فريهان طايع تكتب: فلسطين تنزف
الوضع في فلسطين قد أبكى الحجر و لم يبكي الإنسانية التى تدعي حقوق الإنسان.
أين هي حقوق الإنسان في فلسطين
أين هي حقوق الأطفال في فلسطين
أسئلة لا توجد لها أجوبة ،لأنها لا توجد إلا في مواثيق وهمية ،لأن الواقع شيء آخر ،الواقع مشاهد لا تستطيع طاقتنا تحملها لأنها تجاوزت طاقة الاستيعاب ،لكنها أصبحت قدر العديد من الأطفال الذين انصدموا في واقع مر
عندما تشاهد طفلة تبكي و تتساءل عن أمها التى رحلت من هذه الدنيا و عندما تشاهد طبيب يعاين في الجثث ،الجثة تلو الاخرى ،و من بين الجثث أطفاله .
و في نفس الوقت عندما تنظر لطفل يبكي على والدته و يدعوها إلى الاستيقاظ معتقدا بكل برءاة أنها نائمة و ليست ميتة و عندما تشاهد طفل منهار يبكي بحسرة لأنه خسر كل عائلته و بقي وحيدا.
البعض لا يدرك معنى كلمة الموت .
عندما تعم رائحة الموت في كل مكان و عندما تنتشر الجثث و عندما يتغير لون الأرض من لونها الطبيعي إلى اللون الأحمر ،لون دماء الشهداء التى نزفت في كل مكان،عندما يسحب الطفل تلو الأخر من بين الركام ليجد نفسه وحيدا و لا يوجد من يرعاه .
كل هذه المشاهد ليست فيلم رعب ،ليتها كانت مجرد فيلم لكنها حقيقة ،هذا ما نعيشه على أرض الواقع ،و الذين ينزفون ليسوا غرباء بل أطفالنا و اخواتنا .
لا يمكن حتى للعقل أن يتخيل عدد الشهداء و عدد اليتامى و عدد الأرامل و عدد الذين أصبحوا مشردين بعد القصف ،قصفا و ليس أي قصف بل قصف مستشفى ،مستشفى تعالج المرضى ، و حرب قد أعلنت على المرضى بدون أي ذنب ،هل هذه قوانين الحرب ؟
ماذا فعلوا هؤلاء المساكين ليتم التنكيل بهم هكذا؟
أنا عن نفسي أشعر أنني أختنق لم أعد قادرة حتى على التنفس لم أعد قادرة على تحمل كل هذه المشاهد ،و لم أعد قادرة حتى على النوم ،فما بالك في هؤلاء المساكين الذين يعيشون هذه الكارثة وسط الرعب و الخوف و الحزن ،الحزن تلو الآخر و الخسائر التى لا تقدر بثمن.
فما بالك في الأطفال الذين يعانون بدون أي ذنب
ماهو ذنبه لكي يصبح يتيم و مشرد
ماهو ذنبه ليحرم من عائلته
ما هو ذنبه ليحرم من اخواته
ماهو ذنبه ليحرم من حنان أمه
على من و من سوف نتحسر ،ما تعيشه فلسطين الآن قد تجاوز كل الخطوط و الحدود
ما حدث قد دمر كلمة إنسانية من القاموس لأنها لا توجد أصلاً و لو كانت هناك إنسانية لما حدثت هذه المجازر في حق الأبرياء،الذين قاموا بإبادتهم جميعا ،عائلات بأكملها قد حذفت من السجل المدني ،و أطفال أصبحوا في الشارع و ذويهم في المقابر ،و يبقى السؤال بأي ذنب.