خدمة وشوشة: ”ندمت على الزواج من شخص لم أكن أعرفه وأريد الانفصال”
أنا متزوجة منذ سبعة أشهر من شخص لم أكن أعرفه من قبل، كان تعارفنا في البداية بشكل طبيعي وكان هناك قبول ولكن ظهرت خلافات أكثر من مرة، فكرت على أثرها في إنهاء الخطوبة ولكن منعني أبي بحجة أنه لا توجد علاقة بلا خلافات أبدًا وعلى أن احتمل بشكل أكبر، أتممت الخطوبة بناءً على رغبة والدي واكتمل زواجنا، ولكن بعد الزواج وبعد شهر واحد ندمت بشدة على هذه الزيجة وأريد الانفصال. لا أريد أن أكمل حياتي مع هذا الشخص. لا يعجبني فيه أي شيء لا مظهره ولا طريقة حديثه ولا صفاته المنفرة، أشعر بالاشمئزاز أثناء الجلوس معه وأرفض العلاقة معه بشدة، ما جعله يتطاول على بالضرب أكثر من مرة، ليس هذا ما كنت أتمناه في زواجي وأريد الطلاق ولكنني أخاف أيضًا من نظرة المجتمع لي لأني متزوجه حديثًا، فما هي نصيحتكم لي؟ **** القارئة العزيزة، نقلنا استشارتك إلى الدكتور ريمون ميشيل ثابت استشارى الصحة النفسية والإرشاد الزواجي، الذي قال: السعادة الزوجية هي مطلب أساسي لكل سيدة متزوجة، فرحة الإنسان بشكل عام تبدأ أولًا داخل بيته ومحيط عائلته وأسرته الصغيرة، ثم تنتقل سعادة الإنسان بعدها إلى المجتمع الأكبر، فلا راحة لمن لم يجد الراحة في منزله. وسعادة الأسرة بشكل عام تبدأ حينما يفهم الإنسان نفسه جيدًا، طبيعته وتكوينه النفسي واحتياجاته، وتكتمل بفهم الشخص لطبيعة الطرف الآخر ومتطلباته، وهذا ما يعرف بقوانين الزواج الناجح، وقد كتب في ذلك الأمر العديد من المؤلفات فأرجو منك قراءة كتاب واحد لشخص مختص، من إحدى المكتبات العلمية ذات المصداقية الواسعة. قد ذكرتِ في نص رسالتك صعوبات كثيرة تواجهينها في زواجك، ولكن كنت أتمنى أن تذكرين أيضًا محاولاتك أو بعضها للإصلاح، لابد أن ننظر أولًا على الأشياء الإيجابية في الزواج بعمل قائمة بإيجابيات وسلبيات نفسك ومن ثم شريك حياتك ومحاولة إيجاد النقاط المشتركة بينكما أولًا ومن ثم موازنة السلبيات والإيجابيات فيها، فقد لاحظت من رسالتك وجود قبول في بداية العلاقة واستمرار العلاقة لمدة شهر بشكل سلس ومقبول وبعد الشهر الأول لم يعجبك فيه أي شيء، فكيف تغير نفس الشخص إلى آخر؟ ولماذا؟ يجب أن نفكر في ذلك بحيادية وموضوعية وتجريد من أي خلاف حالي، وموازنة الأمور بشكل عقلاني بمكيال الحكمة والعقل. إيجاد العوامل والأمور المشتركة التي قد جذبتك له من البداية من أهم العوامل التي تساهم في نجاح الزواج واستقراره. أساس أي زواج ناجح هو وجود المودة والرحمة والمحبة، وعادة يقال على لسان الحكمة والحكماء أن حكمة المرأة هي التي تبني بيت الرجل وفهمها يثبته، فالمرأة هي العقل المدبر بينما الرجل هو العقل المنفذ فحكمة وتدبير المرأة تفوق تفكير الرجل وهو أمر علمي، انصحك بقراءة مؤلَف بعنوان خريطة الحب – دليل السعادة الزوجية لما فيه من منفعه بخصوص ذلك الأمر. قصور أي طرف في العلاقة لا يبيح للطرف الآخر ذلك، وغياب تلك الثقافة الزوجية تسبب الكثير من المشاكل داخل الأسرة، فالسعي لإيجاد حل مشترك للتعايش بسلام دائمًا ما نبحث عنه كاختيار أول قبل التفكير في الانفصال، ولذلك انصحك بتطبيق ما قد ذكر من ارشادات وتعليمات أولًا واللجوء إلى مختص في العلاقات الأسرية والزوجية ليوجه لكما النصح والإرشاد اللازم، فنجاح الزواج الحقيقي ليس في أن ننهي خلافاتنا بشكل دائم ولكن القدرة على تخطي تلك العقبات التي تواجهنا بأقل عدد من الخسائر الممكنة وهذا هو معنى الحب في اللغة فالمحبة تتأنى ولا تطلب ما لنفسها، بل لما هو للغير أيضًا. تمنياتنا ورجاؤنا في استغلال حكمتك كامرأة عاقلة لا تريد أن تهدم بيتها وزواجها بسهولة وأن يسندك الله في النظر للأمر بشكل مختلف يعينك على تخطيه بسلام. وشوشة 11 أغسطس فى إطار حرص "اليوم السابع" على التواصل المباشر مع القراء، وتقديم الخدمات المختلفة والمتنوعة، أطلقت "اليوم السابع" خدمة "وشوشة" لتلقى أى استفسارات أو مشاكل نفسية أو اجتماعية أو تربوية، على أن يتم عرض المشكلات على الخبراء والمختصين الموثوقين ونشر الردود عبر الموقع الإلكتروني والجريدة.
يمكنكم التواصل معنا من خلال رقم واتس آب 01284142493 أو البريد الإلكترونى [email protected] أو الرابط المباشر.