حصاد باريس.. اتفاقيات مع شركات دولية.. و«دفعة» للعلاقات مع الاتحاد الأوروبى
استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسى، رودولف سعادة، رئيس شركة الخطوط الملاحية الفرنسية العالمية «CMA CGM»، وعددًا من كبار مسئولى الشركة، حيث تناول اللقاء سبل توسيع وتعميق أنشطة الشركة فى مصر خلال المرحلة المقبلة، ومتابعة التعاون القائم معها فى مجال الملاحة والموانئ والنقل البحرى فى مصر، خاصة ما يتعلق بتشغيل وإدارة محطة «تحيا مصر» متعددة الأغراض بميناء الإسكندرية الكبير، والتى تم افتتاحها مؤخرًا بحضور الرئيس، حيث أكد الرئيس، فى هذا الصدد، اهتمام مصر بأن يمثل التعاون مع الشركة الفرنسية قيمة مضافة وطفرة نوعية فى تطوير ميناء الإسكندرية الكبير، بما يعزز من نشاط الميناء على المستويين الإقليمى والعالمى بتطبيق المعايير الدولية فى تشغيل الموانئ، والاستفادة من الخبرة الأجنبية، على النحو الذى يساعد على الارتقاء بالتصنيف العالمى للموانئ المصرية فى مجالى اللوجستيات والتجارة.
اجتمع الرئيس مع هنرى بوبار لافارج، رئيس مجموعة «ألستوم» الفرنسية، لبحث التعاون المشترك فى قطاع النقل العام، حيث أشاد بالتعاون البناء مع شركة ألستوم وغيرها من الشركات الفرنسية، وذلك فى إطار العلاقات الثنائية المتميزة بين مصر وفرنسا، والخبرات الكبيرة لهذه الشركات فى كل المجالات فى ضوء عملية التنمية الشاملة، فيما أكد رئيس الشركة الفرنسية اعتزام التوسع فى أعمال الشركة فى مصر، خاصة فى ظل الفرص الاستثمارية الواعدة التى يوفرها قطاع النقل العام المصرى، والتى تعد بمثابة بوابة لتعظيم استثماراتهم فى المنطقتين العربية والإفريقية، فضلًا عن تعظيم الاستفادة من حجم المشاريع الكبيرة الجارى تنفيذها فى مصر، والتى يتميز العمل فيها بالكفاءة والسرعة.
استقبل الرئيس السيسى، شارل ميشيل، رئيس المجلس الأوروبى، وتناول اللقاء متابعة تطورات مختلف أوجه العلاقات بين الجانبين، فى إطار وثيقة «أولويات المشاركة المصرية الأوروبية حتى عام ٢٠٢٧»، التى تمثل مسارًا حيويًا لمزيد من تعميق الشراكة المصرية الأوروبية خلال السنوات المقبلة فى كل المجالات. كما تطرق اللقاء إلى التباحث بشأن أبرز القضايا ذات الاهتمام المشترك، حيث ثمَّن رئيس المجلس الأوروبى، فى هذا الإطار، الجهود المصرية المُقدرة من قبل الاتحاد الأوروبى تجاه مختلف القضايا التى تمثل تحديات بالمنطقة وتمس الأمن والاستقرار بدول المتوسط، خاصة على صعيد استضافة الملايين من اللاجئين على أرض مصر، وكذلك منع الهجرة غير الشرعية ومكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، وأيضًا تجاه إحلال السلام بمنطقة الشرق الأوسط. وتمت كذلك مناقشة تطورات الأزمة الروسية الأوكرانية، فضلًا عن مستجدات الأزمة الراهنة فى السودان الشقيق.
عقد الرئيس السيسى لقاءً مع الرئيس التونسى قيس سعيد، حيث تباحثا حول سبل تعزيز أطر التعاون الثنائى بين البلدين الشقيقين، فضلًا عن تبادل الرؤى بشأن عدد من الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، ومن بينها الجهود الدولية لإصلاح النظام المالى العالمى فى ضوء الأزمة التى يمر بها، حيث توافقت الرؤى حول ضرورة إضفاء مزيد من العدالة وتحسين آليات منظومة التمويل العالمى، لاحتواء التداعيات السلبية الكبيرة الناتجة عن الأزمات المركبة، خاصة على الدول النامية.
التقى «السيسى» مع الرئيس إيمانويل ماكرون، رئيس الجمهورية الفرنسية، وذلك على مأدبة غداء عمل، أقامها الرئيس الفرنسى على شرف الرئيس بقصر الإليزيه، تكريمًا له واحتفاءً بزيارته فرنسا، للمشاركة فى قمة ميثاق التمويل العالمى الجديد. وشهد اللقاء تناول سبل تطوير العلاقات الثنائية، كما تم التشاور حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، لا سيما مستجدات الأزمة الروسية الأوكرانية وتداعياتها السلبية على أسواق الغذاء والطاقة على مستوى العالم، إلى جانب تطورات الأوضاع فى السودان، بالإضافة إلى استعراض سبل تنسيق الجهود مع مصر كشريك رائد للاتحاد الأوروبى فى مجال مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية، فضلًا عن التباحث بشأن أهم النتائج المنتظرة لقمة «ميثاق التمويل العالمى الجديد»، مع تأكيد حرص البلدين على التعاون والتنسيق من أجل تعزيز المبادرات الدولية الهادفة لدعم الدول النامية، وتيسير نفاذها للتمويل اللازم لمواجهة التداعيات الاقتصادية السلبية الناتجة عن تصاعد العديد من التحديات على المستوى العالمى.