في ذكراه.. كيف تحول محمود درويش من شاعر غنائي إلى وطني؟
تمر اليوم ذكرى رحيل شاعر العروبة الفلسطيني محمود درويش الذي رحل عن عالمنا يوم 9 أغسطس عام 2008، فهو من مواليد فلسطين عام 1941، صدر له العديد من الدواوين الوطنية والرومانسية، وكذلك ترك مجموعة من قصائد النثر التي تمتعت بجماهيرية كبيرة.
وبهذه المناسبة يرصد "الدستور" خلال السطور القادمة عن تحول محمود درويش من الشعر الغنائي إلى الشعر الوطني وألهم حماس الجمهور.
وفي حوار له أجراه محمود درويش مع الصحفي مدحت عكاشة في مجلة “ الثقافة” عام 1976، وجه إليه سؤال يقول: المعروف عنك أنك شاعر غنائي، مع أنك تكتب قصائد مركبة تطرح موضوعات معقدة، حسب طبيعة القضية التى تعيشها، كيف يمكن أن تصب هذه الأفكار الصعبة بلغتك الغنائية المتميزة؟
وأجاب درويش آنذاك قائلًا: “نعم أنا شاعر غنائي حيى قصائدي التى تبدو أنها صعبة لا تخرج كثيرا عن سياق الغنائية، ولكن كشيرين من القراء يخلطون بين الغنائية كوسيلة تعبير، وكنفس شعري، وبين الرومانسية كمنهج شعري، ولذك يتم الخلط، أو ما هو غنائي هو رومانسي، وحين تدخل القصيدة الغنائية فى ميدان طرح الاسئلة، والتعامل مع التناقضات، يخلق الانطباع السريع بأنها خرجت عن غنائيتها ، وهذا ليس صحيحا، أكرر بأنني شاعر غنائي ولست شاعر رومانسيا”.
وتابع: ويبدو لى أن سوء التفاهم الذى ينجم أحيانا بين شعري الجديد وبين بعض قرائى يعود الى غياب الواكية النقدية التى من واجبها أن تكون أحد أهم جسور الاتصال بين القصيدة وبين الناس، لون شعري كله غنائي لانه من الممكن أن يغنى كل شئ: الثورة قابلة للغناء، والسوال الفكري الصعب قابل للغناء وكل شئ مهما كان صعبا يتحول فى يد الشاعر الأغنية.
يبدو أن محمود درويش نفسه قصيدة وصف جميل، يتمنى كل شاعر أن يستحقه ، كل قارئ يعتبر شاعر واحد يقصد بأنة قصيدة الشاعر، وانى أحذر نفسى من التعميم إنسان رتيب وممل وعادى جدا بين قصيدتين، ولا يشعر بأنه شاعر إلا أثناء الكتابة.