رسامون عاشوا فقراء ولوحاتهم حققت ملايين الدولارات بعد وفاتهم
عانى الكثير من الرسامين في الغرب خلال حياتهم من ظروف صعبة وفقر مدقع فلم يتسن لبعضهم بيع اللوحات ولم يتمكن بعضهم الآخر من إعالة أسرته، والغريب أن هؤلاء الفنانين حققت لوحاتهم بعد مماتهم الملايين وبات ورثتهم من المليونيرات.
فان جوخ
عانى فان جوخ كثيرا فى حياته فكان يكافح ضد الفقر ومرضه العقلى وهواجسه التى طحنت عقله ومزقت فؤاده فاندفع نحو التشكيل خصوصا بعدما نصحه الدكتور جاشيه باتباع الفن وسيلة علاجية تساعده على التعافى من أمراضه الداخلية.
ولم يبع فان جوخ سوى لوحة واحدة فى حياة هى لوحة الكرم الأحمر غير أن لوحاته بيعت فى القرن العشرين مقابل ملايين الدولارات فى المزادات العالمية.
بول جوجان
اهتم بول جوجان، بالرسم منذ طفولته وبدأ بزيارة المعارض باستمرار وكون صداقة مع الرسام كاميل بيسارو الذي عرفه على عدد من الرسامين ومع تقدمه في الرسم أستأجر مرسما وبدأ يعرض لوحاته الانطباعية في المعارض من سنة 1881 و1882 وقضى صيفين متتاليين يرسم مع بيسارو وأحيانا مع بول سيزان.
فاجأ جوجان عائلته في سن الخامس والثلاثين من عمره بترك عمله والتفرغ للرسم وفي خلال عام واحد أصبح مفلسا تماما فباع منزل الأسرة، وعادت زوجته إلى الدنمارك وعاد هو معها لتجد ما يكفي لإطعام عائلتها كانت زوجته ترى مغامرته غير مبررة وأنانية منه فانفصل عن زوجته وعاد وحيدا إلى باريس بعد أن فقد اثنين من ابنائه.
بسبب غلاء المعيشة والضغوط اضطر جوجان سنة 1886 الانتقال إلى كولوني ثم بعد ذلك بسنة قرر الانتقال إلى باناما في أمريكا الجنوبية واشتغل كعامل في إحدى القطاعات ثم انتقل إلى مارتينيك وقضى بعض الوقت ثم اضطر إلى العودة إلى كولوني مفلسا مريضا.
قرر جوجان سنة 1888 الذهاب إلى آرل بجنوب فرنسا وهو لايزال مفلسا ليلتقي بالرسام فان جوخ، قام بتمويلهما شقيق فان جوخ "ثيو" تاجر اللوحات، وكان جوجان يطهوا الطعام ويساعد جوخ في رسوماته لكن الصديقين كانا متعارضين فى الرأى بالرغم من أن كل منهما تعلم من الآخر وانتجا في تلك الفترة أعظم لوحاتهما.
بعد وفاته فى مايو من عام 1903 فى بولينزيا الفرنسية حققت لوحات جوجان شهرة عالمية وبيعت بملايين الدولارات، ومنها بالطبع لوحته الأشهر متى تتزوجين التى بيعت مقابل 300 مليون دولار.