محمود بسيوني: حرق المصحف فى السويد انتهاك صارخ ضد حرية العقيدة
أدان محمود بسيوني عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، جريمة حرق المصحف في السويد.
وقال في بيان صحفي، إن تساهل الآليات الحقوقية الدولية المعنية بحرية العقيدة مع جريمة حرق المصحف دفعت التيارات المتطرفة في أوروبا إلى وضع المصحف الشريف كهدف ثابت ومتكرر لهذه الجريمة البشعة ملايين المسلمين حول العالم.
وأضاف أن تكرار الجريمة تؤكد ازدواجية المعايير لدى الغرب فيما يتعلق بحقوق الإنسان وحريته في الاعتقاد رغم أنها من الحقوق الأساسية اللصيقة بالإنسان ونص عليها الإعلان العالمى لحقوق الإنسان ويؤكد وجود خلل فى فهم المجتمعات الأوروبية لمعنى الحق فى الاعتقاد، بل إن بعض الحكومات الأوروبية تغض الطرف عن تلك الانتهاكات المتكررة ضد المسلمين والمهاجرين وضد ثوابتهم ومعتقداتهم بشكل منهجى يكرّس تنامى مشاعر العداء بشكل يهدد حياتهم ويهدد حقوقهم.
وشدد على أن تجاهل المؤسسات الدولية الحقوقية للتعليق على ذلك الأمر وصمت الآليات الدولية على ذلك الانتهاك المستمر للدين الإسلامى فى الغرب بشكل يزيد من حالة الاحتقان ويمهد لمزيد من أعمال العنف فى المستقبل.
وأشار إلى خطورة ما يقوم به المتطرفون اليمينيون فى أوروبا أنهم يقدمون المبرر للتنظيمات الإرهابية من أجل القيام بمزيد من الجرائم سواء فى أوروبا أو فى العالم العربى، وزيادة مساحة الكراهية تخصم من مساحة نشر قيم التسامح والتعايش وتفسد فرصة الاندماج أمام المهاجرين.
وأكد أنه من الخطأ الجسيم اعتبار المسئولين الغربيين الاعتداءات على المقدسات الدينية والكتب المقدسة حرية تعبير كما يدعى البعض، بل إن الصكوك والمعاهدات الدولية نصوصها واضحة ومترابطة حيث تشير إلى أن التمييز على أساس الدين أو المعتقد يمثل إهانة للكرامة الإنسانية وإنكارًا لمبادئ الأمم المتحدة.
وأشار إلى أن عدم احترام الحكومات الأوروبية لحقوق الأقليات والمهاجرين فى الاعتقاد، وتراخيها فى مواجهة حملات الكراهية المنهجية ضد المسلمين، تطلق العنان لانتشار الإسلاموفوبيا فى المجتمعات الغربية، وتفتح المجال امام انتشار خطاب الكراهية المضاد ويمنح للجماعات التكفيرية هدايا مجانية يسمح لها بنشر خطاب مظلومية يمكنها من تجنيد المزيد من الذئاب المنفردة.
وقال إن احترام حقوق الإنسان تستلزم من الغرب إعلاء القواسم المشتركة من التسامح وقبول الآخر والتعايش السلمى بين الشعوب، ونبذ دعوات التحريض والكراهية، والتوقف عن أعمال العنف والتخريب والأعمال الاستفزازية التي من شأنها الإضرار باستقرار المجتمعات وأمنها وسلامها.