المستشار معتز خفاجى: تلقيت تهديدات بالذبح من «الإخوان».. ومتهم قال لى: سمعتهم يخططون لاغتيالك بـ«آر بى جى»
- محاولة اغتيالى الأولى كانت عن طريق زرع 3 قنابل فى طريقى وتصوير التفجير بكاميرا
- محمد مرسى توفى فى قفص المحاكمة بأزمة قلبية عقب مواجهته بالتسجيلات التى تدينه
- الجماعة استهدفت عزل 3000 قاضٍ وسعت لإجبار القضاة على إصدار أحكام لصالحها
- قدمت مقترحًا لمحاكمة الإرهابيين داخل مجمع السجون لإحباط مخططات هروبهم خلال الترحيل
قال المستشار معتز خفاجى، الرئيس السابق لدائرة الإرهاب فى محكمة الجنايات، الذى فصل فى العديد من قضايا جماعة الإخوان الإرهابية، إنه رغم تعرضه لمحاولة اغتيال على يد عناصر الجماعة فإنه لم ينظر إلى القضايا المتهمين فيها بدافع انتقامى، لكن كان يتعامل بتجرد تام لبيان مدى إدانة أو براءة كل متهم.
وأضاف «خفاجى»، خلال حواره مع «الدستور»، أن القضاة عاشوا أيامًا صعبة خلال العام الذى حكم فيه الإخوان مصر، خاصة خلال حصارهم المحكمة الدستورية العليا، لافتًا إلى أن تلك المحاولات كان هدفها إخضاع القضاة وإجبارهم على إصدار أحكام لصالح الجماعة.
وتابع أن مصر الآن تسير على طريق التطوير والتحديث بفضل سياسة الرئيس عبدالفتاح السيسى، لافتًا إلى أن الإنجازات التى حققتها الدولة ستكون لها آثار إيجابية كبرى فى المستقبل وعلى الأجيال المقبلة.
■ كيف رأيت وصول الإخوان إلى السلطة بعد ٢٥ يناير كمواطن قبل أن تكون قاضيًا؟
- كمواطن مصرى لم أكن راضيًا عن فوز المعزول محمد مرسى، كنا فى كابوس تقريبًا، وابنتى لحظة علمها بفوزه بالانتخابات الرئاسية بكت، واستنكرت صعود الإخوان للحكم.
أما كقاضٍ فواجهنا الكثير من المشكلات فى العمل، وتعرضنا للكثير من الضغوطات خلال هذا العام، خاصة خلال فترة الترشح للانتخابات الرئاسية.
وحصار الإخوان المحكمة الدستورية العليا كان أشبه باغتيال معنوى للقضاة، واستمر نحو ١٨ يومًا بهدف إجبارنا على الانصياع لأوامر الجماعة وإصدار أحكام لصالحهم، خاصة فى موقف الإعلان الدستورى الذى أصدروه على حساب الشعب والقانون.
■ الفوضى التى أحدثها الإخوان قبل ٣٠ يونيو.. هل كانت تنفيذًا لمخطط ما؟
- طبعًا، كانت تنفيذًا لمخطط إرهابى وفوضوى، خاصة ضد القضاة الذين كانوا مستهدفين، وتستطيع أن تحكم على هذا بدءًا من حصار المحكمة الدستورية ونادى القضاة ودار القضاء العالى، للسيطرة على الحكم ومؤسسات الدولة.
كان مخططهم ضد القضاء هو عزل ٣٠٠٠ قاضٍ وتعيين غيرهم من أتباعهم وأبنائهم، وإقالة النائب العام الأسبق عبدالمجيد محمود، وقد ثار القضاة وأعضاء النيابة العامة، وأعلنوا عن تضامنهم مع تلك القضايا لضمان استقلال القضاء.
