مصطفى بكرى: المشير طنطاوى تنبأ بسقوط الإخوان سريعًا وقال «سنة بالكتير والشعب هو اللى هايمشيهم»
قال إن الإعلان الدستورى «الديكتاتورى» جاء جاهزًا من مكتب الإرشاد إلى الرئاسة
«المعزول» كان يرتدى قميصًا ضد الرصاص استورده من ألمانيا خلال خطابه فى ميدان التحرير
الجماعة وضعت كرسى شيخ الأزهر فى آخر الصفوف بحفل جامعة القاهرة.. والشيخ الطيب انسحب وقال «انتوا بادئين بدرى أوى»
كشف الكاتب الصحفى، والنائب البرلمانى مصطفى بكرى، عن أن الرئيس المعزول محمد مرسى، ادعى فى خطابه الذى ألقاه بميدان التحرير بعد فوزه أنه لا يرتدى قميصًا واقيًا من الرصاص، فى حين أنه، حسب شهادة رئيس الحرس الجمهورى، كان يرتدى قميصًا استورده من ألمانيا.
وأضاف «بكرى»، فى حواره مع برنامج «الشاهد» على قناة «إكسترا نيوز»، مع الكاتب الصحفى والإعلامى الدكتور محمد الباز، أن أول قرار أصدره «مرسى»، حينما دخل إلى القصر الجمهورى هو إزالة صور الرئيس السابق محمد حسنى مبارك وتغيير الكراسى.
ولفت إلى أن «مرسى» والإخوان كانوا يحاولون استقطاب قيادات القوات المسلحة، لكنهم فوجئوا بتصريح الفريق أول عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع حينها، بقوله: «أنا لا سلفى ولا إخوانى، أنا ابن المؤسسة العسكرية».
■ لماذا سألت المشير حسين طنطاوى «هى الحكاية خلصت كده» يوم تولى مرسى الحكم فى يونيو ٢٠١٢؟
- قبل إعلان نتيجة الانتخابات وفى يوم ٢٠ يونيو ٢٠١٢، كنت على اتصال مباشر بالدكتورة فايزة أبوالنجا، وكانت تسألنى ماذا تتوقع؟، وكنت أتوقع فوز أحمد شفيق، ولكن تداعيات الأحداث التى جرت فى هذه الفترة دفعت الأمور إلى إعلان فوز محمد مرسى فى هذه الفترة.
وكان المجلس العسكرى قد أعد إعلانًا دستوريًا مكملًا، لأن المجلس العسكرى كان لديه تخوف من تدخل الإخوان فى المؤسسة العسكرية، وهذا الإعلان يمنع على السلطة التنفيذية التدخل فى المؤسسة العسكرية، إلا من خلال المجلس الأعلى للقوات المسلحة.
وكان الإعلان المكمل بمثابة رسالة طمأنينة للمصريين، بأن أحدًا- مهما كان- لن يقترب من المؤسسة العسكرية، وفى هذا الوقت دعانى الدكتور كمال الجنزورى للقاء حضرته نخبة قليلة من المجتمع المصرى، وكان من المفترض أن يحضره أيضًا جمال حشمت، أحد كوادر الإخوان، لكنه اعتذر عن عدم الحضور، بحجة أن الاجتماع كان لتشكيل جمعية تأسيسية لوضع الدستور، بعد الإخفاقات التى حدثت نتيجة موقف الإخوان من تأسيس الجمعية.
وتم اقتراح ١٠٠ اسم من كل أطياف القوى السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وأعطانى الدكتور الجنزورى هذا الكشف، وطلب منى الاحتفاظ به، وفى هذا الوقت صرحت «الإيكونوميست» البريطانية بأن «مرسى» يقترب من النجاح فى الانتخابات، وكانت هذه رسالة غريبة فى هذا التوقيت، وأثارت لغطًا كبيرًا فى الانتخابات، وفى النهاية أُعلن فوزه.
