3 أسابيع أشغال ثقافية..
طوابير لدخول المكتبة العائمة.. وبورسعيد تتحول إلى ”قبلة” للقراء
تعيش بورسعيد حالة من الوهج الثقافى منذ وصول السفينة Logos Hope أكبر مكتبة عائمة فى العالم، رحلات من كل محافظات مصر تتوافد يوميا على المحافظة، وزوار يقفون فى طوابير طويلة أمام المكتبة العائمة ينتظر كل منهم دوره ليستكشف محتويات السفينة.
تحت سمع وبصر العالم ومن خلال الموقع الرسمى للسفينة، يتم بث رسائل حية على مدار الساعة، وجاء الافتتاح الرسمى لفعاليات السفينة بمصر مساء الجمعة بحضور اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد حيث ووجه فيها المحافظ رسالة للعالم مفادها ان مصر بلد السلام والأمن والاستقرار، وان القيادة السياسية لمصر حريصة على بناء الإنسان المصرى جنبا إلى جنب مع بناء الدولة وتأسيس مصر المتقدمة فى الجمهورية الجديدة.
وأكد المحافظ أنه تم وضع برنامج لفعاليات واحتفالات فنية يومية فى ساحة مصر المجاورة للسفينة على مدار 3 أسابيع مدة وجود السفينة بميناء بورسعيد، كما تم مخاطبة جميع الوزارات المعنية لتنظيم رحلات لبورسعيد لزيارة السفينة.
وفضلا عن الرحلات التى تتوافد يوميا إلى المحافظة من مختلف المحافظات وتمتلئ بها منطقة الانتظار أمام مدخل الميناء المؤدى للسفينة، وتمتد فترات الانتظار لساعات لتحقيق رغبة زيارة السفينة.
والزائر للسفينة عليه الحصول على تذكرة الدخول بمبلغ خمسة جنيهات للأعمار من ١٣ حتى٦٠ عامًا، وما دون ذلك وأصحاب الهمم يدخلون مجانًا، كما وفرت هيئة الميناء سيارات لنقل كبار السن على رصيف الميناء للوصول للسفينة.
ويجد الزائر فى استقباله على مدخل السفينة شبابًا من جنسيات مختلفة من بين المتطوعين للعمل بها وعددهم ٤٠٠ شاب وفتاة، وبعد الاستقبال تتسلمه مجموعة أخرى من المتطوعين وتقدم عرض سريع عن السفينة وأقسامها وأنشطتها المختلفة.
وعن المكتبة الضخمة التى تحتل نصف مساحة دور كامل من السفينة وأقسام الكتب المعروضة بها ومن بينها كتب باللغة العربية وبجوار المكتبة كافتيريا لتقديم الوجبات الخفيفة والمشروبات.
«الأخبار» قامت بجولة داخل السفينة، وكان اللقاء الأول مع ادوارد ديفيد مدير الطاقم الإدارى للسفينة من ماليزيا وتولى مهام منصبه منذ خمسة أشهر، وقال إنه سعيد جدا بزيارة بورسعيد وانه متابع لأنشطة السفينة منذ ٣٥ عامًا من خلال الجمعية الألمانية التى تدير السفينة لوجوس هوب وانها واحدة من خمس سفن تابعة للجمعية خرجت ثلاثة منها من الخدمة وبقيت هذه السفينة وأخرى مثيلة لها.
أضاف أن سفن المكتبات تجوب العالم منذ ١٩٧٤ وزارت ١٠٦ موانئ عالمية، واستضافت حتى الآن أكثر من ٤٩ مليون زائر ومن خلال متابعته لرحلات لوجوس ومعايشته على الطبيعة لرحلاتها فان الاستقبال الذى حظيت به السفينة وطاقمها ببورسعيد لم يحدث فى أى ميناء آخر وبث حالة سعادة كبيرة بين طاقم السفينة.
واكد روح المحبة وكرم الاستقبال والضيافة التى يتمتع بها المصريون، كما اثنى على مدى الاهتمام من المسؤولين وعلى رأسهم المحافظ بوضع برنامج مثالى لزيارة السفينة للميناء وأيضا إجراءات التأمين والتنظيم.