السيطرة على القضاة كانت جزءًا من مخططهم، فلم نجد وقت حكم «مرسى» وزارة أو مؤسسة لم تخلُ من وزير إخوانى، إلى جانب سيطرتهم على المحليات والأقاليم، للتحكم فى الشعب ومفاصل الدولة، وكان القضاة أول عقبة أمامهم للسيطرة على الدولة، خاصة أنهم مفاتيح تنفيذ قراراتهم، من إعلان دستورى وطعون عليه وغيرهما، والتى كانت تنظر جميعها أمام القضاء، فكنا عقبة أمامهم ويجب تذليلها.
■ الشعب كان سلاحًا ذا حدين لدى الإخوان استخدمته للصعود إلى الحكم وتسبب هو فى إسقاطها.. كيف رأيت ذلك؟
- الإخوان خدعوا المواطنين وظنوا أنهم سيحشدونهم بـ«صفارة»، وكانت لهم طريقة ومخطط لسرقة البلد انتقامًا لسنوات السجن التى عاشوها نتيجة أفكارهم السوداوية.
عقب ٢٥ يناير، نجحوا فى الحشد وتجميع بطاقات المواطنين لضمان تصويتهم فى الانتخابات الرئاسية، مستغلين حاجتهم وفقرهم، حتى سيطروا على الحكم، ولم أكن مقتنعًا وقتها بالنتيجة، ولكن الأمر الواقع كان تنصيب «مرسى»، وعقب مرور عام بالضبط حدثت مشكلات فى كل مؤسسات الدولة، وبدأ الناس يتذمرون بسبب سوء الأوضاع، وعدم حدوث تغييرات جذرية كما كانوا يتوقعون، ولما غضبوا وثاروا فى الشوارع كان رد الجماعة على الثوار تخريبيًا، من التظاهر بالأسلحة النارية، وخلق الفوضى تحت مسمى الشرعية، وحرق الأقسام، وحاولوا تفسيخ البلد انتقامًا من الشرطة، ولنا فى هذه الأحداث الكثير من القضايا مثل «أحداث مذبحة قسم كرداسة»، وأحداث «قسم المرج»، و«اقتحام قسم مدينة نصر»، و«قسم السلام»، وغيرها.
وعادت الأمور لنصابها بإعلان سقوط حكم الإخوان، والقبض على أعضاء مكتب الإرشاد، ثم تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى الحكم، والذى نجح فى إعادة بناء الدولة تدريجيًا، حتى عادت للشرطة هيبتها بالتعاون مع الجيش الذى كان له دور قوى فى عودة الأمور إلى نصابها الطبيعى، فمصر آمنة وستظل.
■ كيف استقبلت لحظة الإطاحة بالإخوان وإعلان خارطة الطريق؟
- ما حدث كان عظيمًا وكانت له فرحة كبيرة فى الشارع المصرى، والتخلص من كابوس الإخوان لم يكن سوى نقطة فى بحر لسلسلة إنجازات وتطوير فى البلد، هذه الخطوات صدرت لصالح مصر، وكان هذا من فضل الله علينا، والرئيس عبدالفتاح السيسى كان سببًا فى حفظ مصر، وعندما نعود بالزمن وننظر إلى حالة البلاد وقت تسلمه الحكم، نجد أنه كان أمام تحدٍ، وأثبت جدارته واجتيازه.
وأصبحت لدينا شبكة طرق متطورة ومصانع، إلى جانب تطوير الأقسام والمحاكم ورصد ميزانيات كبيرة للتحديث، والرئيس فعل كل ذلك من أجل جذب المستثمرين إلى جانب تدوير عجلة الإنتاج، فهو رجل ينظر للأمام ويخطط للمستقبل، وسنحصد نتيجة ذلك فى السنوات المقبلة، على عكس ما كنا نعيشه وقت الإخوان «كنا بنّام ومعانا عصاية ورا الباب».
