في ذكرى رحيله.. ملامح من حياة الرسام البريطاني لوسيان فرويد
يعد لوسيان فرويد أحد أبرز الرسامين البريطانيين وأكثرهم إثارة للجدل، حيث نالت أعمال الرسام الواقعية، شهرة كبيرة، صعودًا مذهلا في أسعارها خلال السنوات الأخيرة، ففي عام 2018، بيعت لوحة عارية للرسام لوسيان فرويد، مقابل 29 مليون دولار في مزاد، وهو سعر قياسي لعمل فنان ما زال على قيد الحياة.
وفي ذكرى رحيله اليوم الذي يوافق 20 يوليو، نستعرض في السطور التالية، نظرة إلى أهم أعمال لوسيان فرويد.
نشأته ودراسته
كامل لوسيان مايكل فرويد، من مواليد 8 ديسمبر 1922، في برلين، بألمانيا، وتُوفي في 20 يوليو 2011، في لندن بإنجلترا، وهو فنان بريطاني معروف بعمله في فن البورتريه ولوحات العراة، كما يُطلق عليه فنان المدرسة الواقعية، وتميزت أعماله بأسلوب فريد للغاية، والذي اشتهر في سنواته الأخيرة برسمه بتقنية تعرف باسم "Impasto".
هاجر لوسيان فرويد، ابن المهندس المعماري، إرنست فرويد وحفيد العالم الشهير سيجموند فرويد مع عائلته إلى إنجلترا في عام 1933، وأصبح مواطنًا متجنسًا في عام 1939.
وقد تدرب في المدرسة المركزية للفنون في لندن، حيث اشتهر بأسلوبه غير التقليدي بالنسبة لموهبته في الرسم، وفي مدرسة إيست أنجليان للرسم في ديدهام، عمل فرويد بالرسم بدوام كامل بعد الحرب العالمية الثانية، ليُظهر في لوحته باسم Paddington1951م، العديد من اهتماماته مدى الحياة، من حيث الشكل الإنساني الذي قدمه بطريقة واقعية ومشبعة بكثافة نفسية صارخة ومثيرة للذكريات.
لوحات لوسيان فرويد
وبدأ في رسم سلسلة لوحاته ورسوماته لوالدته في عام 1970 واستمرت حتى اليوم التالي لوفاتها في عام 1989، وهي لوحات درامية لمقاطع الحياة الحميمة لوالدته.
واشتهر لوسيان فرويد بالكثير من اللوحات العارية، التي تشكل جزءًا كبيرًا من عمله، لمدة 50 عامًا، فكان يرسم الأصدقاء والجيران وعارضات الأزياء وأفراد الأسرة في الاستوديو الخاص به، عبر أثاث متهالك، ويرسم أجسادهم العارية باهتمام شديد، وباستخدام الدرجات اللونية الدسمة والبنية.
وابتداءً من الثمانينيات، كان فرويد ينجذب بشكل متزايد نحو ما يمكن أن يسمى "أنواع الجسم المتطرفة"، حافظت أعماله على مكانة الموضوع التقليدي في الفن مع رسمه المواقف الشخصية والنفسية الحديثة.
وتوفي فرويد عام 2011م، ورسم لوحته الشهيرة "بورتريه أون إيه وايت كافر"، في عمر الثمانين من عمره، وتبرز اللوحة النجمة صوفي لورانس التي كانت موظفة في دار تيت للنشر، والتقى بها الفنان حين كانت تعمل على عرض لمجمل أعماله.
وقالت صوفي، نقلًا عن مزاد "سوذبيز": "لم أكن لأفعل ذلك لأحد غيره، فهو واحد من أفضل الفنانين على الإطلاق"، حيث بيعت هذه اللوحة مقابل 22.5 مليون جنيه استرليني.
ووصفته رسمه لها: "كان الأمر مخيفًا جدًا، لكنه جعلني أشعر بالارتياح، كان بارعا جدا في إشعار الآخرين بالألفة، أعجبت به للغاية".