أضاف ادوارد ديفيد ان المتطوعين بالسفينة يتم اختيارهم بعد اختبارات شخصية ومدة عملهم على السفينة عامين، ولا يتقاضون أجرا عن عملهم مقابل إقامتهم وإعاشتهم على السفينة بالمجان، ويسمح لهم باصطحاب أسرهم ويوجد بالسفينة مدرسة للأطفال وسوق تجارى وجيم رياضى ومسرح لخدمة الطاقم.
وتقدم السفينة إلى جانب خدمة المكتبة أنشطة اجتماعية لخدمة المدن التابعة للموانئ الفقيرة مثل المساعدة فى تطوير المناطق العشوائية ومساعدة المرضى بالمستشفيات وعقد دورات تدريب للسيدات على الخياطة ودعم المناطق التى تتعرض للأعاصير أو أمراض وغيرها.
كما استضافت السفينة مباحثات سلام بين قبيلتين فى غينيا وعقدت ندوات للتنمية المجتمعية، وتم عقد بروتوكول تعاون بين المكتبة العائمة ومؤسسة مشكاة نور ببورسعيد للخدمات الاجتماعية، واختتم تصريحاته بأن كل أفراد الطاقم فى شوق لاستغلال تواجد السفينة فى مصر لزيارة الأهرامات ومعالم القاهرة والإسكندرية وايضًا بورسعيد.
والتقت «الأخبار» ماركو النوبى المصرى الوحيد بين المتطوعين بالسفينة، وهو مرشد سياحى من الأقصر ومتابع لأنشطة السفينة منذ عدة سنوات وطلب الالتحاق بها خلال فترة وجودها ببورسعيد واكد أنه انبهر بشغف المسؤولين وأبناء المحافظ بزيارة السفينة.
والإقبال غير المتوقع من الزائرين بأعداد تفوق الطاقة الاستيعابية للسفينة وأكد أن العمل بالسفينة يعود على المتطوع بتكوين صداقات عديدة من الدول التى تزورها السفينة واكتساب خبرات رائعة بالاختلاط بثقافات وحضارات شعوب متفاوتة فى الفكر والتقدم.
كما التقت الأخبار بعدد من زوار السفينة من بينهم أمير أسامه طالب صيدلة بالجامعة الكندية، الذى حضر بصحبة شقيقه الأصغر آدم وجاء يبحث له عن قصص الأطفال، يقول أسامة إنه وجد منها الكثير من قصص الأطفال باللغة العربية إضافة إلى كتب علمية وقصصية له.
وأكد أنه زار السفينة عند حضورها لبورسعيد قبل ١١ عامًا، ولكنه لا يتذكر تفاصيل تلك الزيارة لأنه كان صغير السن وأعرب عن ارتياحه لزيارة المكتبة للاطلاع على أحدث الإصدارات من الإنتاج العالمى والمحلى من الكتب وسيعود مرة أخرى لزيارة السفينة قبل مغادرتها بورسعيد.
دينا محمد مبرمجة بجامعة بورسعيد جاءت مع أسرتها لشراء كتب فى مجال تخصصها وحضر معها زوجها عبدالرحمن محمد بإدارة مشاريع التطوير بالجامعة، حيث أعربا عن ارتياحهما لنوعية وأعداد الكتب الموجودة وحصلا على كتب لأطفالهما وأدوات كتابية وكتب فى مجال تخصصهما العملى وطالبا بالعمل على استضافة السفينة على فترات زمنية متقاربة.
وبعيدًا عن يوميات وفعاليات الأحداث بالسفينة طلب المحافظ من إدارة السفينة مد فترة الزيارة اليومية للمواطنين لتبدأ من التاسعة صباحًا بدلًا من العاشرة وحتى العاشرة مساء لاستيعاب الأعداد الكبيرة من الزوار والقضاء على التكدس فى ساحة الانتظار ووعدت الإدارة بتنفيذ الطلب الذى لم تواجهه فى أى ميناء.
اقرأ ايضًا | نائب محافظ بورسعيد يتفقد سفينة الكتب " لوجوس هوب " بميناء بورسعيد.