«كريسماس» أو «رمضان» الاحتفال واحد.. «سحر ورانيا» جارتان جمعتهما المحبة 14 عاما
«الأبواب مفتوحة على بعض، أطباق رايحة وجاية بين الشقتين، الابتسامة تعلو وجوههم والمحبة لغة حوارهم»، هكذا هو الوضع داخل إحدى العمارات الكبرى فى منطقة سيدى بشر شرق الإسكندرية، بين السيدتين «رانيا» و«سحر» اللتين تتشاركان المحبة على مدار 14 عاماً خلال سكنهما فى ذات العمارة.
السيدتان من اسميهما لا تعرف أيتهما مسيحية وأيتهما مسلمة، وهو المبدأ الذى سارتا عليه، فهما جارتان أقرب من أختين تقولان مقولة واحدة «ولادك ولادى، ولو حصل لى حاجة انتى أقرب لى من عيلتى».
تتشاركان في الإفطار على «روف العقار» وتتبادلان الحلوى في عيد الميلاد
«رانيا نسيم»، و«سحر جمعة» سيدتان الأولى مسيحية والثانية مسلمة، جمعتهما الأقدار تحت سقف عقار واحد، منذ 14 عاماً، كلتاهما خرجت من بيت مصرى أصيل اعتاد المحبة وود الجار دون النظر إلى دين أو اختلاف. «حقيقى سحر بالنسبة لى أكتر من أختى، ودى مش مبالغة، لأنه لو حصل لى حاجة هى أقرب لى من عيلتى، وهى اللى ممكن تغيثنى» هكذا تحدثت «رانيا» عن جارتها «سحر»، فقصتهما بدأت من سكنها فى ذلك العقار، وكان أطفالهما صغاراً يلعبون معاً، فنشأت صداقة بينهما. وأضافت لـ«الوطن» أنه حين تم تكريم ابنها الكبير «بيتر» من قبَل الرئيس السيسى، منذ أعوام، كانت الزغاريد خارجة من منزل «سحر» وهى أول من ساعدها فى تحضير وتجهيز المنزل لاستقبال الضيوف لتكريم ابنها: «كانت فرحتها لأن بيتر ابنها برضو، ما هى اللى مربياه معايا»، مشيرة إلى أن وجود جارتها سحر يُعد نعمة من نعم الله عليها.
«النبى وصانا على سابع جار» هكذا جذبت «سحر» أطراف الحديث من جارتها رانيا مؤكدة على المحبة بينهما: «رانيا وولادها جابوا زينة رمضان وفرّحونا، وأنا فى الكريسماس رُحت الكنيسة واشتريت شجرة عيد الميلاد من المكتبة هناك عشان أزوّق العمارة وأرد محبتهم.. هى دى عادتنا ومش مستغربينها لأن ده الطبيعى».
عقار الإسكندرية الشاهق شهد على محبة عارمة بينهما، بل وسائر الجيران، إذ يتشاركون فى إفطار رمضان على «روف العقار» ويتبادلون الحلوى وبسكويت العيد فى الكريسماس، أمور يرونها بسيطة لكنها بذرة محبة تثمر فرحة، والمكسب الحقيقى أنهم عيلة كبرى.