وبمجرد الإعلان، ذهب محمد مرسى لمبنى الإذاعة والتليفزيون فى المقطم وألقى خطابًا تقليديًا وقدم وعودًا ما أنزل الله بها من سلطان، وفى يوم ٢٦ يونيو ذهب «مرسى» للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، رغم أنه لم يؤد اليمين الدستورية، ودخل بعدها قصر الاتحادية وطلب بإنزال صورة مبارك، وتغيير الكراسى، والمكتب الخاص بالرئيس.
ثم بدأ الحديث عن أداء اليمين الدستورية، وكان محمد مرسى قد وعد فى البداية فى أكثر من لقاء جماهيرى بعودة مجلس الشعب المنحل، الذى تم حله بسبب الإخوان، والذى يفتقد لمبدأ تكافؤ الفرص بين القوى السياسية، وبدأ محمد مرسى يردد أنه سيعيد المجلس ليؤدى أمامه اليمين الدستورية مرة أخرى.
وبعدها أدى صلاة الجمعة فى جامع الأزهر، وكان الخطيب هو وزير الأوقاف فى هذه الفترة، وكان يوصيه خيرًا بالناس، وفى مساء هذا اليوم ذهب «مرسى» لميدان التحرير ليؤدى القسم أمام أعضاء مجلس الشعب من الإخوان الذين كانوا موجودين فى الميدان، وأمام هذا الجمع الكبير من الإخوان والسلفيين، قال «أنا جيت لكم وأنتم الشعب وأنتم المرجعية والأساس»، وفى هذا الوقت أقسم أنه لا يخاف وفتح الجاكيت وقال إنه لا يرتدى قميصًا واقيًا للرصاص، ووقتها خرج قائد الحرس الجمهورى وصرح بأنه يرتدى قميصًا واقيًا من الرصاص تم استيراده من ألمانيا.
و«مرسى» كان يريد انتقال المحكمة الدستورية إليه لأداء اليمين، ورفضت المحكمة، وطلب المجلس العسكرى وفقهاء القانون منه أن يؤدى اليمين أمام المحكمة الدستورية العليا، وأصر قضاة المحكمة على رفض اقتراح «مرسى» بانتقالهم لقاعة المؤتمرات، فذهب إلى هناك يوم ٣٠ يونيو، وأدى اليمين.
ومحمد مرسى قد طلب عدم إذاعة خطاب أداء اليمين الدستورية، فاعترض ٣ من القضاة، من بينهم المستشارة تهانى الجبالى، وآخرون، وقالوا إما إذاعة الخطاب وإلا لن يكون هناك أداء للقسم، فطلب «مرسى» قليلًا من الوقت، وأجرى اتصالًا تليفونيًا، وظل منتظرًا ربع ساعة، ثم جاء إليه الاتصال، ووافق على إذاعة الخطاب على الهواء.
وفى أثناء القسم قدم خطابًا أشاد فيه بالمحكمة الدستورية العليا وقراراتها وأحكامها، ثم انصرف إلى جامعة القاهرة، وفى هذا الوقت طُلب من أمين عام رئاسة الجمهورية، أن تدعونى لحضور خطابه فى جامعة القاهرة، كما تواصلت معى المراسم العسكرية لأحضر إلى «الهايكستب» لحضور مراسم تسليم السلطة فوافقت على الحضور، وكنت المدنى الوحيد فى هذا المشهد، ولم يكن أحد يصدق هذا المشهد، لأن الكل يعرف مَن هم الإخوان، وأفكارهم، ومواقفهم، وعداؤهم للدولة المصرية.
وحدثت هناك مواقف غريبة فى مؤتمر جامعة القاهرة، حيث منع الإخوان عميد كلية الحقوق محمود كبيش من الحضور، وشيخ الأزهر تفاجأ بوضعه فى آخر الصفوف بالمؤتمر.
■ ما تفاصيل مغادرة شيخ الأزهر حفل تنصيب «مرسى» بجامعة القاهرة والجملة التى قالها للجماعة؟
- محمد مرسى بعد حلفه اليمين بالمحكمة الدستورية، اتجه لجامعة القاهرة، وفى الجامعة حاولوا الانتقام من شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، لأن الفريق أحمد شفيق كان قد نظم مؤتمرًا صحفيًا فى بلدته «القرنة» بالأقصر، حيث نزعوا اسمه من على الكرسى الخاص به بالصف الأول، وعندما وصل فوجئ بأن «الكتاتنى» يجلس مكانه وطلبوا منه الجلوس بالصفوف الخلفية، فغادر شيخ الأزهر بهدوء وقال لهم «انتوا بادئين بدرى أوى».
