نجيب محفوظ الداعم للقضية الفلسطينية وخطاب حفل تسلمه نوبل نموذجًا
الروائى العالمى نجيب محفوظ كان من بين الأدباء داعمًا للقضية الفلسطينية، وكان موقفه واضح وضوح الشمس، وهو ما عبر عنه ونقله للعالم عبر منبر أعرق الجوائز الأدبية في العالم وهى جائزة نوبل، وذلك من خلال الخطاب الذى ترجمه وقرأه محمد سلماوى نيابة عن نجيب محفوظ، فى حفل تسلمه لجائزة نوبل فى الأدب عام 1988، والمنشور على موقع الجائزة.
جاء في خطاب الروائى العالمى نجيب محفوظ، حسب ما ذكر الروائى أحمد فضل شبلول عبر إحدى مقالته: "فى الضفة وغزة أقوام ضائعون رغم أنهم يعيشون فوق أرضهم وأرض آبائهم وأجدادهم وأجداد أجدادهم، هبوا يطالبون بأول مطلب حققه الإنسان البدائى وهو أن يكون لهم موضع مناسب يعترف لهم به، فكان جزاء هبتهم الباسلة النبيلة - رجالاً ونساءً وشبابًا وأطفالاً - تكسيرا للعظام وقتلا بالرصاص وهدما للمنازل وتعذيبًا فى السجون والمعتقلات، ومن حولهم مائة وخمسون مليونا من العرب يتابعون ما يحدث بغضب وأسى، مما يهدد المنطقة بكارثة إن لم تتداركها حكمة الراغبين فى السلام الشامل العادل".
أما عن كواليس خطاب فوز نجيب محفوظ بجائزة نوبل، فأشار محمد سلماوى، إلى أن من أهم الكواليس التى حدثت، هو ما حدث فى السويد، وتحديدا قبل الحفل، فحينما وصل السويد أبلغ بأن رئيس لجنة نوبل للأدب يحتاجه لأمر هام يتعلق بخطاب نجيب محفوظ، وهنا يشير "سلماوى" إلى أنه توقع أن رئيس اللجنة سيطالبه بإحداث تغير فى الخطاب، وتحديدا فى الفقرة التى تتعلق بمطالبته بوطن لفلسطين.
ويقول سلماوى: وقتها أراد نجيب محفوظ أن يستغل المنبر العالمى الذى سيتحدث منه، ففكر فى القضية الفلسطينية وطالب بوطن للفلسطينين، ووقتها كان هذا موقفا متقدما عن المواقف السائدة، حيث كان التعبير السائد هو الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى، لكن الأستاذ نجيب اختار أن ينتهز فرصة هذا المنبر العالمي، وأنظار العالم كله متجهة إليه، فى يوم تسليم الجائزة، ويطالب بوطن للشعب الفلسطينى.
ويتابع سلماوى: لهذا توقعت أن لجنة نوبل ستطالب بحذف هذا المطلب بزعم أننا فى محفل أدبى لا سياسى، وبالتالى فكرت فى سيناريو الرفض، وكان المبرر هو أننى مكلف بإلقاء الخطاب لا بإجراء تعديل عليه، وإذا اقتضى الأمر فسوف انسحب ولن أقرأ الخطاب ولن احضر الحفل، واجتمعت مع الوفد الإعلامى الذى كان مكونا من 30 إعلاميا مصريا، واتفقوا معى على الانسحاب، وقررت عدم الذهاب للقاء بزعم أننى وصلت مساء.
وأضاف سلماوى: بمجرد وصولي للغرفة تلقيت اتصالا من رئيس اللجنة، فأخبرته بما عزمت عليه وبأننى غير مكلف بالتعديل، لكنه أخبرنى بأن التعديل المقصود، يتعلق بتوجيه الشكر، ففى الخطاب وجه نجيب محفوظ الشكر إلى اللجنة باعتبارها هى التى منحته الجائزة، فى حين أن الحقيقة هى أن الأكاديمية السويدية هى التى اختارته ومنحته الجائزة.
وتابع سلماوى: "وقتها قلت له غير اللى إنت عايزه"، وبالفعل وجهت الشكر باسم نجيب محفوظ إلى الأكاديمية واللجنة، وحينما عدت اعتذرت له وشرحت له الأمر فابتسم، والحقيقة أننى لم أكن أتصور يوما أننى سأعدل على خطاب كتبه نجيب محفوظ.