خبراء يقدمون روشتة التعافى من ماراثون امتحانات الثانوية العامة: سافروا للمصيف
تنتهى غدا الخميس، امتحانات الثانوية العامة الماراثون الأهم بين جميع المراحل الدراسية، لكن لن تنتهِ معها حالة الضغط والقلق والتوتر التى عاشها الطلاب، وهى الأعراض التى طالما أدت إلى تشتيتهم والتأثير على تركيزهم خلال فترة الاختبارات.
وحذر خبراء علم النفس من أن استمرار تلك الحالة إلى مرحلة ما بعد الامتحانات قد يؤثر سلبيًا على جميع القرارات اللاحقة للطلاب، وقد يؤدى إلى مضاعفات نفسية أخطر على الصحة العامة.
ووضع عدد من الخبراء، خلال حديثهم مع «الدستور»، روشتة للطلاب للتخلص من تلك الحالة، والتى تتضمن الكثير من الإرشادات نستعرضها خلال السطور التالية.
عبدالرحمن ترك: تقبل النتيجة والاسترخاء الذهنى وتجنب الضغوط
أوصى الدكتور عبدالرحمن ترك، استشارى صحة نفسية، الطالب، بتقبل مجموعه ونتيجته قبل وبعد ظهورها، حتى يستطيع التفكير فى مستقبله دون الشعور بأى نوع من الإحباط أو خيبة الأمل.
كما نصح الأهالى بدعم أولادهم وتشجيعهم على هذا المبدأ، وهو «أيًا كان المجموع والنتيجة، هناك أمل وفرصة جديدة دائمًا»، حتى نحمى أولادنا من الاضطرابات النفسية والصدمات.
ونصح الأهالى بمكافأة الطالب على مجهوده الذى بذله خلال العام، قائلًا: «يجب أن نرفع عن الطالب فى هذه الفترة أى نوع من الضغوطات النفسية وآثار الأوامر القهرية، أو الدخول فى صراعات، والتركيز أكثر فى الاسترخاء والذهاب إلى صالات الألعاب الرياضية، وأن يأخذ قسطًا من الراحة الذهنية».
وتابع: «هناك بعض الطلاب يحتاجون لمتخصص نفسى، عقب الانتهاء من الامتحانات، ليس الأمر عيبًا أو عارًا، فأنت مقبل على مرحلة جديدة، وهناك أيضًا طلاب يقلقون لمجرد بداية جديدة وهى مرحلة الجامعة، فلا بد من الاستعداد النفسى الجيد لهذه المرحلة، والمتخصص يساعدك فى هذا الأمر، فمرحلة الجامعة هى الأخطر».
ووجه نصيحة للطالب، قائلًا: «لا تهب ولا تخف مما هو آت، ولا تحزن إن كانت نتيجتك غير ما توقعت.. ما دمت سعيت، فالنجاح الحقيقى هو ألا توقف محاولاتك وألا تيأس، فكل منا بداخله النجاح، يستطيع الوصول إليه فى أى وقت، ومفتاح ظهور هذا النجاح هو السعى، وأن تكتشف نفسك».
عبدالعزيز آدم: قضاء إجازة وتقوية الجوانب الروحانية
نصح الدكتور عبدالعزيز آدم، عضو الاتحاد العالمى للصحة النفسية، الطلاب، بقضاء إجازة صيفية بعد عام طويل ملىء بالجهد والتوتر والتحديات، للتخلص من كل الآثار السلبية وما مروا به من ضغوط.
وقال: «يجب على الطلاب أولًا طى الصفحة الماضية بحلوها ومرها، والإقبال بصدر رحب على فترة الإجازة، وهذا يتطلب منهم بعض الجهد والوقت، للتمكن من تنفيذ ذلك بسلاسة».
وأضاف: «لمساعدتهم فى تخطى تلك المرحلة العصيبة، يجب أولًا تغيير المكان والظروف المرتبطة بالامتحانات، فلا يجب عليهم الحديث عن فترة الامتحانات التى مضت وانقضت.
