بين مذكرات سفير روسيا وأدب نوبل.. جولة في قراءات المثقفين خلال عيد الأضحى
مع أجواء العيد المبهجة، وأصناف الأطباق اللذيذة، يتغذى الجسد على الطعام الجيد، أما الروح فلا تشبعها إلا الكتابة الجيدة، والكُتب التي تأخذنا في عوالم آخرى، وتسافر بنا عبر الزمن، وتطلق العنان لخيالنا لينسج قصصه المذهلة، وحكاياته التي تجعلنا نسافر عبر الزمن إلى أماكن أخرى وتمنحنا الفرصة لمقابلة شخوص مختلفة وتجارب متنوعة.
"الدستور" طرح على مجموعة من المثقفين، تساؤلًا حول قراءاتهم خلال فترة إجازة العيد؟ وهكذا جاءت ردودهم.
الكاتب أشرف العشماوي، قال إنه يقرأ حاليًا، مذكرات السفير الروسي فلاديمير في القاهرة من سنة 1970 وحتى 1974، مؤكدًا أن فكرة شغفه بقراءة هذه النوعية من الكتب، يأتي من منطلق رصدها شبه الحقيقي، كنوع من التطهر والتخفف من معلومات كانت سرية في وقتها لكن لها أهمية كبرى في فهم شخصية السادات من وجهة نظر روسية في مرحلة دقيقة للغاية.. موت ناصر ومراكز القوى وحرب مؤجلة وطرد خبراء روسيا ثم حرب أكتوبر.
وأوضح “العشماوي”: أقرأ أيضا مسودة رواية لصديق وهي أول عمل له وأنا متحمس جدا لكتابته رغم كسله والقراءة مع التحفيز أيضا كي ينشر الرواية.
من جانبها، كشفت الكاتبة نهلة كرم، أنها تخطط لإعادة قراءة عدد من الأعمال المفضلة لديها، إذ تعاني منذ فترة من التشتت، وقررت قراءة أعمال تثق في قراءتها.
ومن بين هذه الأعمال قالت: قررت قراءة روايات وقصص لأديب نوبل نجيب محفوظ وأليس مونرو بشكل عام، فضلا عن رواية "الدفتر الكبير" لأغوتا كريستوف، وإعادة قراءة لفصول من كتاب "نساء يركضن مع الذئاب".
أيضًا كشفت الكاتبة نورا ناجي أنها وضعت خطة لقراءات عيد الأضحى المبارك، والبداية مع رواية "السرعة القصوى صفر" للكاتب أشرف العشماوي، والصادرة عن الدار المصرية اللبنانية.
وأضافت ناجي في تصريح لـ"الدستور" أنها ستقرأ أيضا رواية "فيزياء الحزن" للكاتب البلغاري جيورغي جوسبودينوف، بجانب كتاب "براءة جذرية" من تأليف الباحث إيهاب حسن، الصادر عن المركز القومي للترجمة، ويعد آخر ترجمات شيخ المترجمين الراحل السيد إمام، وإذ تقرأ منه يوميا عدة صفحات، فهو "كتاب دسم" على حد تعبيرها.
بينما جاءت اختيارات الكاتب محمود مطر، لقرأته في العيد، أعمال الأديب نجيب محفوظ، قائلًا للدستور: في مواسم الأعياد والإجازات أحب دائما أن أقرأ لعميد الرواية العربية وكبير مبدعيها الأستاذ نجيب محفوظ.
وأضاف: “طبعا أغلب إبداع الأستاذ قراته سابقا لكنني أعيد قراءة الكثير منه بنفس شغف القراءة الأولي في إجازة عيد الأضحى، فسأعيد قراءة زقاق المدق التي قرأتها أيام الجامعة في النصف الثاني من الثمانينات، كما أعدت في عيد الفطر الماضي قراءة الحرافيش”.
ولفتت محمود مطر إلى أن قراءة نجيب محفوظ فوق أنها متعة حقيقية وشغف وولع ورحلة ممتعة من التشويق بحثًا عن مصائر الأبطال في النهاية فإنها أيضا تنطوي على إبعاد فلسفية عظيمة وفيها تتجلى صراعات النفس الإنسانية وتنكشف أسرارها ومغاليقها مشيرًا إلى: أرى أن قراءة نجيب محفوظ باستمرار هي متعة مفيدة لي كقارئ وككاتب أيضًا.