الصحة العالمية: 127 مليون شخص بإقليم شرق المتوسط بحاجة لمساعدات إنسانية
عقدت منظمة الصحة العالمية الدورة السبعين لشرق المتوسط اليوم بالقاهرة، بحضور الدكتور تيدروس أدهانوم جبريسيوس مدير عام منظمة الصحة العالمية، والأعضاء الـ22 لشرق النتوسط، والدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس لشئون الصحة والوقاية، وعدد من المسئولين بوزارة الصحة والسكان. وقال الدكتور أحمد المنظرى المدير الإقليمى لشرق المتوسط، إنه في الوقت الذي يجتمع فيه وزراء الصحة من جميع البلدان والأراضي في إقليم شرق المتوسط في اجتماع اللجنة الإقليمية في دورتها السبعين في القاهرة، يواجه الإقليم طوفانًا غير مسبوق من حالات الطوارئ التي تلحق ضررًا بالغًا ومقلقًا بالصحة العامة. وأكد الدكتور أحمد المنظري، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط: "يعاني الإقليم من طوارئ مهولة تتابع عليه بلا رحمة مما يعرض حياة ملايين الضعفاء وصحتهم للخطر، ويضع قدراتنا على الاستجابة لها في اختبار صعب، ويهدد المكاسب الهشة التي تحققت لحماية الصحة العامة وإعادة النُظُم الصحية الضعيفة إلى حالتها الطبيعية". ويعاني الإقليم من أعباء عدد من الأزمات الإنسانية الأطول عمرًا والأكثر تعقيدًا على مستوى العالم، جعلت أكثر من 127 مليون إنسان من سكان الإقليم في حاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة. ففي آخر 15 شهرًا فقط، شهد إقليم شرق المتوسط فيضانات غير مسبوقة في باكستان وليبيا، وزلازل مدمرة في الجمهورية العربية السورية والمغرب وأفغانستان، وتصاعدًا خطيرًا في وتيرة القتال في السودان والأرض الفلسطينية المحتلة وشمال سوريا. كما سجل الإقليم أيضًا 64 فاشية للأمراض في عام 2023، في حين لم يتجاوز هذا العدد 31 فاشية في عام 2021. وفي بلدان تواجه النزاعات وانعدام الأمن، يعيق تعطُّل النُظُم الصحية وصعوبة الوصول إلى المحتاجين جهود الاستجابة الصحية الإنسانية ويعرِّض حياة الآلاف للخطر. ويدخل في ذلك الهجمات على مرافق الرعاية الصحية، وتعذُّر الوصول إلى المرافق الصحية أو تعطلها عن العمل، وتعطُّل نُظُم الإحالة، ونقص الأدوية والمستلزمات الطبية، وتوقف جهود الوقاية من الأمراض ومكافحتها. وشدد الدكتور المنظري على أن "هذه الأزمات تستدعي أن تبادر جميع الأطراف المعنية وبمنتهي الحسم إلى التقيد فورًا بجميع التزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي دون تردد أو مواءمات. ونحن جميعًا مسؤولون عن إعطاء الأولوية للصحة بوصفها حقًا أساسيًا من حقوق الإنسان، والتعاون - في إطار رؤيتنا الإقليمية "الصحة للجميع وبالجميع" - للتخفيف من معاناة الفئات الأكثر ضعفًا والحفاظ على كرامتهم". وتدعو المنظمة إلى وضع حد فوري للأعمال العدائية في جميع أنحاء الإقليم، لأن المدنيين المحاصرين في وسط هذه الأعمال هم الذين يتحملون وطأة العنف ويعجزون عن الحصول على الرعاية التي يحتاجون إليها لإنقاذ حياتهم. وفي مواجهة هذه الأزمات المتصاعدة، لا غنى عن وضع المبادئ الإنسانية قبل كل شيء، وضمان عدم وجود أي عوائق تحول دون تلبية الاحتياجات الصحية العاجلة لأن هذا أمر عاجل. وقال ان الصحة لا تتحقق فى القطاع الصحى فقط ولكن بظروف البلدان وعدم وجود ارادة سياسية تحول دون احراز تقدم فى مجال الصحة وحرصت مصر على التنمية والصحة من خلال تعزيز صحة المواطنين . وأضاف أنه في الأرض الفلسطينية