خبير: السوق السوداء عدو الاقتصاد والشهادات الدولارية الضربة الأقوى
تعرف السوق السوداء، بأنها السوق يتم فيها تجنب كل القوانين الضريبية والتشريعات التجارية، ويكون حجمها أصغر في الدول ذات الحرية الاقتصادية الكبرية، كما أن الهدف الأول للمشاركين في هذه السوق هو التهرب من دفع الضرائب على المبيعات أو المشتريات أي الاستهلاك.
وغالبا ما تكون هذه البضائع مهرَّبة، أي أنها دخلت السوق دون تسجليها لدى المؤسسات الرسمية، وهو ما يضرب الاقتصاد المصري ويجعله يعاني وبالتالي يعاني معه المواطنين، ولاكن عزمت الدولة على طرح الكثير من آليات التعافي من ضرر السوق السوداء مثل طرحها قريبا للشهادات الدولارية في عدد من البنوك، كما تسعي جاهزة لتوضيح ما تاثير السوق السوداء على الاقتصاد المصري بشكل عام حتى تتمكن من نقل الرؤية الكاملة للمواطنين لكي يتجنبَوا التعامل مع تلك الظاهرة.
السوق السوداء
ما هي السوق السوداء؟
وفي هذا الصدد، قال الدكتور السيد خضر، الخبير الاقتصادي، أن السوق السوداء هي النظام غير الرسمي لتداول العملات والسلع خارج القنوات القانونية المعترف بها، وتتميز بعدم وجود رقابة رسمية، وعادة ما يتم التعامل فيه بالنقد وبدون تسجيل أو إبلاغ للسلطات.
تأثير السوق السوداء على الاقتصاد وأسعار السلع
وأشار الخبير الاقتصادي في تصريحات خاصة لـ 'أهل مصر'، انه قد يكون للسوق السوداء تأثير كبير على الاقتصاد وأسعار السلع بما في ذلك أسعار الدولار، وذلك للعديد من الأسباب منها زيادة الطلب على العملة الأجنبية حيث في الأسواق التي يكون فيها الدولار أو أي عملة أجنبية مرغوبة، يمكن أن يؤدي الطلب العالي إلى زيادة قيمة العملة في السوق السوداء وبالتالي زيادة سعرها مقارنة بسعر الصرف الرسمي ، ونقص المعروض الرسمي قد يتسبب النظام الرسمي للتحويلات النقدية والقيود المفروضة على شراء العملات الأجنبية في نقص المعروض الرسمي ، وبالتالى قد يدفع الناس إلى البحث عن العملات في السوق السوداء.
الدكتور السيد خضر، الخبير الاقتصاديوتابع، ' كما أنه يوجد به الكثير من عمليات التلاعب والاحتكار ويستغل بعض الأفراد والجماعات السوق السوداء للتلاعب بأسعار العملات والسلع وتحقيق أرباح غير المشروعة من خلال عملية التسعير العشوائى للسلع مع ربطها بسعر صرف غير الحقيقى يمكن لهؤلاء الأفراد أن يشتروا العملات بأسعار منخفضة من السوق الرسمية ثم يبيعوها بأسعار مرتفعة في السوق السوداء وبالتالي يكون للسوق السوداء تأثير سلبى على استمرار ارتفاع أسعار السلع وإضافة أعباء إضافية على المواطنين وعدم تحقيق التوازن الداخلى' .
الشهادات الدولارية
وأوضح خضر، أن بالنسبة للشهادات الدولارية، فهي وسيلة مستخدمة لمحاولة تقليص تداول العملات الأجنبية في السوق السوداء وتعمل هذه الشهادات على تعزيز الثقة بالعملة المحلية وتحفيز المواطنين على الاحتفاظ بالودائع بالعملة المحلية بدلاً من استخدامها لشراء الدولار ،ومع ذلك، يمكن لهذه الإجراءات أن تكون فعالة إلى حد ما في تقليص تداول العملات الأجنبية، ولكنها قد لا تحل المشكلة بشكل كامل ،لتقليل تأثير السوق السوداء على الاقتصاد وأسعار السلع، يمكن اتخاذ بعض الآليات منها تحسين السياسات النقدية والاقتصادية ويجب تنفيذ سياسات نقدية واقتصادية فعالة تهدف إلى تعزيز الثقة في العملة المحلية وتحسين الظروف الاقتصادية بشكل عام، مثل تقليل التضخم وتعزيز النمو الاقتصادي، وزيادة الشفافية والرقابة من خلال تعزيز الرقابة على التجارة وتدابير مكافحة غسل الأموال وتهريب العملة، بالإضافة إلى تعزيز الشفافية في عمليات الصرافة والتحويلات المالية، توفير المعروض الرسمي للعملة الأجنبية وتحقيق ذلك من خلال تحسين سياسات تحويل العملات وتيسير إجراءات الاستيراد والتصدير وجذب الاستثمارات الأجنبية، تعزيز التوعية والتثقيف المالي ويجب التوعية بأهمية الاعتماد على القنوات الرسمية للتداول المالي وتبني الثقافة المالية السليمة ، والسعى الدائم إلى تطوير الأسواق المالية وتعزيز الأسواق المالية الرسمية وتوفير آليات تداول فعالة وسهلة للعملات الأجنبية والسلع.
الشهادات الدولارية
وأكد السيد في تصريحاته الخاصة، أنه لابد من أن تتعاون الحكومة والجهات الرقابية والمؤسسات المالية لتنفيذ هذه الآليات واتخاذ إجراءات فعالة للحد من تأثير السوق السوداء على الاقتصاد وأسعار السلع الاستراتيجية وفرض رقابة صارمة فى أسرع وقت على الأسواق.