■ وقتها أُطلق عليك لقب «قاضى الجماعة المحظورة».. لماذا؟
- كوننا قضاة كنا مسئولين عن محاكمة هؤلاء الإرهابيين، وكان لى نصيب الأسد فى نظر قضاياهم مثل «أحداث مكتب الإرشاد»، و«خلية مدينة نصر»، و«خلية الصواريخ»، و«أحداث مسجد الفتح»، و«أحداث مسجد الاستقامة»، و«فض اعتصام رابعة»، و«فض النهضة»، و«أجناد مصر»، وقضيت بالسجن المؤبد على معظم أعضاء مكتب الإرشاد، وأصدرت أحكام إعدام متعددة بشأن منفذى جرائمهم، فقضية «أجناد مصر» كان بها ٤٦ متهمًا حُكم على عدد منهم بالإعدام، وعلى بعضهم بعقوبات أخرى.
■ خلال محاكمات قيادات الإخوان كانت هناك تجمعات فى القاعات من أنصارهم وأهالى المدانين.. كيف تعاملت مع هذا الوضع؟
- فعلًا، كانت تحدث تظاهرات وهتافات وكانوا يتجمعون كل جلسة، وكانت لديهم سياسة التجميع بـ«صفارة»، كانوا يتجمهرون أمام المحاكم، ويحدث اعتداء على القضاة، إلى جانب التهديدات اليومية وإشارات الذبح التى كانت تطاردنا.
ومنعت المواطنين والأهالى من دخول الجلسة، وكنت وقتها أنظر قضية «أحداث مكتب الإرشاد»، وثلاث دوائر قبلى اعتذرت عن الحكم فيها؛ استشعارًا للحرج، فتلقيت مكالمة من المستشار هشام بركات النائب العام الأسبق، وطلب منى نظر القضية، ووافقت وطلبت تغيير مكان الدائرة.
■ لماذا طلبت تغيير مقر المحاكمة؟
- لأن المحاكم كانت لا تكفى من ناحية عدد المتهمين، وكانت هناك محاولات لاغتيال الضباط، وهناك خطورة فى نقل المتهمين من محبسهم إلى محكمة التجمع الخامس، وكان مقترحى يتمثل فى عدم خروج أى متهم إلى الشارع، ولا نُتيح لهم فرصة للتخطيط والرصد والهروب خلال الترحيل، فطلبت من النائب العام إنشاء قاعة فى السجون، وبالفعل تم إنشاء أول قاعة محاكمة داخل معهد طرة، لنظر قضايا الإرهاب.
■ تعرضت لمحاولتىّ اغتيال.. ما تفاصيل المحاولة الأولى وكيف نجوت منها؟
- كنت وقتها أسكن فى منطقة زهراء حلوان، وكنت أستقل سيارتى مع عضو اليمين بالدائرة المستشار سامح داود، وعدد من أمناء السر الذين كانوا يقيمون فى منطقة المعصرة، وفى أحد الأيام شاهد أفراد الأمن المسئولين عن تأمينى وحراستى أشخاصًا غرباء يتحركون تجاه المنزل، وشاهدوا ٤ أشخاص يضعون أجسامًا غريبة يخرج منها صوت «تايمر»، فعلموا على الفور أنها قنابل للتفجير، فتمكنوا من ضبط اثنين ولكنّ الآخرين هربا، وخلال ذلك ضغطا على «التايمر» فتم تفجير قنبلة أسفل السيارات، وأخرى على الرصيف المقابل للمنزل، وثالثة على الشجرة، وكانت هناك كاميرا مثبتة.
