حسين حمودة تعليقا على اكتشاف سيناريو لنجيب محفوظ: كان مجيدا لكل ما يفعله
انفرد "اليوم السابع" بنشر سيناريو بخط يد نجيب محفوظ لفيلم لم ير النور تحت عنوان "سيناريو بخط يد نجيب محفوظ لفيلم لم ير النور عن صلاح الدين الأيوبى الرومانسى.. صاحب نوبل كتبه لفريد شوقى.. وروى فيه قصة حب عاشها "الناصر".. وأبرز عشقه لمصر وعدله مع الشعب ومواجهته لخونة الوطن".
ولفهم أهمية السيناريو فى تاريخ نجيب محفوظ، قال الدكتور والناقد حسين حمودة، فى تصريحات خاصة، إن السيناريوهات والمشاركات فى حوار بعض الأفلام السينمائية، التى كتبها أو شارك فيها نجيب محفوظ، تكفى وحدها لتضعه بين كتاب السيناريو والحوار المجيدين فى تاريخ السينما المصرية والعربية.
وأوضح حسين حمودة أن هناك أفلاما كبيرة القيمة شارك فيها محفوظ بكتابة السيناريو أو الحوار، منها (المنتقم) و(ريا وسكينة) و(الفتوة) و(الطريق المسدود) و(أنا حرة) و(بين السما والأرض) و(إحنا التلامذة) و(الناصر صلاح الدين) و(شباب امرأة)، وغيرها، وكلها أفلام جميلة، وكلها لا تزال من الأفلام غير القابلة للتقادم، والملاحظ أن مشاركات نجيب محفوظ فيها ارتبطت بسنوات الأربعينيات الأخيرة ثم بفترة الخمسينيات وأوائل الستينيات من القرن الماضي، والملاحظ أيضا أن الأفلام الأخرى التي ارتبطت بمعالجات سينمائية لعدد من رواياته وقصصه لم يتدخل فيها محفوظ بأي شكل من الأشكال.
وأشار حسين حمودة إلى أن هذا يعني أن نجيب محفوظ قدم إسهامه في كتابة السيناريو والحوار للسينما خلال فترة محدودة من مسيرته الطويلة التي امتدت منذ ثلاثينيات القرن الماضي حتى أوائل هذه الألفية، وبعد هذه الفترة القصيرة توقف تماما عن كتابة السيناريو والحوار وتفرغ لمشروعه الأدبي فحسب.
وتابع حسين حمودة أن السؤال المطروح: هل استمرار نجيب محفوظ في كتابة السيناريو والحوار للسينما كان يمكن أن يؤدى إلى الإنجاز نفسه الذى أنجزه فى مجال الرواية والقصة؟ والحقيقة أن هذا سؤال مشروع ومهم، خصوصا أن هناك اكتشافات لمساهمات أخرى لمحفوظ في كتابة السيناريو، منها ما كشف عنه الزميل أحمد منصور حول سيناريو كتبه حول شخصية صلاح الدين الأيوبى.
وأضاف حسين حمودة أن الحقيقة أيضا أن محفوظ رغم نجاح تجربة مشاركاته في كتابة السيناريو والحوار، فإنه قد تعامل مع هذه التجربة على أساس أنها تقع على هامش مشروعه الأدبي الذي ظل هو مشروعه الأساسي.. وهناك معلومات عن أنه انغمس في تجربة السيناريو لفترة لأسباب تتعلق بالحاجة المادية لتغطية بعض النفقات فحسب، ولفترة أخرى بالحاجة إلى وقت لتأمل تجربة ثورة 1952 من جوانبها المتعددة قبل أن يتناول أصداءها في كتابة الرواية.
وأكد حسين حمودة أنه كان من الممكن أن يصل نجيب محفوظ إلى نجاح أكبر لو استمر في كتابة السيناريو، لكنه، لحسن الحظ، لم يمض طويلا في هذا الاتجاه الذي مضى فيه كتاب سيناريو مجيدون آخرون، وحسن الحظ هذا يوازي تقريبا "حسن حظ" آخر، سابق عندما توقف عن كتابة المقالات الفلسفية واختار طريق الأدب، في مجال كتابة السيناريو، وفي الكتابات الفلسفية، يمكن أن نشهد مشاركات كثيرة كبيرة القيمة، قدمها سينمائيون ودارسو فلسفة كثيرون لكننا في مجال الرواية نشهد مشاركة نجيب محفوظ المتفردة.