بناء الحضارات يبدأ من نظافتها.. هل سمعت عن طقوس ميسوجى فى اليابان؟
أدركت الحضارات القديمة، أهمية ممارسة عمليات التطهير والنظافة، وكانت هذه الممارسات قديمة ومتجذرة بعمق فى العديد من المعتقدات الدينية وكذلك فى التقاليد الثقافية والأيديولوجيات الروحية، وسنلقى الضوء على اليابان..
في اليابان، تُعرف إحدى طقوس التطهير الأكثر شيوعًا بطقوس ميسوجى، والتي يمكن ترجمتها على أنها "طقوس التطهير"، يعود تاريخ هذا التقليد إلى قرون مضت وهو متجذر بعمق في ديانة الشنتو، وهي ممارسة روحانية تهدف إلى تطهير العقل والجسد والروح من الشوائب والمؤثرات السلبية لتحقيق الشعور بالتجديد والوضوح الروحي.
طقوس اليابان
ترتبط ديانة الشنتو بالطبيعة لذلك يتم أداء الميسوجي عادةً في البيئات الطبيعية، مثل الأنهار أو الشلالات أو البحر، حيث يعتبر الماء عنصرًا مقدسًا ومطهرًا في معتقدات الشنتو، ويعتقد أنه من خلال الغمر في المياه الجارية يتم غسل الشوائب الجسدية والروحية، وهذا يسمح للمؤمنين بإقامة علاقة أعمق مع الكامي، وهي أرواح آلهة ثانوية تسكن الطبيعة.
يدخل المشاركون إلى الماء المتجمد (غالبًا تحت شلال) ويستخدمون الصدمة لمساعدتهم على البدء في التركيز على تنفسهم، ثم يبدأون في التأمل، حيث تساعدهم المياه الجليدية على تحقيق حالة عالية من الوعي.
مثل العديد من الطقوس في هذه القائمة، لا يقتصر الميسوجي على مناسبة أو وقت محدد؛ يمكن أداؤها بشكل فردي أو كجزء من مجموعة خلال المهرجانات أو الاحتفالات أو الممارسات الروحية الشخصية.
كما أنه لا يزال جزءًا شائعًا من الحياة اليابانية الحديثة وقد أثر على جوانب أخرى من الثقافة اليابانية والممارسات الروحية، بما في ذلك فنون الدفاع عن النفس وأشكال مختلفة من التأمل واليقظة.