نيفين القباج: الإرهاب كلف مصر 207 مليارات دولار خلال 16 عاما
عقدت مكتبة الإسكندرية على هامش مؤتمر “المجتمع المدني: نحو شراكة فعالة في الجمهورية الجديدة” جلسة نقاشية بعنوان "دور المجتمع المدني في مواجهة التطرف وتعزيز التنوع".
شارك في الجلسة الدكتورة نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي، والدكتور جمال عبد الجواد، رئيس برنامج السياسات العامة بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، والدكتور جورج فهمي، أستاذ مساعد بالجامعة الأوروبية بإيطاليا، والدكتور خالد فهمي، باحث بمؤسسة الأهرام والمستشار جميل حليم، عضو مجلس الشيوخ، وأدار الجلسة الدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية.
في البداية، قال الدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، إن المجتمع المدني لديه دور كبير ليس مقتصر فقط على مشاركة المواطنين في الخدمات العامة ولكنه تحول إلى آلة إنتاج، ونتمنى أن يصل إلى مرحلة المشاركة في التوعية خاصة في بعض القضايا الحساسة التي تتعلق بالإرهاب والإيمان بمفهوم التنوع والتعدد.
وتحدث "زايد" عن البحث الذي أعدته وزارة التضامن الاجتماعي والمُتعلق بمناقشة قضية تكلفة الإرهاب وأسبابه، قائلاً: "نحن أمام وجهان للمسألة أحدهما مظلم يجب مجابهته والآخر مضيء لا بد من دعمه".
وأوضح مدير مكتبة الإسكندرية، أن للإرهاب تكلفة كبيرة كانت من الممكن أن تذهب هذه الأموال لجهود التنمية الاجتماعية والحماية المجتمعية.
وقالت الدكتورة نيفين القباج، إن فكرة البحث بدأت بطلب من الرئيس عبد الفتاح السيسي، وكان يهدف إلى رصد التكلفة الاقتصادية للإرهاب التي تكبدها المجتمع المصري خلال الأعوام الماضية.
وأشارت الوزيرة، إلى أن البحث شارك فيه عدد كبير من الباحثين والمتخصصين وتطرق إلى رصد التكلفة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للإرهاب خلال العقود الثلاثة الماضية، مبينة أن البحث استمر لمدة 18 شهرا.
وأوضحت أن هناك أزمة هوية وانتماء عند الشباب حتى وإن كان موجودا في مصر ولكنه مغترب، مضيفة أننا أمام قضية حقيقية تبدأ بالاغتراب وفقد الهوية، وتنتهي بالتطرف والإرهاب.
وقالت إن الوزارة ستبدأ في نشر البحث بين كل فئات المجتمع وللطلاب في المدراس.
وأوضحت أن الإرهاب كلف الدولة نحو 207 مليارات دولار في الفترة ما بين عام 2001 وحتى عام 2016 بالإضافة إلى النتائج المترتبة على الإرهاب من تداعياته على السياحة وتوافر النقد الأجنبي.
وقالت إن هناك أيضا تكلفة سياسية للإرهاب تمثلت في تعطيل مشروع بناء الدولة الحديثة، بالإضافة إلى تكلفة اجتماعية تمثلت في تهديد الوحدة الوطنية سواء الدينية أو الطبقية، موضحة أن التكلفة السياسية والاجتماعية كانت أفدح من التكلفة الاقتصادية.
بدوره تحدث الدكتور جمال عبد الجواد، عن مراحل إعداد البحث وخطة العمل فيه، مشيرا إلى أنهم استغرقوا وقتا طويلا للوصول إلى مفهوم محدد للتطرف والإجابة على سؤال ماذا حدث لكي يتحول الإنسان الصالح المحتمل إلى إرهابي ومُخرب.
وقال إن المستوى المادي ليس السبب في التطرف ولكن هناك عوامل فكرية تسببت في ظهور هذا الفكر.
وأوضح أن المجتمع المدني عليه دور كبير في إعادة الفكر النهضوي بدلا عن الفكر المتطرف، لأن الأمر يبدأ من مرحلة الطفولة لأن العامل الثقافي والفكري جزء مهم في تكوين عقول الأجيال.
من جانبه قال الدكتور جورج فهمي، إن المجتمع المدني في مصر تحمل تكلفة كبيرة نتيجة الإرهاب منها تكلفة مباشرة تمثلت في وقف نشاط تلك الجمعيات وتكلفة غير مباشرة تتعلق بالتضييق على عمل الجمعيات الأهلية في فترات مجابهة الإرهاب.
وأضاف أن بعض الجمعيات الدينية دفعت كُلفة كبيرة بسبب تصاعد موجات العنف الناتج من الإرهاب، لافتاً إلى أنه حدث نوع من التديين للمجال الخدمي.
وأشار إلى أن المجتمع المدني الآن أمامه فرصة كبيرة للعمل بشكل كبير لأنها أمام لحظة تحول لم تكن موجودة في السابق.
وأشار إلى وجود عدة مسارات من الممكن أن يعمل عليها المجتمع المدني في مصر منها مسار للوعي ومساعي الشراكة بين الجمعيات الدينية المختلفة فضلاً عن عمل برامج تثقيفية تعزز قيم احترام وقبول الآخر بشكل عملي.
وتطرق الدكتور خالد فهمي، إلى دور مراكز الأبحاث في مجابهة الإرهاب من خلال إعداد دراسات عن أسباب هذه الظاهرة وأساليب مجابهتها.
ورأى فهمي، أن الإرهاب عائق للإصلاح الاجتماعي والسياسي وفي نفس الوقت نقص الإصلاح يؤدي إلى الإرهاب، مبيناً أن هناك نوعان من التطرف وهما تطرف واضح مادي من خلال تنظيمات وتطرف كامن ويتمثل في سلوكياتنا وكيف نفكر في الآخر.
وأشار إلى أن التطرف الكامن يتحول إلى تطرف ظاهر في فترات الضغوط الاقتصادية والاجتماعية، متابعا أن مصر نجحت في مجابهة التطرف الظاهر المادي ولكن المعضلة الكبرى في التطرف الذي لا يمكن أن نراه.
وقال إن الارهاب ظاهرة من معقد ومنتشرة وأصبحت تستخدم منصات غير تقليدية للترويج لأفكارها وبالتالي يجب أن نتعامل بطرق غير تقليدية لمجابهة هذا الفكر.
وتابع: “ليس لدينا خريطة للتطرف في مصر لأن التطرف كمفهوم أوسع من الإرهاب، فالتطرف ليس تنظيماً فقط ولكن يتمثل في شخص يتبنى قيم وسلوكيات تجاه الآخر”.
من جانبه تحدث المستشار جميل حليم، عضو مجلس الشيوخ، عن دور البرلمان المصري ووزارة التضامن الاجتماعي في إصدار قانون جديد لعمل الجمعيات الأهلية وتم إعطاء فرصة للجمعيات لتوفيق أوضاعها.
وأشار إلى أن هناك 34 ألف جمعية تم توفيق أوضاعها ولكن هناك جمعيات لم توفق أوضاعها وبالتالي هذه الجمعيات كانت لها أهداف أخرى.
وأكد أهمية دور الجمعيات الأهلية في مساندة الدولة في تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لها، لافتاً إلى أن هذا الدور ليس فقط مساعدات مادية ولكن في جوانب كثيرة منها التعليم والصحة ورعاية الأطفال وخلافه.