■ ما الذى استهدفوه من وراء ذلك؟
- كانوا يخططون بأنه خلال استقلالنا السيارات فى الصباح يضغطون على «ريموت كنترول» فيتم تفجيرنا فى دائرة تشملنا جميعًا من قضاة وضباط، وكان الهدف من الكاميرا المثبتة تسجيل التفجير، ولكن باكتشاف أمرهم، فجّر الهاربان سيارتى وسيارة ابنى، ونتج عن الانفجار انهيار واجهات زجاجية لثلاث عمارات محيطة بالمنزل، وعقب ذلك تم نقلنا أنا وأسرتى لفندق مؤمّن ورفقتنا جميع العاملين بالدائرة، فكنا نفترش الأرض ونجلس لنقرأ القضايا لأن ورق القضايا كان ضخمًا، ثم نتداول، حتى تم تحديد المتورطين، وتبين أنهم ٦ متهمين كانوا مختبئين فى الهرم، وتمت تصفيتهم.
■ وبالنسبة لمحاولة الاغتيال الثانية؟
- محاولة الاغتيال الثانية تم كشفها بالصدفة، وأفصح عن مخططها متهم فى إحدى القضايا، فقال لى: «أنا عارف إنك رجل محترم ومبتظلمش حد، فأنا سمعتهم بيتكلموا إنهم هيضربوا عربيتك فى اليوتيرن»، وكنت وقتها أنظر قضايا إرهاب فى معسكر الأمن المركزى فى الكيلو ١٠ ونصف، بطريق مصر الإسكندرية.
وتبين أن الجماعة كانت تخطط لاستهدافى عقب رصد خط سيرى فى الطريق، وضرب السيارة فى أثناء دورانها فى «اليوتيرن» بـ«آر بى جى».
■ بعد محاولتىّ الاغتيال.. هل تغير موقفك فى نظر القضايا الإرهابية؟
- إطلاقًا، وخلال هذه المحاولات كنت أتابع مع الشرطة والجهات الأمنية، وكنا نعرف أننا معرضون للاغتيالات، وعلى الرغم أن مَن أخبرنى بخطة اغتيالى الثانية أحد متهمى قضايا الإرهاب، لم أنظر القضية بدافع انتقامى، وعلاقتى بأى قضية تتضمن دور كل من متهم فيها، وليس اسمه أو منصبه فى الإخوان، سواء من قيادات الجماعة أو الأعضاء العاديين، علاقتى بالمتهم هى إثبات إدانته أو براءته وفقًا للقضية وعقب التداول مع أعضاء هيئة المحكمة.
■ هل كانت محاولات الاغتيال تلك قبل عملية استشهاد المستشار هشام بركات؟
- نعم، كانت قبل استشهاد المستشار هشام بركات، وكان من الممكن أن تنجح أى محاولة، ولكن الحمد لله نجوت، ورجعت إلى البيت وأخبرت أسرتى بأن الأعمار بيد الله، وبعد محاولة تفجيرى بالقنابل فى اليوم نفسه كنت مصممًا على الذهاب للجلسة، ولكن القوات المعنية بالتأمين رفضت ذلك.
■ كيف رأيت ثورة 30 يونيو؟
- كأى مواطن عادى سعدت بالتخلص من هذا الكابوس، فبعد قيام ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣ كنا نشاهد اللجان الانتخابية ونشارك بفرحة غير عادية، ورأينا كيف رقص المواطنون، خاصة السيدات، أمام اللجان.
البلد بدأ يعود لفكرة الدولة، بعد أن كان متفسخًا وبعد أن أصبحت سيناء ملجأ للإرهابيين ووكرًا لهم، وكانت هذه تمثل مشكلة للدولة، حتى سيطر الجيش على الوضع تدريجيًا بتضحيات كثير من الشهداء.
أما رؤيتى لثورة ٣٠ يونيو كقاضٍ، فنحن كنا مسئولين عن محاكمة الإرهابيين، فكانت البداية بثلاث دوائر برئاسة المستشار محمد شيرين فهمى، والمستشار شعبان الشامى، ودائرة برئاستى، حتى تم الفصل فى جميعها نهائيًا.
