”موبي ديك” الرواية التي صنعت شهرة هرمان ميلفيل أعظم روائي أمريكى
"موبي ديك" الرواية التي صنعت شهرة هرمان ميلفيل أعظم روائي أمريكي، والمولود في مثل هذا اليوم من العام 1819، بمدينة نيويورك الأمريكية.
كما يعد ميلفيل، من أشهر الكتاب الروائيين الذين تناولوا حياة البحر، حيث تناولت روايته “موبي ديك”، صراع صياد مع أضخم حوت قابله في المحيط .
وقد صدرت رواية “موبي ديك” لأول مرة عام 1851، وصنفت كأعظم رواية في الأدب الأمريكي الحديث. وإن لم تلق الرواية الشهرة والذيوع إلا بعد صدورها بثلاثين عام.
ولـ هرمان ميلفيل، رواية أخري شهيرة وإن لم تحظ بنفس شهرة موبي ديك، ألا وهي رواية "تايبي"، والصادرة قبل موبي ديك بستة أعوام، حيث صدرت تحديدا في العام 1846.
ولد هرمان ميلفيل لأسرة من التجار، ولكن والده أفلس وأصيب بالجنون ومات كمدا، بينما كان ميلفيل في الثانية عشرة من عمره. وقد أصيب بالحمي القرمزية التي سببت له ضعفا دائما في بصره. ولقد تنقل "ميلفيل" بين عدة أعمال ووظائف لكن نهمه بالقراءة لم يتوقف يوما.
التحق هرمان ميلفيل بالبحرية الأمريكية وطاف بأنحاء العالم الأربعة من خلال هذه الفترة التي قضاها في البحرية. وقد تعرف علي آكلة لحوم البشر ــ بحسب الكاتب خالد توفيق ــ المعروفين باسم “تايبي” أثناء عمله في جزر “ماركيساس”، وعنهم كتب روايته “تايبي”.
كما نشر هرمان ميلفيل روايات: خراف إسرائيل، السترة البيضاء، أومو، الرحلة الأولي لردبيرن، الكاتب العمومي بارتلبي، أنا ومدخنتي، خيمة الهندي وغيرها.
ــ صراع تراجيدي بين حوت وإنسان
ويشير الناقد والمؤرخ الأدبي الفلسطيني الراحل دكتور إحسان عباس، إلى أن رواية “موبي ديك”، للروائي الأمريكي هرمان ميلفيل، تتناول صراع تراجيدي بين حوت وإنسان، تتخذ من هذا الصراع الضاري وسيلة لتأمل الوضع البشري وعلاقته بالوجود، كما تحوله إلى كيان رمزي معقد وحكاية عن كيفية العيش، مطلق عيش، وعن المشروع الأمريكي الذي وجد في عمل “ميلفيل” شكلا من أشكال التعبير عن نفسه في منتصف القرن التاسع عشر، أي حين كانت أمريكا تكتشف ذاتها كقوة كونية وإمبراطورية إمبريالية أمريكية بالقوة والإمكان. فكان رواية “موبي ديك” وروايات هرمان ميلفيل الأخري بمثابة نبوءة لما ستصير إليه هذه القوة الكامنة.
ويمضي "إحسان عباس" مضيفا: تحتل رواية موبي ديك مكانة مرموقة بين كلاسيكيات الأدب العالمي، فهي إضافة إلي كونها الملحمة الكبري المكتوبة حول صراع وتحدي بين حوت وإنسان، إلا أنه مر علي صدور موبي ديك للمرة الأولي زهاء 150 عاما لاقت الرواية خلالها من الإهمال ما جعل نفس كاتبها تمتلئ باليأس والإحساس بالعجز ليصرف بقية حياته موظفا في سلك الجمارك الأمريكية، ويموت مهملا مجهولا في العقد الأخير من القرن التاسع عشر، ولم يلتفت إلي الرواية وينظر إليها بصفتها أحد الكتب العظيمة إلا في العام 1907، أي بعد وفاة صاحبها هرمان ميلفيل بــ 16 عام، عندما تم إدراجها ضمن سلسلة “إيفري مان ليبراري” الشهيرة التي تنشر الكلاسكيات الكبري.
ولم يهتم النقد بالرواية إلا في العشرينيات من القرن المنصرم حين بدأ الباحثون والنقاد وأساتذة الجامعات يكتبون عن هذا العمل الروائي المدهش الذي طور شكل الكتابة الروائية في منتصف القرن التاسع عشر، وجعل الرواية الأمريكية تحتل مكانة بارزة في تاريخ الرواية العالمية.