وعند دخول «البلتاجى» حدثت هتافات، ووقتها انتفض اللواء حسن الروينى، وقال لـ«بديع» «هو دا اللى اتفقنا عليه»، ليرد عليه «خلاص هاتصرف».
ومحمد مرسى، كان فى صباح نفس اليوم يشيد بالمحكمة الدستورية خلال أدائه القسم بها، وعندما وصل جامعة القاهرة شكك فى دورها، كما تحدث عن الجيش خلال أدائه القسم فى الاتحادية، وأكد أن عليه العودة لثكناته، ولكن فى جامعة القاهرة قال للقيادات العسكرية الحاضرة: «أنتم الأوفياء أوفيتم بدوركم وسنكرمكم»، وأنهى الخطاب ودخلنا إلى الغداء وكان «مرسى» برفقته أولاده.
بعد الغداء وجدت المشير محمد حسين طنطاوى، والفريق سامى عنان، ووقتها قلت للمشير: «أنا قلق.. مين دول؟»، قال لى: «اهدأ ليس هناك رد فعل الآن اتركوا الأمور تمشى».
■ كيف تنبأ المشير طنطاوى بزوال حكم الإخوان خلال عام؟
- بعد تنصيب «مرسى»، قابلت المشير وسألنى «مكشر ليه؟»، فقلت له: «اللى بيحكم مصر النهارده إخوانى وإنت عارف قلبهم»، قال لى: «وأنا مسئوليتى إيه»، وسأل عن كلام الناس، فأخبرته أنهم يقولون إن المجلس العسكرى هو مَن أحضر الإخوان، وسألته عن رأيه فى ذلك.
«طنطاوى»، قال لى إن ٣ ملايين مصرى تركوا الانتخابات وذهبوا للساحل الشمالى، وأنه كان مع أعضاء المجلس العسكرى، وبمجرد دخوله الحمام وعودته وجد «مرسى» قد أُعلن فوزه بالانتخابات.
وأضاف المشير «الإخوان خلال ٧ أو ٨ شهور إديهم سنة، والشعب هو اللى هايمشيهم، لن نأخذ شيئًا ضدهم، لأنهم سيقصون الناس ويفتعلون المشاكل ولن يعرفوا حل شىء، ونحن معهم طالما هم مع الشعب المصرى، ولكن لو الشعب ليس معهم فنحن مع الشعب».
والأحداث التى شهدتها مصر، كانت تنبئ بتحقق كلام المشير على أرض الواقع، وأدلة ذلك أن محمد مرسى بعد وصوله للحكم عمل على إلغاء الإعلان الدستورى المكمل.
■ ما تفاصيل هتاف «يسقط حكم المرشد» فى جنازة عمر سليمان؟
- المجلس العسكرى كان حاضرًا فى جنازة اللواء عمر سليمان، نائب رئيس الجمهورية، ولم يحضر «مرسى»، وقلت للمشير «طنطاوى»، وقتها: «البلد هتروح فين»، فقال: «اهدأ»، فقلت له «الناس لن تهدأ».
فوجئت بأن الناس تحملنى، ووقتها لا أعرف كيف جاءنى شعار «يسقط حكم المرشد»، وكان ذلك بعد ٢١ يومًا من حكم الإخوان، وشقيقى الراحل محمود بكرى، اتصل بى وقال لى: «الدنيا مقلوبة ضدك، وخلى بالك هيحطوك فى دماغهم»، فقلت له: «مفيش غير كده».
والجنازة انتهت وأصبحت الناس على قناعة بأن الإخوان تستخدم الدين فى صالح السياسة، وأنهم سيدخلون فى أزمات كثيرة.