■ هل جمعك لقاء أو حوار مع نائب مرشد الإخوان خيرت الشاطر بعد محاولات الاغتيال؟
- إطلاقًا.. أنا كنت أنظر القضايا فى الجلسات والقاعات، وبعد محاولات الاغتيال طلبوا رد المحكمة دفعًا بأننى سأحاول الانتقام منهم، ولكنى أعلم أن هذه القيادات ليست الفاعل الأصلى فى القضية، هم مجرد محرضين، والفاعل هو المنفذ، فلا يتم الإمساك بدليل ضدهم، لأن المنضمين لجماعتهم معظمهم أطفال تتم تربيتهم منذ صغرهم لضمان ولائهم، وليستجيبوا لتعليماتهم، ومعظمهم أمام المحكمة ينفون ارتكاب وقائع تخريبية، وقضيت على معظم أعضاء مكتب الإرشاد بالمؤبد، لأن من يُحكم عليه بالإعدام هو المنفذ.
■ جرائم المُدان عادل حبارة تسببت فى سخط المواطنين على الجماعة.. كيف رأيت ذلك؟
- جميع المواطنين كانوا على علم بجرائم ومصائب «حبارة»، وكانوا يطالبون بحق الشهداء وبدمائهم، والجميع كان فى انتظار كلمة القضاء فيها، وكانت القضية عند المستشار محمد شيرين فهمى، ونظرها بطريقة جيدة فى أول درجة، ولكن مع عودتها من النقض لإعادة النظر طال الوقت، وكان للمحامين دور فى المماطلة لإطالة أمدها، حيث طلبوا مطالب تعجيزية، منها شهادة رئيس الجمهورية ووزير الدفاع وغيرهما، وعقب إثبات طلباتهم وتبين أنها بلا جدوى وإثبات ارتكاب المتهمين للجرائم، حكمت فيها خلال ٢٤ ساعة، وقضيت بالإعدام.
■ لماذا حاول المتهمون إطالة أمد القضية؟
- الهدف كان إثارة الشارع، وإثبات أن القضاء متقاعس ولا ينظر القضايا، خاصة فى فترة استشهاد المستشار هشام بركات، وحزن الدولة عليه. وطالب الجميع وقتها بالفصل فى القضايا سريعًا، خاصة أن التعطيل ليس من جانب القضاة، ولكنها إجراءات، ولأن درجات التقاضى وقتها كانت من درجتين أولى ونقض وإعادة محاكمة، والقضية تستغرق وقتًا كبيرًا خاصة أن جميع قضايا الإرهاب كانت كبيرة وعدد أوراقها كثير وضخم، وشهود القضية كان يصل عددهم إلى ٢٥٠ شاهدًا، وتم تعديل ذلك فى مجلس الشعب وأصبح النقض على درجة واحدة، وهو إعادة نظر القضية مرة، وإذا قبل النقض تحكم فيها محكمة النقض ولا يعاد نظرها فى دائرة أخرى، فالعجلة أصبحت أسرع تحقيقًا للعدالة الناجزة.
■ كيف تلقيت خبر وفاة المعزول محمد مرسى؟
- هو توفى خلال نظر قضية متهم فيها أمام دائرة المستشار محمد شيرين فهمى، عقب مواجهته والمتهمين بالتسجيلات الموجودة ضدهم، فعرف أنه لا مفر من السجن على جرائمه، فأصيب بأزمة قلبية توفى على إثرها.
■ هل يمكن أن نقول إننا تخلصنا من الإرهاب فى مصر؟
- لا نعرف ما تخبئه لنا الأيام من ضربات إرهابية أو غيرها.. ولكن ما يجب أن نؤكده ونصر عليه أن كل مؤسسة كانت مسئولة عن ملف حققته وأنجزته، بدءًا من الجيش الذى ضحى بدم شهداء كثيرين لمكافحة الإرهاب بسيناء وتطهير أوكار التكفيريين، وشهداء الشرطة أيضًا، وصولًا إلى القضاء والفصل فى قضايا الإرهابيين والحكم عليهم، حتى المواطن البسيط الذى تحمل الظروف التى مرت بها الدولة، سواء اقتصادية أو سياسية أو غيرهما.. فالجميع وقف مع البلد حتى يكون فى أفضل حال.
