جمال عقل يكتب: بالمعقول.. يا هذا.. ما هذا؟!
"مطلوب بنات وسيدات من سن ١٧ - ٤٥ سنة للعمل فى كازينو براتب يبدأ من 20 ألف جنيه، وعلى من ترغب تراسلنى على الخاص"!!
"مطلوب للعمل سيدات للعمل مدلكات فى مركز (مساج) براتب يبدأ من 10 آلاف جنيه غير البقشيش"!!
يا هذا.. ما هذا؟!
من منا لم يؤذ بصره، أو يلوث سمعه بقراءة أو رؤية فيديوهات لمثل هذه الإعلانات التى انتشرت على بعض صفحات "الفيس بوك" وبعض "الجروبات " فى كثير من المناطق الشعبية منها والراقية بلا رقابة، وبدون ضوابط ودون أن يحدد صاحبها نوعية العمل المعلن عنه ،الذى يفهم منه للوهلة الأولى أنها أعمال مشبوهة، وللأسف بعض الفتيات والسيدات يسقطن تحت ضغط الحاجة والعوز فى شباك هذه العصابات.
من منا لم يخجل من مثل هذه الإعلانات الوضيعة؟
من منا لم ينخدع فى منتج عرضته إحدى الصفحات مجهولة الهوية والعنوان؟
من منا لم يتعرض لجريمة نصب واحتيال أو ابتزاز من مثل تلك الإعلانات؟
أقولها بكل أسف لقد انتشرت هذه الصفحات والإعلانات بلا محاسبة فمن أمن العقاب أساء الأدب.
دعونا نعترف أن وسائل التواصل الاجتماعى بكل حسناتها وسيئاتها صارت الوسيلة الأسرع بل والأرخص للإعلانات عن وظائف أو سلع أو منتجات وبكل أسف لا يوجد من يراقب ويحاسب!!
أتذكر زمان وأيام زمان كانت إدارات الإعلانات بالصحف والمجلات تحيل بعض الإعلانات التى تأتيها من المعلنين لإدارات الشئون القانونية بهذه المؤسسات الصحفية ــ خاصة المشبوهة منها ــ لفحصها ومراجعة مستنداتها وتراخيص الشركات ثم تكون الموافقة على النشر أو الرفض مهما كانت قيمة هذه الإعلانات والمبالغ المدفوعة.
كان هذا عندما كانت الصحف الورقية والمجلات هى الوسيلة الأفضل لنشر الإعلانات وكانت بعض الصحف تخصص ملاحق يومية أو أسبوعية لهذه الإعلانات إلى جانب بعض الصفحات الداخلية، ولم ينافسها فى ذلك سوى الإعلانات التليفزيونية باهظة الثمن، والتى تكلف المعلن نفقات إعداد فيديوهات.
ما يحدث الآن من إعلانات على "النت يتطلب وقفة جادة وحاسمة ومراقبة فعلية من الجهات الأمنية ومختلف المؤسسات الرقابية لوأد هذه المهزلة وبتر تلك الفوضى حفاظاً على حياء المجتمع وإنقاذ ما يمكن إنقاذه.