■ ماذا تقول عن لعب الإخوان فى سيناء فى بداية حكمهم وتصرفاتهم المنافية للوطنية؟
- الرئيس عبدالفتاح السيسى، يُظلم عندما نحصر دوره فى ثورة ٣٠ يونيو، فالرئيس كان وقتها مديرًا للمخابرات الحربية، ومنذ اليوم الأول لأحداث ٢٥ يناير كان جنبًا إلى جنب مع المشير طنطاوى، وفى كثير من القرارات المهمة التى أبعدت الجيش عن أى صدام عسكرى مع الجمهور.
والرئيس السيسى وقف موقف المحاور لجميع القوى فى الفعاليات السياسية، وكان يظل فى مكتبه للثالثة فجرًا، وهو يحاور القوى السياسية ويلتقى المثقفين ورجال الدين، وكان طرفًا أساسيًا فى القرارات التى صدرت فى ذلك الوقت، وكانت لديه قناعة بأن الشعب المصرى سيعود لطبيعته ويلفظ كل هؤلاء.
والمؤسسة العسكرية كانت تعلم أن هناك قوى خارجية تدعم مظاهرات «يسقط حكم العسكر»، وهذا ما كشفته الدكتورة فايزة أبوالنجا، عندما كانت فى لجنة التحقيق فى قضية التمويل الأجنبى.
«آن باترسون» الدبلوماسية الأمريكية، قالت فى تصريحاتها «اعتمدنا ٤٠ مليون دولار لدعم منظمات المجتمع المدنى فى مصر ولدينا قائمة بـ٦٠٠ منظمة سنعطيها أموالًا»، وبلغت قيمة ما أخذه الإخوان من فبراير ٢٠١١ إلى نوفمبر ٢٠١٢ مليارًا و٢٠٠ مليون جنيه، حُولت من الخارج.
والجيش كان يسعى لإحداث حالة من التوافق والتواصل مع كل القوى لحماية الوطن، لأن المخطط كان تمزيق مصر، وإحداث فرقة بين كل الفئات الاجتماعية.
وبعد ما حدث فى رفح ٥ أغسطس واستشهاد ١٦ وجرح ٢١، أصبح السؤال الأهم، مَن هؤلاء؟ ومَن فعل ذلك؟، كانت الإجابات «الإخوان والمنظمات الفلسطينية المتطرفة التى تنسق مع الإخوان وتمر من الأنفاق»، ولكن كان يوجد يقين لدى المؤسسة العسكرية والشرطة أن الإخوان يسعون لجر البلاد لحالة العنف وهم فى الحكم، حتى يتخلصوا ممن يريدون الخلاص منهم.
■ ما شهادتك عن حضور قتلة السادات حفل نصر أكتوبر وغياب الأبطال الحقيقيين؟
- عندما تسلم الفريق أول عبدالفتاح السيسى منصب وزير الدفاع فى ١٢ أغسطس ٢٠١٢، فى أول جلسة له مع محمد مرسى قال له: «أنا لا إخوانى ولا سلفى، أنا ابن المؤسسة العسكرية».
«مرسى» كان يعتقد أنه سيقول له «نعم» ولكنه فوجئ برده، فقال له: «الدين هو الذى يتعرض للمخاطر»، الإخوان كانوا يريدون التدخل فى المؤسسة العسكرية بعد محاولة استقطاب عدد من القيادات العسكرية، والتى كانت تتواصل مع القيادة.
فى احتفالات ٦ أكتوبر، فوجئت المؤسسة العسكرية أن كل الحاضرين هم «قتلة السادات» وأن أبطال الانتصار غائبون حتى المشير طنطاوى والفريق سامى عنان، اللذين تم تعيينهما مستشارين لـ«مرسى» لم تتم دعوتهما، و«مرسى» ظل يتجول بسيارة السادات فى الاستاد، وكأنه صنع الانتصار، وهذا ما أثر فى نفوس الناس.
■ هل كانت احتفالات أكتوبر يومًا فارقًا للمؤسسة العسكرية؟
- احتفالات انتصارات أكتوبر فى حكم «مرسى» كان بالطبع يومًا فارقًا بالنسبة للمؤسسة العسكرية، لأن الفريق أول عبدالفتاح السيسى حينها فوجئ فى الاحتفالات أن الحاضرين هم قتلة السادات، وأبطال الانتصار لم يحضروا.