وقال: «الجزء الأهم هو تقوية الجانب الإيمانى والروحانى لديهم، لأنه سيساعدهم فى الاطمئنان مما هو قادم، والشعور بأنهم قد أدوا دورهم وواجبهم قدر المستطاع، والقادم هو الخير لهم. وهذا سيعزز لديهم الاستعداد النفسى لتقبل النتيجة وعدم التفكير فيما مضى».
حنان إسماعيل: التخلص من الأحمال والمقارنات
أوضحت الدكتورة حنان إسماعيل أحمد، أستاذ تخطيط واقتصاديات التعليم بكلية البنات جامعة عين شمس، أن كثيرين يعانون من الهوس بالثانوية العامة، باعتبارها المرحلة الفاصلة فى حياة الطلاب، ما يجعل الطلاب وذويهم يعقدون عليها الآمال والتوقعات، مع المقارنة الدائمة بالزملاء والأقارب والإخوة.
وأوضحت أن كل ذلك يتسبب فى سوء الحالة النفسية لطلاب الثانوية العامة، ويزيد الضغوط التى تؤدى إلى الفشل، فى ظل الانشغال بالمذاكرة وحرص أولياء الأمور على أن يحقق أبناؤهم أعلى الدرجات دون الالتفات إلى أى شىء آخر.
وأضافت: «أنصح فى هذه المرحلة بالحصول على فرصة الاستمتاع بالطبيعة، والتعامل مع التوتر، والخروج الصباحى مع الأصدقاء، أو التنزه بالدراجة، أو التمشية الصباحية يوميًا.
إبراهيم مجدى: البحث عن مجال الدراسة المناسب
قال الدكتور إبراهيم مجدى حسين، استشارى الطب النفسى بجامعة عين شمس، إن رحلة التعافى من ضغوط الثانوية العامة مهمة جدًا للطلاب فى هذه الفترة، حتى يتمكنوا من اختيار الكلية المناسبة، ناصحًا جميع الطلاب بالانخراط فى التعرف على الكليات المناسبة لهم ومعرفة مزيد من المعلومات عنها.
وأضاف: «للأسف، ما زال اختيار الكلية فى مصر ينحصر فى مجموع الدرجات، ورغبة الأهل فى إلحاق أبنائهم بما يسمى بكليات القمة، مثل الطب والهندسة والسياسة والاقتصاد والإعلام، إلى جانب الكليات العسكرية، لذا فإن تواصلك مع الخريجين من الكليات المختلفة سيعطيك الحافز، ويجعلك تطمئن وتستطيع اختيار تخصصك بدقة بعد أن تحصل على معلومات كافية من طلاب سابقين درسوا فى نفس التخصص فى الجامعة التى ترشحها للدراسة».
وأكد الخبير النفسى ضرورة اتباع الشغف فى اختيار مجال التخصص الجامعى.
على عبدالراضى: تخلص من الضغوط وفكر بمنطق عقلانى وركز على المستقبل
نصح على عبدالراضى، إخصائى نفسى واجتماعى، جميع طلاب الثانوية العامة بالاتجاه للتفكير فى المستقبل والبحث عن كيفية التخلص من ضغوط الثانوية العامة التى انتهت، مع الاستفادة من هذه المرحلة ودروسها لتحقيق الأهداف المأمولة.
وأكد ضرورة الاتجاه لممارسة الرياضة، أو السفر مع الأصدقاء لتغيير الأوضاع المحيطة وتحسين الحالة النفسية بشكل عام، مع استغلال الفترة الحالية فى تهدئة المشاعر والتفكير بمنطق عقلانى، ما يسمح للعقل بإنجاز المهام.
وأضاف: «يجب ألا ننسى، أيضًا، أن العمل التطوعى يسهم بشكل كبير جدًا فى تحسين الحالة النفسية للمشاركين به، كما أنه يعزز من ثقتهم بأنفسهم، ويزيد من قدرتهم على مواجهة التحديات فى المستقبل».