■ حدثنا عن تفاصيل قضية «التخابر مع إسرائيل»؟
- تضمنت متهمين، شابًا وفتاة، كانا على علاقة عاطفية وسافرا للعمل فى الخارج والارتباط، فتحولا إلى جواسيس، وعملا مع المخابرات الإسرائيلية «الموساد» وسرّبا معلومات وصورا، حتى تم القبض عليهما، خاصة أنهما كانا كثيرى الترحال والسفر من بلد لآخر وتحديدًا من سويسرا لهولندا، وتمت معاقبتهما بالسجن المشدد ١٥ عامًا.
■ ما تعليقك على قرارات العفو الرئاسية التى صدرت مؤخرًا؟
- القانون ينص على أنه من حق رئيس الجمهورية إصدار قرارات عفو، وتكون وفقًا لتقارير تثبت استقامة بعض المسجونين وتعديل سلوكهم وامتناعهم عن ارتكاب الجرائم، فيكون العفو واجبًا لهم، وهناك عفو يصدر بسبب طبيعة دبلوماسية أو سياسية، لا يجوز لى الخوض فيها.
■ أليس لديك تفاصيل أخرى عن واقعة إطلاق مجند مصرى النيران على الحدود مع إسرائيل مؤخرًا؟
- علمت بها كأى مواطن، وسمعت بها فى القنوات الفضائية، حيث دخل الجندى المصرى إلى الحدود الإسرائيلية لمطاردة متورطين فى الاتجار بالمخدرات، وتمت تصفيتهم حتى أطلقت عليه النيران وتوفى.
وأعتقد أن الأمر لن يزيد على هذا، لأنه إذا كانت له أبعاد أخرى، كانت إسرائيل ستتخذ موقفًا معاديًا أكثر من ذلك، ولكنها التزمت الصمت.
■ الحوار الوطنى انعقد مؤخرًا لمناقشة العديد من القضايا المهمة.. هل سيكون لشيوخ القضاة نصيب فى وضع المقترحات أو التعديلات الهادفة لخدمة المجتمع؟
- إجراء حوار وطنى يضم كل أطياف الشعب فكرة عظيمة وخارج الصندوق، لتفعيل المشاركة ودفع كل مواطن للإحساس بمشاكل بلده والمساهمة فى نهضته، وأعتقد أنه سيكون هناك دور للقضاة فى تطوير القوانين خلال الفترة المقبلة، خاصة مع تطور الزمن ومواكبة السباق التكنولوجى الذى نعيشه.
■ إنشاء العاصمة الإدارية والاتجاه نحو فكرة الجمهورية الجديدة.. ما تقييمك لتلك الخطوات؟
- فكرة إنشاء عاصمة جديدة للدولة، ونقل جميع الوزارات بها، أمر يعتبر نقلة نوعية سنرى آثارها فى السنوات المقبلة، خاصة أن جميع مقار المؤسسات والوزارات أصبحت قديمة ومتهالكة ومخنوقة فى وسط البلد.
البلد يشهد تطورًا كبيرًا فى كل شىء، وهذه الإنجازات نتيجتها لن تظهر فى يوم وليلة، ولكن فى المستقبل، فمصر بتاريخها وحاضرها تستحق أن تصبح من أهم وأكبر الدول.
■ عقب تركك منصب القضاء.. هل عُرضت عليك أى مناصب أخرى؟
- نعم عُرض علىّ منصب فى لجنة الانضباط والقيم والأخلاق باتحاد الكرة، ورفضته لأننى شبعت خلال الأعوام الماضية من نظر القضايا والعمل فى ساحات المحاكم، وعقب بلوغ سن التقاعد قررت التفرغ والراحة مع الأسرة بعد سنوات العمل الطويلة.