ومن هنا بدأنا نرى ادعاءات وأكاذيب عن انتصارات أكتوبر، وقد كان أمرًا مخجلًا... كل ذلك أثر فى نفسية الناس، وهى ترى أن الذين قتلوا السادات والذين حاولوا هدم مؤسسات الدولة هم الحاضرون.
■ متى بدأ الصدام الحقيقى مع الإخوان؟
- الصدام الحقيقى حدث فى يوم ١٠ أكتوبر ٢٠١٢م، عندما أصدر محمد مرسى قرارًا بتعيين المستشار عبدالمجيد محمود سفيرًا لمصر فى الفاتيكان، وقد أحدث هذا القرار ضجة، حيث قال المستشار أحمد مكى بأن المستشار «عبدالمجيد» وافق، حتى خرج الأخير وقال إن هذا الكلام لم يحدث.
وتم عقد جمعية عمومية للقضاة الذين رفضوا هذا الكلام، وعقد فى اليوم الثانى اجتماع للمجلس الأعلى للقضاء، والمستشار عبدالمجيد محمود كنائب عام كان عضوًا فى المجلس الأعلى، وذهبوا إلى «مرسى» بعد هذه الضجة.
المجلس الأعلى للقضاء طلب من محمد مرسى التراجع فى هذا الأمر، خاصة أن المستشار عبدالمجيد محمود لم يبد رغبة ولم يبد موافقة، وكذلك لا يجوز عزل النائب العام بهذه الطريقة، وبالتالى فقد تراجع محمد مرسى عن قراره، لأن الموجة كانت عالية عليه.
وفى أثناء مغادرة المستشار عبدالمجيد محمود، وجد أن أسعد الشيخة يحادث الموظفين بصوت عالٍ، ويقول لهم «ما تقلقوش شهر وهيمشى».
وعندما كان «مرسى» خارجًا من الاجتماع قال للمستشار عبدالمجيد محمود «تعالى نقعد على جنب»، فدخلا وجلسا على جنب، قال له «إحنا مش ضدك لكن إنت دماغك ناشفة»، فقال له المستشار عبدالمجيد محمود، «يعنى إيه»، فقال له «مرسى»، «يعنى إنت عايز تفتح لى موقعة الجمل وإنت عارف مين اللى عملها، وتاخد قرارات دون الرجوع إلينا، أنا عايز أى قرار تاخده ترفع التليفون وتكلمنى»، فنظر له المستشار عبدالمجيد وقال له «فيه إيه يا فندم؟» فقال له «مرسى»: «خلاص بلاش أنا، كلم المستشار محمود مكى نائب الرئيس خد رأيه»، فقال له المستشار عبدالمجيد محمود إن النيابة العامة مستقلة، لا علاقة لها بك ولا بالمستشار محمود مكى، ولا بوزير العدل ولا بأى أحد.. «ده خطنا يا فندم إذا كان يحلو لكم»، فقال له محمد مرسى «إنت شايف كده، طب بالسلامة»، ثم تربصوا به.
■ ماذا حدث بعد الإعلان الدستورى الذى أصدره «مرسى» فى ٢٢ نوفمبر؟
- يوم ٢٢ نوفمبر كان يوم خميس، وجاءتنى معلومات من مصدر داخل الإخوان، ذهبت للنائب العام صباحًا لأحذره، فقيل لى إنه فى اجتماع، فذهبت للمستشار عدنان فنجرى، وكان النائب العام المساعد، وكان يتولى التفتيش القضائى للنيابات، ووجدت عنده المستشار مصطفى سليمان وكان المحامى العام الأول لنيابات استئناف القاهرة، فقلت له: «يا فندم أنا كنت جاى للمستشار عبدالمجيد محمود حتى أبلغه بواقعة، والموضوع لا ينتظر، فقال لى خير؟ قلت له اليوم الساعة ٧ سيصدر إعلان دستورى انقلابى، وسيركز على شيئين، الأول هو أن يعزل المستشار عبدالمجيد محمود من منصبه، والثانى هو أنه سيوقف عمل المحكمة الدستورية العليا»، فرد علىّ المستشار مصطفى سليمان قائلًا: «إيه الكلام اللى بتقوله ده؟ معقولة؟! هم أغبياء لهذه الدرجة؟» فقلت له «وأكثر»، قال لى «مش ممكن»، قلت له «يا فندم ده هيحصل»، وقلت للمستشار عدنان «بلغ النائب العام بسرعة إن الساعة ٤ ستأتى مظاهرة من الإخوان لحصار دار القضاء العالى».
