محمد هاشم: جعل من التاريخ والتراث الشعبى تيمة مسرحية
فقدت مصر والعالم العربى فارسًا ليس من فرسان المسرح فحسب، بل فارس من فرسان الكلمة، وواحد من المجددين فى المسرح من جيل السبعينيات، الذين خرجوا على المألوف فى الكتابة المسرحية السائدة لعدة عقود، وجعل من التاريخ العربى، قديمه وحديثه، والتراث الشعبى، مادة لتيماته المسرحية بعد إعادة تفسير وتأويل لمواقف محددة من هذا التراث الشعبى والتاريخى وإعادة قراءته برؤى تفسيرية جديدة تجعلنا نعيد النظر تجاهه، ونحدد موقفنا منه، ومنذ بدأ الكتابة مع أوائل سبعينيات القرن الماضى لم يتوقف عن الإبداع، كما لم يتوقف عن المشاركة فى فعاليات المسرح المختلفة سواء بعضويته فى لجان تحكيم المهرجانات أو رئاسته لها، أو صياغة البيانات النهائية لكثير من المهرجانات والمؤتمرات، حيث كان المسرح بالنسبة له أسلوب حياة ظل فاعلًا فى محرابه طوال الوقت، مؤمنًا به وبقدرته على تغيير الحياة، وقد كتب فى ألوان متعددة للمسرح وعلى رأسها «رجل القلعة، والحريق، ومآذن المحروسة، والثأر ورحلة العذاب»، كما كتب فى الكوميديا المسرحية الاستعراضية، وله منها عملان شهيران «المليم بأربعة، وبحبك يا مجرم»، كما كتب فى الدراما التليفزيونية، وله فى هذا المجال عدة مسلسلات هى: «البحيرات المرة، والحب فى زمن الجفاف، وصفقات ممنوعة، وقصة مدينتين، ورسالة خطرة»، ولم يبخل على المسرح وقضاياه بجهد أو وقت، فقد ظل عضوًا بلجنة المسرح بالمجلس الأعلى للثقافة فترة طويلة من الزمن، كما ظل حتى النفس الأخير فى حياته يشارك برأيه ويدافع عما يؤمن به من قضايا مسرحية.