قفزة كبيرة بالأعداد.. هل تنجح السياحة في تأمين العملة الصعبة لمصر؟| تقرير
شهد قطاع السياحة في مصر نمواً ملحوظاً خلال السنوات القليلة الماضية بفضل سياسة أجهزة ومؤسسات الدولة التي تضع هذا القطاع على رأس أولوياتها، خاصة الربع الأول والثاني من العام الحالي 2023.
وقالت غادة شلبي، نائب وزير السياحة والآثار لشئون السياحة، إن هناك تنوعا في الحركة السياحية الوافدة لمصر من مختلف دول العالم خلال العام الجاري، موضحة أن مصر لم تعد تعتمد على سوق سياحي واحد في جلب السياح لمصر بل بات هناك أكثر من 12 سوقا رئيسيا فضلا عن الأسواق الأخرى، لافتة إلى وجود زيادة في الحركة السياحية الوافدة للمقصد السياحي المصري خلال عام 2023.
وأضافت غلدة شلبي خلال تصريحات صحفية إلى وجود زيادة تقدر بأكثر من 40% في أعداد السياح الوافدين لمصر خلال النصف الأول من عام 2023 بالمقارنة بذات الفترة من عام 2022، موضحة أن الشتاء المقبل سيشهد زيادة في الحركة السياحية الوافدة من روسيا، مشيرة إلى أن مصر تأتي على رأس الدول التي يفضل السياح الروس زيارتها خلال فصل الشتاء.
وتابعت نائب وزير السياحة والآثار لشئون السياحة «أن الأزمة الحقيقية في عودة الحركة السياحية من روسيا إلى مصر لمعدلاتها الطبيعية قبل الأزمة الروسية الأوكرانية تتمثل في حجم الطاقة الجوية الناقلة للسياح الروس من المدن الروسية إلى نظيرتها المصرية».
وأعلنت وزارة السياحة والآثار أن المانيا جاءت في المركز الأول كأكثر الدول إرسالا للسياح إلى مصر خلال النصف الأول من العام الجاري تلتها روسيا فالمملكة العربية السعودية ثم إيطاليا وأمريكا.
في هذا الصدد قال مجدي صادق عضو غرفة شركات السياحة، إن نسبة الاشغالات الآن تتعدى الــ80% لأول مرة في شهر 7، مشيراً إلى أن مصر كانت السياحة تنشط بها في فصل الشتاء فقط على عكس الصيف ، ولكنه الآن الأمر يختلف وهذا يرجع إلى الطلب الكبير السياحي على مصر.
وأضاف مجدي صادق خلال تصريحات لــ"صدى البلد" أنه من المتوقع أن تشهد السياحة خلال الفترة المقبلة إستقبال أكثر من 15 مليون سائح ، ونحن في مخطط يقوم على استقبال 30 مليون سائح بحلول 2028 ، لافتاً إلى أن مهرجان العلمين يعطي رسالة واضحة على أن سياحة مصر أصبحت طوال العام، وهذا يجعل العلمين منطقة سياحة صيفية للعالم كله ، مشيراً إلى ان الشواطئ النقية قليلة ونادرة ولكن مصر تمتلكها فضلاً عن الرمال الذهبية الموجودة بسيدي عبد الرحمن ومرسى مطروح والعلمين ، وبالتالي ستصبح مدينة العلمين مورد هام للعملة الصعبة.
وقال مجدي صادق إنه كان قد اقترح استضافة المصريين للسائحين في الشقق المتوافرة هنا في مصر مثل الشاليهات المغلقة ، والشقق المغلقة في مرسى علم والغردقة وشرم الشيخ والساخل الشمالي، مشيراً إلى أنه إذا تم تنفيذ ذلك سيكون بمثابة نوع جديد من السياحة ، وسيوفر تواصل اقتصادي وثقافي واجتماعي وهذا شئ هام ومطلوب.
وأستكمل : فيما يخص بعودة السياحة من روسيا، فالأمر هنا مرتبط في الأساس بانتهاء الحرب الروسية الاوكرانية حيث إنه من الصعب انتظار عودة السياحة من روسيا في ظل الحرب وتأثيرها السياسي والعسكري والأقتصادي ، ونحن نتنظر الكم الهائل الذي كان يأتي من السائحين الروس ولكنه من المتوقع ان يكون هناك سائحين روس ولكن بنسبة أقل مما سبق.
رصد مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء، آخر تطورات قطاع السياحة والآثار المصري، خاصة بعد ظهور مؤشرات تعافي السياحة عالميا ومحليا جراء الأزمات التي واجهت العالم في السنوات الأخيرة؛ بداية من أزمة كورونا والنقص في سلاسل الإمداد والتضخم والأزمة الروسية الأوكرانية.
وأرجع البنك المركزي المصري، التعافي في القطاع إلى ارتفاع الطلب العالمي الكبير على خدمات السياحة والسفر، إذ سجلت الإيرادات السياحية خلال الـ 9 أشهر الأولى من العام المالي 2022/ 2023 نحو 10.3 مليار دولار بزيادة 25.7% عن إيرادات الفترة نفسها من العام المالي السابق 2021/ 2022، والتي بلغت 8.2 مليارات دولار؛ وذلك يرجع بالأساس إلى زيادة أعداد السائحين القادمين إلى مصر بنسبة 32% بما يعادل 10 ملايين سائح، ما أدى إلى زيادة عدد الليالي السياحية خلال الفترة نفسها بنسبة 26.8% لتصبح 110.5 ملايين ليلة.
إن ارتفاع الطلب العالمي على خدمات السياحة في مصر يرجع إلى كونها دولة متعددة الأنواع السياحية وذات بنية وتاريخ وحاضر يدعم وجودها على خريطة السياحة الدولية؛ إذ تمتلك 2160 موقعًا أثريًّا، منها 134 مفتوحًا للزيارة، و43 متحف آثار، منها 31 مفتوحًا للزيارة، و479 مركز غوص وأنشطة بحرية، و1199 منشأة فندقية «261 عائمة، 235 صديقة للبيئة»، و1325 مطعمًا وكافتيريا سياحيًّا، و2259 شركة سياحة، و18190 مركبة سياحية، و2407 محلات عاديات وسلع سياحية.
كما تضع الدولة حاليًّا ضمن خططها التطويرية للقطاع البحث مع القطاع الخاص عن آليات للتنمية السياحية في مصر؛ لمساعدة الحكومة في تحقيق مستهدفاتها بجذب 30 مليون سائح مستهدف خلال السنوات الخمس المقبلة، وزيادة الغرف الفندقية بنحو 50 ألف غرفة خلال الفترة نفسها؛ منها 15 ألف غرفة في شرم الشيخ والبحر الأحمر مقرر افتتاحها خلال عام.
وفي هذا الإطار، قدمت الحكومة دعما بنحو 10 مليارات جنيه لقطاع السياحة في إطار دعم القطاعات الإنتاجية، وخصصت 7 كيلومترات للاستثمار الفندقي بمدينة العلمين الجديدة، وتعمل على توفير أكبر عدد ممكن من الطائرات مُنخفضة التكاليف؛ لزيادة أعداد السائحين الوافدين.