■ هل كان لمكتب الإرشاد علاقة بالإعلان الدستورى؟
- الإعلان الدستورى جاء لمحمد مرسى جاهزًا من مكتب الإرشاد، وأخذه أحمد عبدالعاطى سكرتير الرئيس وقرأه.
وفى يوم الجمعة ٢٣ نوفمبر، اتفقنا مع المستشار عادل السعيد فى النيابة العامة، بأن نذهب إلى المستشار عبدالمجيد محمود فى منزله بمدينة نصر، واتفقنا وذهبنا والتقيناه، وبمجرد دخولى للمستشار عبدالمجيد محمود، وجدت عنده عددًا كبيرًا من المحامين العموم، وقلت له «ماذا ستفعل يا فندم؟» قال: «هعمل إيه.. ما خلاص قفلوا الدنيا»، فقلت له: «يا فندم هناك طريق القضاء»، فقال: «أيوه أنا ناوى أتوجه لدائرة رجال القضاء»، فقلت له «يا فندم لا بد من عمل بيان الآن، وغدًا السبت ٢٤ نوفمبر، ستكون هناك جمعية عمومية مع المستشار أحمد الزند رئيس نادى القضاة»، فقال لى «اجلس مع المستشار عادل السعيد والمستشار هشام الدرندلى واكتبوا البيان»، وعندما كتبنا البيان وقرأناه وافقوا عليه، ومن ثم أخذته وطبعت منه ٣ آلاف نسخة وكلمت المستشار أحمد الزند، وقلت له «يا فندم البيان مطبوع لتوزيعه فى الجمعية العمومية»، وسألت المستشار أحمد الزند «هل سيأتى المستشار عبدالمجيد محمود؟»، قال إنه سيأتى وسيلقى كلمة تاريخية، وفى يوم السبت ٢٤ نوفمبر كانت قاعة دار القضاء العالى «مليانة والناس مشحونة على آخرها»، وتكلم فى هذا اليوم عدد كبير من الناس، وبدأنا نرى كيف تحول القضاة إلى أسود، دفاعًا عن السلطة القضائية، وبالفعل جاء المستشار عبدالمجيد محمود وتحدث عن موقعة الجمل وتحدث عن أن راية القضاء لن تسقط، وبأننا لن نسمح لأحد بالتدخل فى الشأن القضائى، وأعلن أنه سيرفع قضية أمام دائرة رجال القضاء، وبأنه لن يسكت على هذا الأمر، وكان موقفًا شجاعًا، وحاز على تصفيق كبير من الحاضرين.
كيف ترى دورك كمؤرخٍ للأحداث؟
- فى البداية أوجه الشكر للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية على أنها أفسحت المجال لحلقات هى عبارة عن توثيق تليفزيونى مهم، سيكون له أثر كبير، خصوصًا مع استعراضى بعض الأسماء التى بدأت بها حلقاتك، فهم شركاء وطرف أساسى وشاهد عيان على الأحداث التاريخية التى مرت بمصر.
ولا بد لهذه الأجيال أن تعرف ماذا حدث بالضبط، لأن ذاكرة الناس تنسى، والحرب التى تُخاض ضد مصر هى محاولة لتزييف وعى الناس ونشر الأكاذيب والادعاءات.
وكما نصح الرئيس عبدالفتاح السيسى أكثر من مرة، يحتاج نشر الحقائق من المخلصين على أرض هذا الوطن إلى أن يؤرخوا دور الجيش المصرى ودور المؤسسات المختلفة فى التصدى للفوضى، وللهجمة الإرهابية التى استهدفت طمس الهوية المصرية الوطنية وتفكيك المؤسسات المختلفة، وهناك الكثير من الحقائق والوقائع المهمة، ليست فى ٣٠ يونيو أو فى ٣ يوليو فقط.