الذهب فى البورصة العالمية يعاود الصعود لمستويات 1900 دولار
أظهر الذهب تماسك في تداولاته اليوم الجمعة ليقترب من تسجيل أفضل أسبوع تداول له منذ سبعة أشهر، حيث تستمر التوترات في منطقة الشرق الأوسط من زيادة الإقبال على الذهب كملاذ آمن، بالإضافة إلى إعادة تقييم الأسواق لبيانات التضخم التي صدرت يوم أمس عن الولايات المتحدة الأمريكية، حيث سجل الذهب مستوى 1900 دولار بعد انخفاض حاد خلال مطلع أكتوبر الجارى. يأتى هذا الأداء الإيجابى فى سعر الذهب اليوم، بعد أن عكس كل من الدولار وعوائد السندات الأمريكية حركتها نحو الأسفل، خلال جلسة اليوم بعد أداء إيجابى كبير أمس. وسيطرت بيانات التضخم الأمريكية على أداء الأسواق خلال جلسة أمس الخميس، فقد ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين عن شهر سبتمبر بنسبة 0.4% بأعلى من التوقعات بنسبة 0.3% وكانت القراءة السابقة مرتفعة بنسبة 0.6%، بينما استقر التضخم على المستوى السنوي عند المستوى 3.7% دون تغير عن القراءة السابقة، ولكنه أفضل من التوقعات التي كانت تشير إلى تراجع إلى المستوى 3.6%. وعملت بيانات التضخم على دفع الدولار إلى الارتفاع بشكل قياسي مقابل سلة من 6 عملات رئيسية وفقاً لمؤشر الدولار، ليسجل ارتفاع أمس بنسبة 0.9% ويسجل أعلى مستوى منذ 4 جلسات، يأتي هذا بعد سلسلة من الهبوط المتتالي في مؤشر الدولار استمرت 6 جلسات متتالية. واليوم عاد مؤشر الدولار إلى التراجع بنسبة 0.2%، بعد أن أعادت الأسواق تقييم بيانات التضخم الأمريكية، والتى شهدت تراجع بالنسبة للمؤشر الأساسي الذى يستثنى أسعار السلع المتغيرة ليسجل على المستوى السنوي ارتفاع بنسبة 4.1% أقل من القراءة السابقة عند 4.3%. بيانات التضخم أمس لم تغير كثيراً من وجهة نظر الأسواق تجاه سياسة البنك الفيدرالي، فالتضخم لم يشهد ارتفاع كبير قد يدفع البنك إلى اتخاذ المزيد من قرارات رفع الفائدة، يأتي هذا بالتزامن مع محضر اجتماع الفيدرالي الذي صدر يوم الأربعاء وأظهر بداية لتركيز الفيدرالي مع تراجع معدلات النمو. اشار تحليل جولد بيليون إلي أن لذهب استطاع الارتفاع يوم أمس قبل صدور بيانات التضخم إلى أعلى مستوياته في أسبوعين عند المستوى 1885 دولار للأونصة، وذلك بدعم من تزايد الإقبال على الذهب كملاذ آمن في ظل استمرار العمليات العسكرية بين حركة حماس وإسرائيل. أيضاً أعضاء الفيدرالي قدموا دعم للذهب، حيث صرح رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي في مينيابوليس نيل كاشكاري إنه من الممكن أن الارتفاع الأخير في عوائد سندات الخزانة طويلة الأجل يعني أن البنك الفيدرالي الأمريكي لن يحتاج إلى رفع أسعار الفائدة مرة أخرى هذا العام، في حين لا يرى رئيس البنك الفيدرالي في أتلانتا رافائيل بوستيك حاجة لأي زيادات أخرى في أسعار الفائدة. ساهمت هذه التصريحات في دفع عوائد السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى التراجع هذا الأسبوع لأدنى مستوياتها في أسبوعين عند 4.532% وذلك على الرغم من ارتفاع العوائد يوم أمس بنسبة 3% متأثرة ببيانات التضخم قبل أن تعود إلى التراجع اليوم في طريقها إلى تسجيل انخفاض أسبوعي بنسبة 3.4%. واجه الذهب صعوبات حيث أجبرت ضغوط التضخم المرتفعة بنك الاحتياطي الفيدرالي على إبقاء أسعار الفائدة عند مستويات قياسية لفترة أطول وتسبب هذا في تراجع الطلب الاستثماري على الذهب إلا أنه أظهر مرونة في تحركاته منعته من الهبوط الحاد