خدمة وشوشة: ”أمي تدمرني وأبي يعاملني كالروبوت.. أشعر بالضياع”

"أنا طالبة في الصف الثالث الثانوي، دائمًا أشعر بالكسل ولا يمكنني أن حتى أن أذاكر، وعاجزة عن التركيز طيلة الوقت.. لا أحب أن أجلس مع أحد، حتى أمي واخوتي أطلب منهم دائمًا أن يخرجوا من الغرفة لأني أحب الوحدة.. أعاني كذلك من اضطراب في النوم لا أنام إلا بصعوبة. عندي إحساس بقلة الثقة في النفس ولا أحب أن أخرج من البيت أو أختلط بالناس خاصة لو رجال، وعندما أقابل أي ولد أو رجل حتى لو في درس أكون متوترة جدًا. أتمنى أن أكون اجتماعية وأتعامل بشكل طبيعي مع الذكور لكني أخاف لأني تعرضت للتنمر وأنا صغيرة وتعرضت للتحرش في سن 13 سنة وحين أخبرت أمي بما حدث لم تصدقني وضربتني وأجبرتني على التعامل مع الشخص الذي أخبرتها أنه تحرش بي. كسرت العصا على يدي وهي تضربني في ذلك اليوم ومهما حاولت أن أنسى أو أسامحها لا أنجح في ذلك. وحين تعرضت للتحرش مرة أخرى من شخص آخر، أنا وأختي الأصغر مني لم تصدقنا واتهمتنا بالكذب وضربتنا. أمي دمرتني حرفيًا. كلما اخبرتها سر تفشيه وتخبر أبي وتذلني وتتهمني بأشياء ليست في. أما أبي فيعاملنا مثل الروبوت الآلي مطلوب فقط تنفيذ الأوامر وعلاقتي به رسمية جدًا. وأمي دائمًا ما تكرهني فيه من دون سبب وتقول لي "أبوكي ده ظالم". آسفة على الإطالة ولكن أنا تعبانة فعلاً. أحيانًا ابكي بدون سبب وأحيانًا أضحك على تخيلات في عقلي. أتمنى لو أحصل يومًا على حب طبيعي ولكنني أشعر أن هذا مستحيل لأني في الحقيقة أشعر أني ضائعة وغير قادرة على إنجاز أي شيء ولا حتى المذاكرة. أهرب من الواقع بالتليفون ولا أذاكر ولا أفعل أي شيء". **** القارئة العزيزة، نأسف جدًا لما تمرين به في هذه المرحلة المبكرة من عمرك. نأسف أيضًا أن علاقتك بوالدتك بها كل هذه المشكلات التي تجعلك تفقدين سندًا وأساسًا مهمًا للدعم النفسي والنشأة يحتاجاها كل إنسان. نقلنا استشارتك إلى الدكتورة ريهام عبدالرحمن أخصائي الارشاد النفسي والاسري والتربوي والمدربة المعتمدة في علوم تطوير الذات والتي قالت: بداية فأنا أشعر بالأسف الشديد لما واجهتيه من أساليب خاطئة في التربية منذ الصغر أثرت في ثقتك بنفسك وثقتك بالآخرين، ورغبتك الدائمة في الانعزال والانطواء اضافة لنظرتك السلبية لذاتك نتيجة ما تعرضت له من تنمر وضعف في الثقة بالنفس. ونصيحتي لكِ هو تنظيف جراحك النفسية منذ سنوات الطفولة الأولى فما حدث لكِ من ضرب وايذاء نفسي وتنمر من قبل الاهل والاصدقاء اثر في نفسيتك بالسلب وجعلك تشعرين بعدم الاستحقاق لأي حب أو مشاعر ايجابية من قبل الآخرين، وهذا بالطبع يتطلب منك الوعي بالذات والعمل على زيادة ثقتك بنفسك. أكثر ما يساعدك على التركيز وتجنب الكسل والتسويف هو ترتيب الأولويات وتنظيم الوقت فقط قومي بعمل جدول يتوافق مع امكانياتك الذهنية بحيث تعطي لكل مادة 45 دقيقة واستراحة لمدة ربع ساعة مع ضرورة الابتعاد عن المشتتات السلبية كالتفكير في الماضي، أو الانشغال بالهاتف، أو الاستغراق في الاوهام واحلام اليقظة .. فانت من تصنعين مستقبلك. أهم ما يمكن أن يخرجك من هذا النفق المظلم هو نظرتك لذاتك فيجب أن تكون نظرة ايجابية فانتِ تستحقين النجاح والتفوق كما أنه عليك معرفة أن الجمال الحقيقي ياندى هو جمال الشخصية والاسلوب وليس المظهر فقط ومن يحبك سيحبك بكل عيوبك ومميزاتك فهذا هو الحب الحقيقي الذي لم يأتي آوانه بعد.! تعرضك للتحرش الجنسي وانتِ صغيرة كما ذكرت حتما لا يزال قابع في ذاكرتك فهو المسبب الرئيسي لأي صدمة نفسية تعرضتي لها، وبالتالي يستوجب التوجه للأخصائي النفسي وعمل جلسات لعلاج هذه الصدمة التي أثرت على تكوينك النفسي. أنصحك أيضا بمحاولة التوقف عن التفكير في الماضي بل تدربي على عيش اللحظة الحالية فقط تعلمي من الماضي ما يجعلك تتجنبي هذه المشاعر السلبية مستقبلا، واعملي على زيادة ثقتك بنفسك فهي مفتاح نجاحك في الحياة وذلك من خلال: - ممارسة الرياضة التي تحسن من مزاجك وتجعلك تتغلبين على مشاعر الخوف والعزلة. - كسر حاجز الخوف والانعزال عن الآخرين بالتقرب من اصدقائك المتفوقين والايجابيين، والحرص على تطوير ذاتك ومهاراتك واكتشاف هواياتك المفضلة فذلك سيجعلك تنغمسين في الفعل الايجابي على ارض الواقع وبالتالي تغيير الكثير من العادات السلبية والضارة ومنها نظرتك السلبية لذاتك. - من سار نحو هدفه بصدق تمهدت له الدروب الوعرة فاجعلي لنفسك هدف يشغل تفكيرك ويحسن من حالتك المزاجية ويجعلك تشعرين بالانجاز والنجاح، وأول هذه الاهداف هو الالتزام في الدراسة وبناء ثقتك بنفسك والابتعاد نهائيا عن مواقع التواصل الاجتماعي والتي هي السبب المباشر في شعورك بالضيق النفسي واستنزاف الطاقة، والعزوف عن المذاكرة. صفحة وشوشة ـ العدد الورقي فى إطار حرص "اليوم السابع" على التواصل المباشر مع القراء، وتقديم الخدمات المختلفة والمتنوعة، أطلقت "اليوم السابع" خدمة "وشوشة" لتلقى أى استفسارات أو مشاكل نفسية أو اجتماعية أو تربوية، على أن يتم عرض المشكلات على الخبراء والمختصين الموثوقين ونشر الردود عبر الموقع الإلكتروني والجريدة.

يمكنكم التواصل معنا من خلال رقم واتس آب 01284142493 أو البريد الإلكترونى [email protected] أو الرابط المباشر.