سرطان الغشاء البريتونى.. صعب التشخيص لإفرازه مادة هلامية تغطى على أعضاء البطن
كشف الدكتور وحيد يسرى جرير، أستاذ جراحة الأورام بالمعهد القومى للأورام، إن هناك أورامًا تصيب البطن قد تكون نادرة وصعب تشخيصها وهى أورام الغشاء البريتونى بالبطن، والتي يطلق عليها أورام البطن الهلامية، لأن الورم يفرز مادة هلامية تغطى على الأعضاء الموجودة بالبطن فيكون من الصعب تشخيصه.
وقال، إن أساسه قد يكون من أورام الزائدة الدودية أو المبيض أو من سرطان الجهاز الهضمى أو الغشاء البريتونى، حيث ينتشر في الغشاء البريتونى للبطن وقد يصل لمراحل متأخرة من المرض ويؤدى الى الانسداد المعوى ويؤثر على أعضاء الجسم.
وأوضح أن التشخيص غالبًا يكون متأخرًا لأن أعراضه لا تظهر بصورة واضحة ما عدا تضخم حجم البطن، وقد تتكون على مدى سنوات طويلة، لذلك لا ينتبه المريض إليه، موضحًا أنه يمكن اكتشافه من خلال ملاحظة زيادة حجم البطن، موضحًا أن النوع الأساسى منه لا يستجيب للعلاج، ويمكن أن يتنشر في جميع أنحاء الجسم حتى الأمعاء الدقيقة، ويكون في هذه الحالة علاجه صعب جدًا.
وأشار إلى أننا ناقشنا هذا النوع من الأورام مع أكبر خبراء العالم، وهو البروفوسير شوجر بيكر أستاذ جراحة أورام الغشاء البريتونى في واشنطن بالولايات المتحدة الأمريكية، وهو من اخترع جراحة الغشاء البريتونى، ولا يتم علاجه إلا بالاستئصال الجراحى، موضحًا أنه يتم استئصال جميع الأورام بالغشاء البريتونى بالبطن ثم يتم استخدام العلاج الكيميائى بالتسخين الحرارى.
وأكد، أن الخبر السار في هذا النوع من السرطان إنه إذا تم تشخيصه مبكرًا في المراحل الأولى من الإصابة فإنه يحقق نسب شفاء تصل إلى 85% وهى نسبة غير مسبوقة في علاج الأورام.
وقال، إنه من الأورام المهملة جدًا، ولكن المعهد القومى للأورام خصص مركزًا لعلاج الغشاء البريتونى بالتسخين الحرارى من عام 2009، ولدينا خبرة طويلة في تشخيصه وعلاجه.
وأوضح أن التشخيص مهم جدًا سواء بالأشعة المقطعية أو بالرنين أو من خلال المسح الذرى، موضحًا أنه من الضرورى تعليم أخصائى الأشعة كيف يمكن تشخيص المرض بالأشعة، ومعرفة مراحل انتشار الورم بالأشعة قبل التدخل الجراحى، وتقسيم المرضى مراحل قبل فتح البطن.
وأكد أن هذا النوع من السرطان صعب تشخيصه لأنه يفرز مادة هلامية تغطى على الأعضاء بالبطن، وتجعل التشخيص صعب وهى مادة الهلامية تشبه استسقاء البطن ولكنها مادة لزجة ولا يمكن تتميزها بالموجات الصوتية، لذلك نلجأ إلى أشعة الرنين بالصبغة قبل أن نتدخل جراحيًا.
وأشار إلى أن الاستئصال الكامل يحقق شفاء بنسبة 85%، بينما الجارحة الجزئية أو الغير كاملة تكون بنسبة شفاء تصل إلى 40%.
وأوضح أن وظيفة الغشاء البريتونى تعتبر وظيفة دفاعية للالتهابات التي تحدث في البطن، وتنظيم السوائل بالبطن، بحيث لا تحدث التصاقات، ولأننا لدينا خبرة في علاج هذا النوع من السرطان، فإنه بعد الاستئصال يتكون غشاء آخر بديل من خلال ترك خلايا لا نستأصلها أثناء الجراحة، ما يساعد على تكوين غشاء جديد، ويعيد بناء نفسه.