في عيد ميلاده الـ111.. إسماعيل يس تاريخ حافل في إمتاع المصريين والعرب
تحتفي الأوساط الفنية، اليوم الجمعة، بالذكرى الـ111 على ميلاد فنان الكوميديا المشهور إسماعيل يس، ابن محافظة السويس، الذي امتلك صفات المطرب، والمونولوجست، والممثل، التي جعلت منه نجما من نجوم الاستعراض، وظل أحد رواد هذا الفن على امتداد سنوات طويلة.
أبو السعود الإبياري وإسماعيل يس ثنائي فني شهير
ولد إسماعيل يس في الخامس عشر من سبتمبر عام 1912، بمحافظة السويس، وهو الابن الوحيد لصائغ ميسور الحال في شارع عباس بمدينة السويس، وتوفيت والدته وهو لا يزال طفلا يافعا، وفي سن السابعة عشرة اتجه إلى القاهرة بحثا عن مشواره الفني، حتى اكتشفه صديق عمره ورفيق رحلة الكفاح الفني المؤلف الكوميدي أبو السعود الإبياري، والذي كوّن معه ثنائيا فنيا شهيرا، وكان شريكا له في ملهى بديعة مصابني، ثم في السينما، والمسرح، كما رشحه "الإبياري" لبديعة مصابني لتقوم بتعيينه بفرقتها، وبالفعل انضم إلى فرقتها ليلقي المونولوجات في ملهى بديعة مصابني.
فرقته المسرحية
إن فرقة إسماعيل ياسين تأسست في العام ١٩٥٤، بمشاركة المؤلف أبو السعود الإبيارى، والذى قام بتأليف جميع أعمال الفرقة، وتولى إخراجها نخبة من المخرجين وهم: "السيد بدير، ونور الدمرداش، ومحمد توفيق، وإستيفان روستى، وعبدالمنعم مدبولى"، وحرصت الفرقة على تقديم عروضها بالقاهرة على خشبة مسرح ميامى بوسط البلد، والإسكندرية بفصل الصيف في مسرح إسماعيل يس، حسبما ذكر المؤرخ الدكتور عمرو دوارة في موسوعته الفنية.
وقدمت الفرقة خلال مسيرتها الفنية مجموعة متنوعة من الأعمال المسرحية منها: "الست عايزة كده"، و"عريس تحت التمرين"، و"من كل بيت حكاية"، و"أنا عايزة مليونير"، و"عفريت خطيبى"، و"حرامى لأول مرة"، و"ليلة الدخلة"، و"منافق للإيجار"، و"المجانين فى نعيم"، و"علشان خاطر الستات" وغيرها، فقد أسهم في صياغة تاريخ المسرح الكوميدي المصري.
تعامل "يس" مع نخبة من النجوم كان من بينهم: حسن فايق، وزينات صدقى، ومحمود المليجى، وتحية كاريوكا، وإستيفان روستى، وفردوس محمد، وعبدالوارث عسر، وعقيلة راتب، وزوزو ماضى، وسميحة توفيق، وزهرة العلا، وعدلى كاسب، وكاريمان، وعايدة كامل، وعفاف شاكر، وثريا فخرى، وعبدالحليم القلعاوى، وفهمى أمان، ودرية أحمد، وجمالات زايد، وعبدالغنى قمر، وسناء جميل، وخيرية أحمد، وحسن مصطفى، وبدر الدين جمجوم، وسهير البارونى، ووداد حمدي، وغيرهم.
أبو ضحكة جنان
وفي الثاني والعشرين من أغسطس عام 2009، تحولت قصة حياة الفنان إسماعيل يس إلى عمل درامي بعنوان "أبو ضحكة جنان"، حقق نجاحا كبيرا، حيث تناول المسلسل قصة حياته، الذي بدأ فيها مطربا في بلدته السويس، ورحلته الطويلة التي قطعها منذ ذلك الوقت حتى أصبح النجم الكوميدي رقم 1 في حقبة الخمسينات.
وقد شارك في بطولة العمل الفنانين: أشرف عبدالباقي في دور "إسماعيل يس"، ولطفي لبيب في دور "الحاج يس علي نخلة" والد إسماعيل يس، وحنان سليمان في دور والدة إسماعيل يس، وصلاح عبدالله في دور "أبو السعود الأبياري"، ورانيا فريد شوفي في دور "فوزية" زوجته، وسمير غانم في دور "نجيب الريحاني"، وعبدالعزيز مخيون في دور موسيقار الأجيال "محمد عبدالوهاب"، وهادي الجيار في دور فطين عبدالوهاب"، وأحمد بدير في دور "محمود المليجي"، وفتحي رياض القصبجي في دور "رياض القصبجي"، وآخرون، سيناريو وحوار أحمد الأبياري، وسيناريو يس إسماعيل يس، وإخراج محمد عبدالعزيز، وقد لاقي العمل استحسان الجميع.
تعاون "يس" مع الفنان رياض القصبجي، في العديد من الأفلام السينمائية، وكوّنا ثنائيا ناجحا، وم بين هذه الأعمال على سبيل المثال وليس الحصر: "الآنسة حنفي، وإسماعيل يس في الطيران، وابن حميدو، وإسماعيل يس في البوليس الحربى، وبحبوح أفندى، وإسماعيل يس فى مستشفى المجانين، وإسماعيل يس في البوليس السرى، والعتبة الخضراء"، ولوكاندة المفاجآت، وإسماعيل يسن في الأسطول، وإسماعيل ياسين في جنينة الحيوانات، والمليونير" وغيرها من الأفلام التي حققت شهرة واسعة في الوسط الفني، وحققت أعلى الإيرادات في تاريخ السينما العربية.
عانى الفنان إسماعيل يس طوال مسيرته الفنية، حتى أصبح من أشهر فناني الكوميديا في الوسط الفني، وقد استطاع أن يرسم البسمة على شفاه الجماهير بفضل ملكاته ومواهبه المنفردة، وفي الرابع والعشرين من مايو عام 1972 رحل الفنان إسماعيل يس، تاركا إرثا فنيا كبيرا يظل حاضرا في أذهان الجميع.