تقرير: تراكم الضغوط التضخمية أثر على الإنفاق الاستهلاكي للأسر في أفريقيا الجنوبية
أوضح تقرير صادر عن البنك الافريقي للتنمية، أن أفريقيا الجنوبية تواجه ظروفاً معاكسة إلى حد كبير للنمو، تتراوح بين الضعف الهيكلي في جنوب أفريقيا، والديون المرتفعة في زامبيا وزيمبابوي، والظروف الجوية السيئة، بما في ذلك الأعاصير في مالاوي وموزمبيق.
لذلك، تشير التقديرات إلى أن النمو ظل فاترًا عام 2022، بحيث انخفض من 4.4% عام 2021 إلى 2.7%. وسجلت جنوب أفريقيا، 60% من الناتج المحلي الإجمالي للمنطقة والشريك التجاري الرئيسي فيها، نموًا حقيقيًا في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 2 % عام 2022، أي أقل من نصف معدل النمو عام 2021 (4.9%)، بسبب ضعف الطلب العالمي، وانقطاع التيار الكهربائي، والفيضانات المدمرة التي أثرت على الإنتاج الصناعي في كوازولو ناتال.
وأشار التقرير الذي حصل "الدستور" على نسخة منه، أن تراكم الضغوط التضخمية أثر على الإنفاق الاستهلاكي للأسر، وهو محرك رئيسي للنمو في جنوب أفريقيا، نظرا للعلاقات التجارية الوثيقة لجنوب أفريقيا مع البلدان الأخرى في أفريقيا الجنوبية، وتنتقل الصدمات التي تعصف بالبلاد إلى بقية المنطقة، وتعاني البلدان في منطقة العملة المشتركة و الاتحاد الجمركي للجنوب الأفريقية من صدمات شبه متكافئة مع تلك التي تؤثر على جنوب أفريقيا.
وأكد ان التأخيرات المطولة في معالجة أزمة الطاقة المتفاقمة في جنوب أفريقيا، إلى جانب الضعف التشغيلي والمالي في الكيانات المملوكة للدولة والتقدم البطيء في تنفيذ الإصلاحات، ستبقي نمو البلاد دون مستويات النمو لدى أقرانها من ذوي الأسواق الناشئة. وبالتالي، سيظل النمو في المنطقة ضعيفا، بحيث من المتوقع أن يتباطأ الإنتاج الحقيقي إلى 1.6% عام 2023 قبل أن يرتفع إلى 2.7% عام 2024.
ومن المتوقع أن يرتفع معدل النمو في المنطقة ككل عام 2024، ما يعكس إلى حد كبير الانتعاش ما بعد إعصار إيداي في موزمبيق، والذي من المتوقع أن يزداد بمقدار 3.5 نقاط مئوية ليصل إلى 8.3%. ويمكن أن يؤدي تسريع وتيرة تخفيف أعباء الديون في زامبيا أيضا إلى تحرير الاستثمارات المتوقفة وتعزيز استقرار الاقتصاد الكلي، ما يعزز نمو البلاد، الذي من المتوقع أن يتسارع إلى متوسط 4.1%، أي أعلى من تقديرات عام 2022 البالغة 3.0%، ويمكن أن تدعم الظروف المناخية المواتية بعد سلسلة من موجات الجفاف النمو في مدغشقر، المتوقع أن يبلغ 4.2% في العام 2023 و5% في العام التالي.