لحظات توقفت فيها التكييفات والمراوح.. لماذا انقطعت الكهرباء عن المحافظات أمس؟
في الوقت الذي تتعرض البلاد فيه لموجة غير مسبوقة من ارتفاع درجات الحرارة، والتي جعلت بحكم ذلك لا صوتًا يعلو فوق صوت تشغيل أجهزة التكييف والمراوح بكل منزل ومنشأة، تعرضت العديد من محافظات مصر في الساعات الأخيرة لانقطاع مفاجئ بالتيار الكهربائي لعدة دقائق، أثار قلق وإزعاج المواطنين حيث توقفت معه أجهزة التكييف والمراوح وأصبحوا في لحظات ضحايا نيران درجات الحرارة دون أدوات مواجهة.
درجات الحرارة المرتفعة والتي تجاوزت الـ 40 درجة مئوية في كثير من مناطق مصر جعلت الأحمال الكهربائية تصل إلى درجة غير مسبوقة وهو ما أكدته وزارة الكهرباء في أحدث تصريح لها، إذ وصلت الأحمال لأول مرة إلى 34650 ميجاوات، وهو الأمر الذي يؤكد البعض أنه السبب وراء انقطاع التيار الكهربائي المفاجئ مؤخرًا بينما يرجح البعض أنه جاء نتيجة قيام الوزارة ببعض أعمال الصيانة.
المتحدث الإعلامي لوزارة الكهرباء: لدينا اكتفاء ذاتي بل نصدر
كشفًا للسبب الحقيقي وراء ذلك أشار المتحدث الإعلامي لوزارة الكهرباء أيمن حمزة في حديث تليفزيوني أولًا إلى وضع الكهرباء في مصر عام 2014 ضاربًا المثل به، موضحًا أنه حينذاك كانت أقصى إنتاجية للشبكات هي 24 ألف ميجا وات بينما كانت كمية التيار الكهربائي المطلوب لتغطية حاجات المواطنين في ذلك الوقت هو 30 ألف ميجا، وهو ما يعني وجود نسبة عجز 6 آلاف ميجا وات الأمر الذي كان ينتج عنه قطع التيار الكهربائي بصورة كبيرة في عدة مناطق ولمدد طويلة في محاولة للتغلب على هذا العجز.
لفت حمزة إلى أن هذا الوضع قد تغير حاليًا تمامًا، وذلك بفضل الإرادة السياسية القوية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، و التي أولت اهتمامًا كبير بقطاع الكهرباء، إذ أنشئت العديد من الشبكات التي تنتج كميات ضخمة من الميجاوات نتج عنها تحقيق الاكتفاء الذاتي في الكهرباء، بل والتصدير إلى عدة دول مثل ليبيا والأردن والسودان.
وأضاف أن هذه الطفرة في مستوى إنتاجية الكهرباء نتج عنها قلة انقطاع التيار الكهربائي، وذلك على الرغم مما نشهده حاليًا من حمولات مضاعفة وصلت إلى أقصى حمولة شهدتها مصر في استهلاك التيارات الكهربائية في السنوات الأخيرة، وذلك بسبب الحرارة الشديدة وما ينتج عنه استخدام أجهزة التكييفات ساعات طويلة.
وأكد المتحدث الإعلامي لوزارة الكهرباء أن انقطاع التيار الكهربائي الذي حدث في الساعات الأخيرة كان بسبب بعض العوائق الخفيفة التي تتعرض لها الشبكات، مشيرًا إلى أن الشبكات في مصر جيدة للغاية، كما أن الوضع بشكل عام مطمئن، وعلى المواطنين ترشيد استهلاك الكهرباء فقط ليتناسب مع كل أسرة وقدرتها على دفع الفواتير.
إنجازات وزارة الكهرباء
جدير بالذكر أن الدولة نجحت فى تحويل عجز القدرات الكهربائية من 6 آلاف ميجاوات فى عام 2014 إلى فائض بلغ 13 ألف ميجاوات فى 2020 بعد إضافة نحو 28 ألف ميجاوات، كما نفذ 48 مشروعا لإنتاج الكهرباء من المصادر التقليدية بالإضافة إلى تطوير شبكات نقل وتوزيع الكهرباء، كذلك أنشئت العديد من مشروعات توزيع الكهرباء باستثمارات بلغت 112.5 مليار جنيه،كما أنشئ أول مركز للتحكم الآلى فى شبكة التوزيع.
واحدًا من إنجازات الدولة كذلك في قطاع الكهرباء والذي يعد مشروع قومي وهي محطة الضبعة النووية، التي بدأ الرئيس عدلي منصور عام 2013 تدشينها باعتبارها محطة نووية لتوليد الطاقة الكهربائية، ثم جاءت البداية الفعلية بتوقيع اتفاقية مصرية روسية فى 19 نوفمبر 2015، والتي فيها تقوم روسيا ببناء وتمويل المحطة.
كذلك افتتحت محطات سيمنز الثلاث "العاصمة الإدارية الجديدة – البرلس – بنى سويف" عام 2018 وهما من أكبر وأحدث محطات فى العالم، وتعمل المحطات بنظام الدورة المركبة، كما أنها تعمل بقيمة تعاقدية بلغت نحو 6 مليارات يورو، بواقع مليارى يورو لكل محطة، وذلك لإنتاج 14.400 ميجاوات.