«خلف» شيخ المجاهدين.. قاوم الاحتلال وكرّمه السادات
لعب الشيخ حسن على خلف، شيخ المجاهدين فى سيناء، دوراً بطولياً فى حرب أكتوبر المجيدة، وترك بصمة قوية فى تاريخ المقاومة والكفاح ضد جيش الاحتلال الإسرائيلى، وحصل على نوط الامتياز من الدرجة الأولى من الرئيس الراحل أنور السادات.
وُلد شيخ المجاهدين فى محافظة شمال سيناء، لعشيرة «الخلفات»، وهى إحدى العشائر التابعة لقبيلة «السواركة» فى جنوب الشيخ زويد، وشارك المناضل والبطل السيناوى فى تشكيل منظمة سيناء العربية للدفاع عن سيناء، ونجح فى ضم عدد كبير من الشباب إلى صفوف المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلى، سواءً خلال حرب الاستنزاف، أو فى أثناء الإعداد لحرب أكتوبر عام 1973، وعقب اندلاع الشرارة الأولى للحرب وقع فى قبضة جيش الاحتلال خلال تنفيذه إحدى العمليات وتم الحكم عليه بالسجن بمجموع أحكام 149 سنة.
شكّل منظمة سيناء العربية.. وأوصى الشباب قبل وفاته: «بلدنا غالية علينا حافظوا عليها»
خرج شيخ المجاهدين الراحل بعد عامين من الأسر، فى عملية تبادل أسرى مع الجاسوس الإسرائيلى باروخ كوهين، عقب تحقيق نصر أكتوبر المجيد، وحصل على نوط الامتياز من الرئيس الراحل محمد أنور السادات عام 1974 تقديراً لتاريخه البطولى فى الجهاد والمقاومة. وخلال حضوره الندوة التثقيفية الـ36 التى نظمتها إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسى، توجه «خلف» بالشكر لرجال القوات المسلحة، وأوضح أنه بعد حرب 1967 أُعيد بناء القوات المسلحة، وكان أهل سيناء لبنات أساسية فى البناء، وانخرطوا مع القوات المسلحة للدفاع عن الأرض، وأكد أن القائد العام للقوات المسلحة آنذاك قال ليس لدينا أقمار اصطناعية، ولكن كانت لدينا العيون الصادقة لأبنائنا فى سيناء. وأوضح شيخ المجاهدين، خلال كلمته بالندوة التثقيفية الـ36، أن أهالى وأبناء سيناء جعلوا من المواقع الإسرائيلية كتاباً مفتوحاً أمام القوات المسلحة المصرية، وقال الراحل وقتها: «هذه الشهادة تعد وساماً على صدورنا، ونقول لقادتنا شكراً لكم لقد أنصفتمونا أنصفكم الله».
وهب شيخ المجاهدين حسن خلف نفسه فى سبيل حماية الوطن ولأجله قضى سنوات من عمره فى سجون إسرائيل بسبب نشاطه ضد الاحتلال الإسرائيلى بسيناء، ولعب دوراً مهماً، كما كل رجال سيناء، تحت إشراف وتوجيهات القيادة فى تلك الفترة، وكذلك أثناء حرب الاستنزاف، إلى أن حققت القوات المسلحة نصر أكتوبر 1973 المجيد، حيث نفذ عدة عمليات فدائية ضد العدو، إلى أن تم الإفراج عنه ضمن صفقة تبادل الأسرى.
لبى الشيخ حسن خلف نداء ربه، فى 23 يونيو عام 2022، عن عمر ناهز 74 عاماً، بعد رحلة طويلة فى خدمة وطنه، إذ كان مدرسة سياسية ووطنية واعية وحكيماً وفطناً فى كيفية التعامل مع بواطن الأمور، وكان الأب الروحى لكل قبائل وشيوخ وعواقل سيناء، ودائماً صاحب مشورة وذا نظرة مستقبلية للأحداث، وكان دائماً يغلب مصلحة بلده على مصالح القبيلة. وكان خلال لقاءاته مع شباب القبائل يقدم لهم النصيحة قائلاً: إن سيناء غالية علينا حافظوا عليها من كل متطرف وإرهابى وكل من يريد أى سوء بمصر.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1694518953288-0'); });