المحتلة، يرزح النظام الصحي في غزة تحت وطأة حصار دام 16 سنة وأدى إلى نقص شديد في الموارد. ولهذا، فإن تصاعد الأعمال العدائية مع إسرائيل الذي بدأ في 7 كتوبر 2023 يزيد الطين بلة. ويعيق انقطاع التيار الكهربائي ونقص الأدوية والمستلزمات الصحية في مستشفيات غزة تقديم الرعاية الطبية لإنقاذ الأرواح، وقد سجلت المنظمة وقوع أكثر من 11 هجومًا على مرافق الرعاية الصحية في أول 36 ساعة من تصاعد العنف، مما أسفر عن مقتل ستة عاملين صحيين، وإصابة أربعة، وتضرر تسع سيارات إسعاف وستة مرافق صحية. وهناك حاجة ملحة إلى إنشاء ممر إنساني يسمح، بدون عوائق، بإحالة المرضى وإنقاذ حياتهم، وتنقل العاملين في المجال الإنساني، ونقل المستلزمات الصحية الأساسية. في أفغانستان، ضرب زلزال مهول بقوة 6.3 درجات المنطقة الغربية في 7 أكتوبر 2023 وتسبب في دمار واسع النطاق في بلد ما يزال يعيش واحدة من كبرى الأزمات الإنسانية في العالم. وحتى 8 تشرين الأول/أكتوبر، ومع استمرار جهود البحث والإنقاذ، نُقل أكثر من 550 شخصًا في حالة خطيرة وحرجة إلى سبعة مستشفيات في مدينة هرات، إضافة إلى 260 جثمان لمتوفين. ويُقدر عدد المشردين بما يقرب من 2100 إنسان وقد لجأوا إلى ملاجئ مؤقتة تكتظ بسكانها ولا يتوفر فيها إلا القليل من المياه النقية. وكل هذا، يبعث على القلق من احتمال زيادة انتشار الأمراض المعدية في أعقاب الزلزال. وفي شمال سوريا، بما في ذلك المناطق التي لا تزال تجاهد للتعافي من الزلزال المدمر الذي وقع في فبراير 2023، فوجئ السكان الذين لا حول لهم ولا قوة بتصاعد الأعمال العدائية في عدة مواقع في 5 أكتوبر 2023 في واحدة من كبرى الهجمات التي وقعت منذ عام 2019. وذكرت التقارير أن أعمال العنف أدت إلى مقتل وإصابة وتشريد المدنيين فيما لا يقل عن 50 قرية وبلدة ومدينة مأهولة بالسكان. وقد أثَّرت الأعمال العدائية على المرافق والبنى الأساسية الحيوية، بما في ذلك العديد من المرافق الصحية. وفي ليبيا، تسببت العاصفة دانيال في أضرار صادمة، وقد جاءت لتذكّر بوضوح بمدى تعقد وتشابك الأزمات الإنسانية. ففي تلك العاصفة، أدت الظواهر الجوية القصوى إلى تفاقم الاحتياجات الإنسانية في بلد يعاني من أزمات. وحتى 8 أكتوبر 2023، تأكدت وفاة 4333 إنسان بينما ما يزال هناك 8500 إنسان في عداد المفقودين. ويزيد تلوث مصادر المياه من خطر الإصابة بالأمراض المنقولة بالمياه والنواقل مثل الكوليرا والملاريا والحمى الصفراء. وإضافة إلى ذلك، فإن عشرات الآلاف فقدوا أحباءهم ومنازلهم وسبل عيشهم وهم بحاجة ملحة إلى الدعم الصحي النفسي . بعد ستة أشهر من بدء الصراع في السودان، فإن النظام الصحي، الذي كان يعاني من قبل من الضعف ويجاهد في مواجهة الصراع وفاشيات الأمراض والجوع، يرزح تحت الأعباء الكبيرة التي تلقيها الحرب عليه. ونتيجة ذلك، فإن 70٪ من المستشفيات في الولايات المتضررة بالنزاع معطلة، أما المستشفيات والعيادات العاملة في الولايات غير المتضررة فإنها تعاني تحت وطأة الأعداد الكبيرة من النازحين داخليًا. وتتوالى التقارير عن نقص في الأدوية والمستلزمات الطبية، ومنها علاجات الأمراض المزمنة. ومنذ 15 أبريل 2023، زاد عدد المشردين هناك بمقدار أكثر من 5.5 مليون إنسان. ومما زاد الوضع تفاقمًا، الإعلان في 26 سبتمبر 2023 عن اندلاع فاشية كوليرا في ولاية القضارف. جانب من المشاركين دكتور عوض تاج الدين الدورة السابعين جانب من اللقاء