علي الكشوطي يكتب: التنمر على محمد رمضان وشهوة السوشيال ميديا والردح الإلكترونى
لا أصدق أن آل بيت الثقافة في مصر ومن تربوا في بيوت تحمل ثقافات مختلفة ومستنيرة هم أول من يهاجون الاختلاف ويقوفون أمامه ويدنسونه ويستهينون به ويتنمرون عليه، وكأن ألوان وفنون العمل الإعلامي والبرامج التلفزيونية وقفت عند معلوماتهم هم وفقط وتصورتهم هم وفقط وأن تلك التصورات هى الأصح والأكثر فهما وخوفا على وعى الإنسان المصري، وكل من لا يوافقهم الرأي أو يقدم ما ليس علي هواهم فهو مشارك في تلويث عقل المشاهد المصري غافلين أن الفنون أذواق، وأن مائدة القنوات الفضائية تقدم الترفيه والمتعة للجميع كل حسب خريطته البرامجية وجمهوره المستهدف. بكل تأكيد السهرات التليفزيونية وخاصة في مناسبات رأس السنة أو الأعياد يكون لها طبيعة خاصة، وما قدم على قنوات الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية من تنوع على مستوى الضيوف دليل على أن الشركة تقدم ما يتناسب مع أغلب الأذواق، الطرب الشعبي بمختلف أجياله عبد الباسط حمودة مع شباب الطرب الشعبي الواعد، نانسي عجرم مع أمير كرارة، محمد حماقي مع صاحبة السعادة، حفلات حصرية على الحياة، محمد رمضان مع منى الشاذلي، وحقيقة هي واحدة من أفضل المرات التي ظهر فيها محمد رمضان على الشاشات، خاصة أن ذكاء منى الشاذلي جعلها تقدم محمد رمضان لجمهور برنامجها بشكل مختلف أكثر نضجا أكثر انفتاحا وتقبلا لآراء مختلفة، فاتحا صدره للنقد مراجعا نفسه في كثير من القضايا سواء فكرة النمبر وان أو تصرفه في قضية الطيار أو غيرها من الأمور الذي راجع نفسه فيها، وأهمها حول فيلم عبده موتة والألماني وغيرهما، ملتزما بكود ملابس مناسب للدخول لكل البيوت من خلال البرنامج، ولذلك أتعجب من الهجوم على حلقة محمد رمضان من شخصيات مثقفة ولديها الكثير من الوعي بالعمل الإعلامي، ليبدوا الأمر وكأنه مجرد تنفيس لشهوة السوشيال ميديا وإبداء الرأي والنشر رحاب الفيس بوك ومواقع التواصل الاجتماعي بشكل يشبه الردح الإلكتروني، الذي فيما يبدو أصاب الكثيرين، رغم أن أختراع الريموت كونترول لا يزال قائم ولم يندثر، إلا أن الكثير لا يعلم وظيفته بل يختار قناة بعينها ويريد أن ترضي له ذوقه الذي قد لا يتناسب مع ذوق من يجلس بجواره وإذا لم يحدث فيكون التعليق على الفيس بوك المتهم بتدمير الوعى بأن تلك القناة تغيب الوعى وتغيب القوة الناعمة. بكل تأكيد نقدر قيمة الرأي الآخر، ولكن تعجبت كثيرا من الموقف الهجومي على حلقة محمد رمضان مع مني الشاذلي، ومن الأسلوب الذي حملته تلك التعليقات، وكنت أتوقع ألا يقع البعض في فخ التعميم وكأن الإعلام المصري لا يهتم سوى بمحمد رمضان مع الاحترام الكامل لشخصه، وأن معركة الوعي التي يخوضها الإعلام المصري لسنوات عدة ببرامجه وبمسلسلاته التي تعرف الجمهور على التضحيات التي قدمها الجيش والشرطة والمواطن المصري العادي الذي ضحى بكثير من أجل وطنه أو يعرف الناس بالمؤامرات التي تحاك ضد الوطن داخليا وخارجيا، تختزل فى حلقة بمناسبة رأس السنة. معركة الوعى كانت ولا تزال تفضح أعداء الوطن من الخونة ومن يعملون ضد البلد سواء بمواقف معلنة أو في الخفاء، وتوعى أبناء الوطن بقيمة مصر ودورها التاريخي والمعاصر، معركة الوعي لا تقيم بحلقة في برنامج بليلة رأس السنة وإنما بمنجز كامل وفي الوقت الذي تقدم فيه المتحدة علي قنواتها برامج تستضيف محمد رمضان ولا عيب في ذلك، إضافة إلى أن الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية تقدم برامج متنوعة منها "صنايعية مصر" و"حياة كريمة" و"زي الكتاب ما بيقول"، و"مصر تستطيع" و"الدوم" و"أنغام" و"كابيتانو مصر" و"زووم إفريقيا"، و"من مصر" و"شارك تانك مصر"، وأطفال الحياة" وغيرها من البرامج التي تراعى ذائقة الجمهور بمختلف أعماره وثقافاته بمختلف الدول العربية التي تتابع أيضا تلك القنوات الفضائية، وهنا لا أدافع عن قنوات المتحدة ولا أهاجم الرأي الأخر ولكن مقالي دفاعا عن التنوع والإختلاف وقبول الأخر وعدم التميز أو التنمر ضد فنان بعينه فقط لكونه من أصحاب البشرة السمراء والشعر المجعد أو لأنه يختلف عنا شكلا أو في أفكاره ومعتقداته وأسلوبه.