ذكرى 3 يوليو.. الشرعية.. شفرة محمد مرسى لمؤيديه للتحريض على العنف
كان اللقاء الأخير بين مرسى ووزير الدفاع عبدالفتاح السيسى يوم ٢ يوليو ٢٠١٣، وهو الاجتماع الذى حضره معهما رئيس الوزراء هشام قنديل، وفيه قال مرسى إن المقترح الوحيد الذى يقبل به هو تغيير الحكومة وإقالة النائب العام، وإجراء بعض التعديلات الدستورية، ولم يأت بذكر على مسألة الاستفتاء على الانتخابات الرئاسية المبكرة.
وفى نفس اليوم ألقى خطابًا طالب فيه بضرورة الحفاظ على الشرعية وعلى مكاسب ثورة ٢٥ يناير، وشدد على ضرورة ألا يسىء أحد إلى الجيش المصرى، باعتباره الرصيد الكبير الذى بناه المصريون بأيديهم.
قال مرسى: أنا لا أسمح أو أرضى أن يخرج علينا من يقول كلامًا يخالف الشرعية أو يتخذ قرارات تهزها. وأكد أنه وافق على مبادرة طرحها الجيش بالمشاركة مع بعض الأحزاب السياسية، تقترح إجراء الانتخابات البرلمانية فى أسرع وقت، مع توفير متطلبات النزاهة مع تعديل بعض مواد الدستور، لكن المعارضة رفضتها، الأمر الذى لم يترك له خيارًا آخر سوى التمسك بشرعيته مع ترك الباب مفتوحًا.
كان محمد مرسى متوترًا وعصبيًا، وبتحليل بسيط للخطاب، سنجد أنه لم يكن إلا شفرة عنف واضحة جدًا لأنصاره فى الشوارع، دار حديثه كله عن شرعيته التى حصل عليها بصندوق الانتخابات، دون أن يفهم أن هذه الشرعية هى التى منحها الشعب له، والشعب الآن فى الشوارع والميادين يسحب هذه الشرعية مرة أخرى، وعليه فلا كلمة تعلو على كلمة الشعب.
حمل خطاب محمد مرسى شفرة لمؤيديه تحرضهم على العنف، كانت هذه الشفرة هى عبارة واحدة قالها نصًا فى خطابه: الشرعية دونها دمى، وكأنه يقول لمن يدافعون عنه قاتلوا من أجلى حتى اللحظة الأخيرة، فلا تراجع عن موقفه، ولا استسلام للشعب الذى يطالب بسلمية تامة أن يرحل الإخوان عن الحكم.
لم يكن محمد مرسى صادقًا فيما قاله عن الجيش والإساءة له، ففى نفس يوم الخطاب كان عصام الحداد، مساعد رئيس الجمهورية للشئون الخارجية، قد قام بإبلاغ سفراء دول الاتحاد الأوروبى وعدة دول أخرى، على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، أن القوات المسلحة لديها نية للقيام بانقلاب عسكرى للإطاحة بشرعية رئيس الجمهورية المنتخب.
رد الفعل على تصريح عصام الحداد كان كبيرًا.
فوسائل الإعلام رأت أنه محاولة من الإخوان لتهييج الرأى العام العالمى ضد القوات المسلحة المصرية.
وجبهة الإنقاذ وصفته بأنه النفس الأخير قبل أن يحتضر نظام محمد مرسى.
أما المتحدث الرسمى باسم القوات المسلحة فقد أكد أن ما قاله الحداد منافٍ للحقائق التاريخية، لأن تاريخ القوات المسلحة المصرية وعقيدتها الأصيلة لا تسمح بانتهاج مثل هذه السياسات الانقلابية.