام 1963 ليعمل بالقسم العربى بإذاعة المجر، وساءت أوضاعه، وفى ذلك الوقت كتب وقتها الناقد الفنى رجاء النقاش مقالة يطالب فيه بإنقاذ "نجيب سرور" من حياة الضياع بدول أوروبا الشرقية، وبالفعل عاد مرة أخرى إلى مصر، ولكن وحيداً بعد أن منع من اصطحاب زوجته وابنه فى عام 1964.
واستمر الوضع على ذلك حتى عام 1986م، لتلحق به زوجته إلى القاهرة لتكون تلك هي الزيارة الأولى لها في مصر، بعد أربع سنوات من الفراق بينهما وبين زوجها بصحبة ابنها الأكبر شهدى، وقد عاشت ألكسندرا كورساكوفا مع زوجها الراحل نجيب سرور في القاهرة حتى وفاته عام 1978.
وكان لزوجته ألكسندرا كورساكوفا دورًا كبيرًا في حياته، إذ كافحت معه كثيرا، والذى كان يعيش لحظات صعبة بعد عودته من الخارج، فقد واجه العديد من الصعوبات المادية والأزمات، حيث وقفت مع زوجها وأبنائها، كما أوصت زوجته أن تدفن إلى جوار زوجها الذى انتقل إلى الرفيق الأعلى قبل أكثر من أربعة وأربعين عاما.
وفى 15 يناير من 2022 رحلت زوجته عن عمر يناهز الواحد والتسعين عاما بعد معاناة طويلة مع المرض، وكتب ابنها فريد نجيب سرور آنذاك: "فارقتنا امرأة عظيمة وأرملة من أعظم الكتاب والشعراء في تاريخ مصر أمي الحبيبة، أنا على يقين أنها بعد فراق طويل عن عمر 44 سنة بين أحضان رجلها الذي أحبته حتى آخر أنفاسها وأنهم الآن يضحكون بسعادة ويرقصون فرحا".