زعيم المعارضة التركية مهاجمًا أردوغان: أفسدت كل شيء
هاجم زعيم المعارضة التركية، كمال قليجدار أوغلو، الرئيس رجب طيب أردوغان، بعد تصريحات الأخير ضد المعارضة.
وفي وقت سابق أمس الأربعاء، طالب أردوغان، قوى المعارضة، بـ"إطعام الجوعى والفقراء، بدلًا من مطالبة الحكومة بأداء وظيفتها في كفالتهم وتوفير حياة كريمة لهم".
ورد قليجدار أوغلو، زعيم الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة التركية، في تغريدة على موقع "تويتر": "بلديات الشعب الجمهوري وقفت إلى جانب الفقراء في فترة وباء كورونا، وقدمنا دعماً بما يقرب من مليارين و250 مليون ليرة".
وأضاف قائلا: "أنت أفسدت الأمر وكل شيء، ولكننا ركضنا.. قلبك فقير لدرجة أن الشيء الوحيد الذي تمتلكه القصور والأموال والغطرسة".
وموجهًا دعوة لكل من ينتمي لحزب العدالة والتنمية، قال زعيم المعارضة: "دعوتي للآباء والأمهات والأشخاص الشرفاء من حزب العدالة والتنمية، لقد حان الوقت لتوديع هذا النظام،. هذه مسؤوليتكم تجاه الوطن".
وكان أردوغان استهدف قليجدار أوغلو، في تصريحاته الأربعاء، وقال: "يقول رئيس الحزب المزعوم إن الشعب جائع، إذن فلتتفضل لإشباع بطونهم!".
واتهم أردوغان المعارضة في بلاده بالجحود، قائلًا: "الجحود ليست له علاقة بالمال، وهم مستمرون في جحودهم.. الشعب يشكرنا على ما نقدمه لهم، أما الجاحدون فيستمرون في الشكوى".
السياسي المرتشي
في سياق آخر، علق قليجدار أوغلو، على فضيحة السياسي الذي اتهمه وزير الداخلية، سليمان صويلو، بأنه يحصل على راتب شهري قيمته 10 آلاف دولار من المافيا.
وجاءت تصريحات صويلو حينما تعالت أصوات داخل العدالة والتنمية تطالب بإقالته بعد فضح زعيم المافيا جرائم ارتكبها الوزير.
وفي هذا الصدد قال قليجدار أوغلو: "نهض وزير الداخلية وأدلى ببيان. وقال إن سياسيًا يتقاضى 10 آلاف دولار شهرياً رشوة".
وتابع: "أين صوت أردوغان؟ يعلم الجميع أن هذا السياسي هو عضو في حزب العدالة والتنمية"، مضيفا يوجه صويلو رسالة لأردوغان يقول له فيها: "لو حدث لي شيء حتى ولو قليل فسيحدث لكم الضرر الأكبر".
وتابع: "المدعي العام لم يتحرك. لم يتصل أردوغان بصويلو ليسأله عن صحة هذه الادعاءات ولم يتحدث حول تلك القضية.. أردوغان يجعل ممن يتلقوا الرشوة سفراء".
قناة إسطنبول
في نقطة أخرى، تطرق زعيم المعارضة التركية إلى مشروع قناة إسطنبول، وقال: "إذا قدمت أي دولة قرضًا لقناة إسطنبول، فعندما نصل إلى السلطة، سنوقف هذا المشروع، ونبعد هذا المشروع عن البلد. لن ندفع لهذه الشركات أموالها أبدًا".
ويصر الرئيس أردوغان، على تنفيذ مشروع قناة إسطنبول، معتبرا أنه "حلم"، رغم تأكيد الخبراء الجيولوجيين على أنه سيتسبب في حدوث كوارث بيئية حال تنفيذه.
ومنذ 2011 انطلقت أعمال التخطيط للمشروع، إلا أنها تجمدت طوال سنوات، لكن الحكومة التركية أعادت هذه المخططات للحياة مؤخرا.
انتخابات مبكرة
على الصعيد نفسه، دعا قليجدار أوغلو إلى عقد انتخابات مبكرة، قائلًا: "تركيا لا تحكم، تركيا في مهب الريح، سوف نتجه نحو الانتخابات.. تحكيم المواطن هو شيء مهم للغاية".
وزاد زعيم المعارضة قائلا: "ستكون الانتخابات خلال هذا الخريف، تزداد التكلفة على الشعب كل يوم"، مضيفا: "ستُطهر السياسة من التلوث وسنواصل طريقنا بسياسة نظيفة".
وتأتي هذه التصريحات في وقت يشهد فيه العدالة والتنمية أوضاعًا صعبة على خلفية تراجع شعبيته بشكل ملحوظ وفق العديد من استطلاعات الرأي التي تجرى منذ عدة أشهر، في مقابل ارتفاع أسهم المعارضة في الشارع التركي.
التدهور الكبير بشعبية الحزب الحاكم، ورئيسه، أردوغان يأتي بسبب الأوضاع المتردية التي باتت فيها تركيا، ولا سيما في المجال الاقتصادي.
ومن المقرر أن تجري الانتخابات العامة في تركيا في 2023، لكن مراقبين يرجحون إجراء الاقتراع قبل هذا التاريخ، بسبب الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية الصعبة.